الصفحة الاولىصحيفة البعث

ابن سلمان طلب من نتنياهو شن حرب على غزة!

في دليل جديد على عمق الروابط والعلاقات بين النظام السعودي والكيان الإسرائيلي، كشف الكاتب البريطاني ديفيد هيرست، رئيس تحرير موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان “حاول إقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بشن حرب على قطاع غزة كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية قتل الصحفي جمال خاشقجي الشهر الماضي في قنصلية بلاده باسطنبول التي أثارت ضغطاً إعلامياً وسياسياً عالمياً ضده”.
يذكر أن قطاع غزة شهد منذ يومين عدواناً إسرائيلياً أسفر عن ارتقاء 14 شهيداً وعشرات المصابين عدا عن الدمار الكبير في المباني والبنى التحتية.
ونقل هيرست عن مصادر داخل السعودية قولها: “إن مساعي ابن سلمان مع نتنياهو جاءت بناء على توصيات من لجنة طوارئ شكّلها لوضع سيناريوهات للتعامل مع الأزمة التي سببها الاغتيال الدموي لخاشقجي”، وأوضح “أن فريق العمل يتشكّل من مسؤولين من داخل الديوان الملكي ووزارتي الخارجية والدفاع ومن جهاز المخابرات، وهو يقدّم تقريراً لابن سلمان كل ست ساعات.. وقد نصحه هذا الفريق بأن حرباً في غزة يمكن أن تحوّل أنظار ترامب بعيداً، وتركّز اهتمام واشنطن على الدور الذي تلعبه السعودية في حماية المصالح الاستراتيجية الإسرائيلية”.
وكان ولي عهد النظام السعودي أقر في حوار مع مجلة ذي اتلانتيك الأمريكية مؤخراً “بوجود مصالح مشتركة بين بلاده وكيان الاحتلال، إضافة إلى الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي”، إذ اعتبر أن الكيان يملك “اقتصاداً كبيراً مقارنة بحجمه، وهذا الاقتصاد متنام، وبالطبع هناك الكثير من المصالح التي نتقاسمها معه”، فيما قال في نيسان الماضي: “إن من حق الإسرائيليين العيش على أرض خاصة بهم، وإن بلاده وإسرائيل تواجهان ما سماه عدواً مشتركاً يتمثّل بإيران”.
وقال موقع “ميدل إيست آي”: “إن لدى السعودية وإسرائيل علاقات سرية وثيقة بشكل متزايد، بدافع من عدائهما المشترك لإيران، وإن محمد بن سلمان كان لاعباً رئيسياً في الجهود المبذولة لتسويق خطة سلام ترامب، “صفقة القرن”، بين “إسرائيل” وفلسطين إلى القادة الإقليميين”.
يشار إلى أنه وبعد طول مماطلة وتهرّب أقر النظام السعودي بمقتل خاشقجي في مقر القنصلية السعودية باسطنبول في الثاني من الشهر الماضي، وذلك بعد نحو تسعة عشر يوماً على اختفائه، وبعد أن ثبت أن الرواية السعودية حول ظروف مقتل خاشقجي، والتي أشارت إلى أنه قتل بمقر القنصلية بعد وقوع عراك ومشادات بينه وبين عدد من الأشخاص، غير مقنعة للرأي العام. كما نصح فريق العمل ابن سلمان “بتحييد تركيا بكل الوسائل”، بما في ذلك محاولات رشوة رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بعروض لشراء أسلحة تركية، وإصدار بيانات من ابن سلمان يحاول فيها دعم العلاقات بين الرياض وأنقرة.
وفي تصريحات أدلى بها في “مبادرة المستقبل للاستثمار” في الرياض الشهر الماضي، ادعى ابن سلمان “أن مقتل خاشقجي كان يستخدم لدق إسفين بين السعودية وتركيا”، وقال: إن ذلك لن يحدث “ما دام هناك ملك يدعى الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهد يدعى محمد بن سلمان في السعودية”.
وقد قُتل خاشقجي بوحشية في القنصلية السعودية في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول، في عملية نفذتها فرقة اغتيال اشتملت عناصرها المشتبه بها على العديد من أعضاء الحرس الشخصي لابن سلمان.
وفي حين أن قتل خاشقجي قد تمّت إدانته من قبل زعماء العالم على نطاق واسع، فقد قال نتنياهو في وقت سابق من هذا الشهر: “من المهم للغاية بالنسبة لاستقرار المنطقة والعالم أن تظل المملكة العربية السعودية مستقرة”.