الصفحة الاولىصحيفة البعث

تحقيقات أوروبية حول وصول أسلحة غربية للإرهابيين استعدادات للرد على انتهاكات المرتزقة جنوب إدلب

منذ اتفاق سوتشي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، لا تزال التنظيمات التكفيرية تنتهك الاتفاق يومياً، ويكتفي الجيش بالرد على مصادر إطلاق النار وإحباط الهجمات الإرهابية المتكررة والتي كان آخرها أمس عندما أحبط محاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه النقاط العسكرية المنتشرة في عدد من القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب. في حين لم يستطع أردوغان الإيفاء بالتزاماته للرئيس بوتين.

وكان مصدر عسكري رفيع المستوى أكد لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عملاً عسكرياً كبيراً على جبهات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، في حال استمرار تصعيد الجماعات الإرهابية واعتداءاتها على مواقع الجيش وفشل الجانب التركي بتنفيذ التزاماته.

وسط هذه الأجواء عثرت الجهات المختصة خلال استكمال عملية تأمين المناطق والمزارع التي طهرها الجيش من الإرهاب على عبوات ناسفة وألغام وقذائف من مخلفات المجموعات الإرهابية بين قريتي بيت سابر وبيت تيما في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي.

في السياسة، طالب عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بفتح تحقيق حول كيفية وصول كميات ضخمة من الأسلحة المصنعة في الاتحاد الأوروبي إلى أيدي الإرهابيين في سورية، فيما أكدت برلمانية تشيكية أن أمريكا تستخدم شعارات رخيصة وفارغة لتبرير تدخلاتها في الشؤون الداخلية لسورية، فيما تمتنع عن تطبيقها في دول أخرى خدمة لمصالحها.

وفي التفاصيل، قصفت وحدات الجيش المتمركزة في معسكر بريديج بريف محردة الشمالي الغربي بالمدفعية الثقيلة مجموعات إرهابية متسللة من قرية الجنابرة باتجاه إحدى نقاطها بالريف الشمالي، وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب، ولفت مراسل “سانا” إلى أن إحدى وحدات الجيش العاملة في تلة الحماميات بريف محردة الشمالي نفّذت عملية على محاور تسلل وتحرك مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى “كتائب العزة” في محيط قرية تل الصخر، حيث انتهت العملية بإحباط محاولة التسلل وإرغام أفرادها على الانكفاء والفرار باتجاه عمق القرية. كما نفّذت وحدات الجيش المتمركزة في المصاصنة ضربات مركّزة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية على أطراف بلدتي معركبة ولحايا شمال مدينة حماة بنحو 25 كم، أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين.

إلى ذلك اعترفت تنسيقيات الإرهابيين بمقتل المتزعم في “كتائب العزة” علاء دعبول متأثراً بإصابته قبل أيام بنيران وحدات الجيش خلال تصديها يوم الجمعة الماضي لهجمات إرهابية في محيط قرية الزلاقيات.

وفي سياق متصل قال مصدر عسكري في تصريح لوكالة “سبوتنيك”: في حال استمرار المجموعات الإرهابية بتصعيدها وفشل الجانب التركي بتنفيذ التزاماته فيما يتعلق بالمنطقة منزوعة السلاح، فمن المؤكد أن تشهد هذه الجبهات عملاً عسكرياً واسعاً، في ظل ما تشهده جبهات ريف حماة وإدلب من تصعيد متزايد من قبل المجموعات الإرهابية المسلحة من خلال قيامهم باستهداف مواقع الجيش السوري والأحياء السكنية في القرى والبلدات المحاذية لهذه الجبهات، وأوضح المصدر أن المجموعات المسلحة ومنذ الإعلان عن اتفاق “المنطقة منزوعة السلاح” لا تزال تصعّد على عدة محاور في ريف إدلب الشرقي وحماة الشمالي والشمالي الغربي من خلال استهداف مواقع الجيش بعدة أسلحة ثقيلة، وكان آخر هذه الاستهدافات باستخدام مسلحي “الحزب التركستاني” لصواريخ “تاو” أمريكية الصنع على جبهة سهل الغاب.

وكشف المصدر أن وحدات الاستطلاع في الجيش السوري ترصد وبشكل يومي قيام الإرهابيين باستقدام تعزيزات عسكرية لها إلى المنطقة منزوعة السلاح، وقد تعامل الجيش السوري مع هذه التعزيزات بمختلف أنواع الأسلحة، وألحق خسائر فادحة بصفوف المجموعات التكفيرية.

