صحيفة البعثمحليات

تخديم ثلاث كليات يرهق الأجهزة والهيئة التدريسية السياحة العلاجية عنوان المرحلة القادمة.. وماجستير لطب الأسنان الشرعي لرفع مخلفات الأزمة

 

دمشق– حياه عيسى
أدى التزايد الكبير الذي شهدته كلية طب الأسنان خلال الفترة الماضية نتيجة تخديمها لثلاث كليات كـ(جامعة حلب، الفرات، دمشق) إلى إرهاق أجهزتها وأعضاء هيئتها التدريسية، ما دفع بها لوضع جملة من الخطط والدراسات لتطوير الأجهزة وصيانتها بشكل دائم، إضافة إلى فتح عيادات جديدة لتخفيف الضغط وتأمين بعض المخابر، والاستفادة من أي مكان بالكلية من الممكن تحويله لعيادة أو مخبر لتسهيل عمل الطلاب.
وبيّن عميد كلية طب الأسنان الدكتور سالم الركاب أن هناك اختصاصات جديدة يتمّ العمل عليها خلال الفترة القادمة أسوة بالخطوة السابقة التي عملت عليها الكلية منذ حوالى خمس سنوات في إدخال اختصاص “ماجستير تأهيل وتخصص” لسوق العمل، حيث يتمّ قبول كل عام نحو (25) طالباً لنيل الاختصاص، إضافة إلى رفع مقترحات لرئاسة الجامعة لإطلاق ماجستير “بطب الأسنان الشرعي” للمساهمة برفع مخلفات الأزمة، وإقامة ماجستير “لمعالجة ذوي الاحتياجات الخاصة” وافتتاح “ماجستير للمعالجات بالليزر” لتطوير الدراسات العليا، علماً أن تكلفة الطالب الواحد خلال المرحلة الجامعية الأولى ما بين مواد وتجهيزات ونفقات للكلية تُقدّر بنحو مليون ليرة لكل عام، مشيراً إلى وجود دراسة للأعمال المطلوبة من الطالب من قبل رئاسة الكلية ويتم تحديد كمية المواد لكل طالب بناء على تلك الدراسة لإنهاء عمله خلال العام، إضافة إلى تركيز التعليم العالي على البعثات العلمية الخارجية لطلاب الدراسات العليا إلى كل من (روسيا الاتحادية، الهند، الصين، إيران) لرفع السوية العلمية واكتساب الخبرات.
وبالحديث عن مشفى جراحة الفم والوجه والفكين أكد الركاب على ضرورة تحويله لهيئة مستقلة أسوة بباقي مشافي التعليم العالي كـ(المواساة، الأطفال، التوليد الجامعي) لتأمين رافد مادي بسيط يمكنه من تطوير ذاته بموارد ذاتية ومنح مكافآت للعاملين بالمشفى سواء عناصر تمريضية أو حتى موظفين إداريين أو الأساتذة المشرفين، ولتخفيف العبء عن كاهل جامعة دمشق التي تتحمّل عبء تقديم كافة مستلزمات المشفى من خلال ميزانيتها السنوية، ولاسيما أن الدراسات جاهزة وهي مازالت قيد الدراسة وهناك من يرفض الفكرة ومن يؤيدها، علماً أن المشفى يخدم أطفالاً من ذوي الاحتياجات الخاصة ومعالجة أسنان شاملة بجلسة واحدة تحت التخدير العام من خلال جدولتهم ضمن عمليات ليتم إجراء ما يلزم خلال 4 ساعات وبشكل مجاني، في حين تبلغ تكلفة المعالجة في “الخاص” نحو (400– 500) ألف ليرة تقريباً.
من جانبه رئيس قسم جراحة الفم والوجه والفكين في كلية طب الأسنان الدكتور عمر حشمة أوضح أن وجود أكثر من مدرسة تعليمية اختصاصية من قبل أساتذة الكلية منح الطالب فرصة كبيرة للتعلم، والأهم مدرسة الخبرة العملية التي رافقت الطلاب والكادر التعليمي خلال فترة الأزمة والتي أعطت للطالب فرصة للتعامل مع حالات أذية انفجارية وضياع مادي بالفك استطاع الطلاب خلالها الحصول على معلومات متطورة وجديدة في طب الأسنان، معتبراً فترة التعليم التي يعيشها طلاب “الأسنان” فترة ذهبية، إضافة إلى العمليات الجراحية التقليدية المعهودة.
كما نوّه الدكتور أسامة جبان معاون عميد الكلية للشؤون الإدارية بوجود محاولات جدية لتوسيع بعض العيادات وزيادة عدد الكراسي ضمنها ليتم استيعاب أعداد الطلاب الكبير، ولاسيما أن الكلية في طور إعداد عيادة لطلاب ماجستير التجميلية وسيتمّ تزويدها بكافة التجهيزات المطلوبة.
يُشار إلى أن الكلية تعدّ واحدة من أقدم وأكبر كليات طب الأسنان بجامعات الشرق الأوسط ويفوق عمرها مئة عام، تضمّ عشرة أقسام وفيها عشر عيادات حالياً كل عيادة تحوي 48 كرسي طبيب أسنان، وهناك نحو 500 جهاز طب أسنان بالكلية، تقوم عياداتها العشر بتقديم الخدمة المجانية لمحتاجيها لكافة أنواع المعالجات من ترميمات وأعمال جراحية كبرى وصغرى، وهناك 450 مراجعاً يومياً، كما يقوم طلاب الدراسات العليا بإجراء العمليات النوعية، ومن المتوقع خلال المرحلة القادمة أن تشهد مهنة طب الأسنان تطوراً كبيراً من حيث “السياحة العلاجية” نتيجة التكلفة المادية القليلة مقارنةً بتكاليفها خارجياً.