في غضون ذلك واصلت الجهات المختصة أعمال تمشيط وتأمين عدد من القرى والمزارع على جانبي الحدود الإدارية في ريف دمشق والقنيطرة التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار، حيث عثر عناصر الهندسة على عدد من العبوات الناسفة والمفخخات والألغام والقذائف من مخلفات التنظيمات الإرهابية كانت مخبأة في محطة لمعالجة الصرف الصحي ومستودع تحت الأرض والأراضي الزراعية في المنطقة بين قريتي بيت سابر وبيت تيما جنوب غرب دمشق بنحو 45 كم، ومن بين الأسلحة المضبوطة قذائف مدفعية عيار 130 مم وهاون وقنابل محلية الصنع معدة للتفجير، إضافة إلى عبوة على شكل حجر مموه بشكل يحاكي حجارة المنطقة وعبوات زنة 100 كغ و75 كغ وألغام مضادة للدروع.

من جهة ثانية، أصيب 6 مدنيين بجروح جراء انفجار قنبلة داخل حافلة لنقل الركاب في منطقة الزهراء بمدينة حمص، وأفاد قائد شرطة محافظة حمص اللواء خالد هلال بإصابة 6 مدنيين، أحدهم بحالة خطرة نتيجة انفجار قنبلة يدوية داخل حافلة لنقل الركاب في شارع الستين بمنطقة الزهراء نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي الإسعافات والعلاج الطبي اللازم، وأوضح بأن التحقيقات أكدت أن انفجار القنبلة داخل الحافلة وقع عن طريق الخطأ نافياً أن يكون ناجماً عن عمل إرهابي.

سياسياً، طالب عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي بفتح تحقيق حول كيفية وصول كميات ضخمة من الأسلحة المصنعة في الاتحاد الأوروبي إلى أيدي الإرهابيين في سورية والعراق ولا سيما تنظيم داعش الإرهابي، وجاء في مشروع قرار أعده عدد من أعضاء البرلمان، وسيعرض في وقت لاحق من الأسبوع أمام الجلسة العامة للبرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، ونقلت نوفوستي مقتطفات منه: إن بعض الدول الأوروبية ومن بينها بلغاريا ورومانيا لم تتقيد بالقوانين والموقف الموحد للاتحاد بشأن نقل الأسلحة والذي يمنع مستلم السلاح من إعادة تسليمه إلى طرف ثالث.

وكانت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا طالبت في كانون الثاني الماضي بفتح تحقيق مع بلغاريا ورومانيا حول تصدير الأسلحة إلى الإرهابيين في سورية برعاية الاستخبارات الأميركية.

وطلب أعضاء البرلمان من البرلمان الأوروبي تبني مشروع القرار الذي يعرب عن الصدمة من حجم الأسلحة والذخائر المنتجة في الاتحاد الأوروبي التي كانت في أيدي إرهابيي داعش في سورية والعراق، ويحث المشروع كذلك على منع الدول الأعضاء في البرلمان من إعطاء أي ترخيص بصفقات سلاح تتضمن إمكانية نقل التكنولوجيا أو المعدات العسكرية إلى أيد أخرى غير الموجودة في العقد، كما يدعو الدول الأعضاء في البرلمان إلى رفض ومنع وقوع عمليات نقل مماثلة للسلاح في المستقبل ولا سيما إلى الولايات المتحدة والسعودية.

من جانبها أكدت عضو البرلمان الأوروبي التشيكية كاترجينا كونيتشنا أن الولايات المتحدة تستخدم شعارات رخيصة وفارغة لتبرير تدخلاتها في الشؤون الداخلية لسورية وعدد من الدول، فيما تمتنع عن تطبيقها في دول أخرى خدمة لمصالحها، وأشارت في مقال نشره موقع ايدنيس الالكتروني إلى أنه وعلى خلاف الوضع في سورية، حيث تعمد واشنطن إلى تضخيم الأمور واستخدام الشعارات الرخيصة لتبرير تدخلاتها فيها، فإنها تغض الطرف عما يجري من حرب إبادة ينفذها نظام آل سعود بأسلحة غربية بحق الشعب اليمني، وشددت على أن الوقت قد حان كي يختار الأوروبيون بين الأموال الملطخة بالدم وبين السلام والقانون الدولي.

وفي بيروت أكد سفير إيران في لبنان محمد جلال فيروزنيا أن الانتصارات التي حققتها سورية في محاربة الإرهاب والتطورات في المنطقة هي لصالح محور المقاومة، ولفت إلى الإنجازات التي تحققها قوى ودول المقاومة في مواجهة الإرهاب ورعاته والتصدي لسياسات الإدارة الأميركية الداعمة للعدو الصهيوني والتي تنتهك القوانين والاتفاقات الدولية ما يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين.