أخبارصحيفة البعث

فلسطين واليمن.. محور واحد

 

في الوقت تحتفي القرى والبلدات الفلسطينية بانتصار غزة المدوي على الاحتلال الصهيوني، جاء الخبر من اليمن وبالتحديد من الساحل الغربي بانكسار زحف قوى تحالف العدوان السعودي الإماراتي على الحديدة ومديرياتها، ما يؤكّد من جديد أن محور المقاومة بكل مكوّناته وجبهاته ومقاوميه على أتمّ الجاهزية للرد على العدو وأذنابه وإلحاق الهزيمة تلو الأخرى به، من إيران والعراق إلى سورية مروراً بلبنان وفلسطين وانتهاءً باليمن السعيد.
فالمشهد في غزة لا يختلف كثيراً عمّا يجري بالحديدة، فالأولى تعاني من حصار خانق منذ سنوات من ذوي القربى ومن العدو الصهيوني، والأخير لا يتوانى بين الحين والآخر في العدوان عليها واستباحة أرضها بحجة ضرب مقاوميها، وهو الشيء ذاته الذي يحدق في الحديدة، فقوى العدوان السعودي الإماراتي تفرض أيضاً حصاراً بحرياً خانقاً على الميناء الوحيد الذي يدخل المساعدات إلى اليمن، وتشن هجوماً مستمراً منذ عدة أشهر للسيطرة عليه، مدعية أنها استطاعت فرض طوق على مركز المدينة، وأن السيطرة عليها مسألة وقت، في حين أن وقائع الميدان حتى الآن تؤكد عكس ذلك.
وكما يقف العالم بكل مؤسساته الإنسانية والسياسة في غزة عاجزاً  أمام المعاناة التي يعاني منها ما يقارب المليوني فلسطيني، حتى وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” عملت واشنطن وحلفائها على خنقها مالياً، وبالتالي منعها من تقديم أبسط المساعدات للرازحين تحت الحصار، كذلك أيضاً يغيب العالم وعين عدالته عن المجازر والانتهاكات التي يرتكبها العدوان السعودي الإماراتي يومياً بحق الآمنين والمدنيين في الحديدة دون أن يكون هناك أي استنكار أو إدانة لها، بل على العكس نجد التبرير حاضراً لما يرتكب، وفي كثير من الأحيان يلام من يدافع عن أرضه، ربما خوفاً من الحرمان من أموال النفط الخليجية.
القاسم المشترك في الحالتين أن العدو واحد والهدف عينه، فالكيانان الصهيوني والسعودي نشآ على القتل والتدمير والإرهاب وينفذان أجندة واحدة في كامل المنطقة والوقائع تؤكّد ذلك، فمنذ وعد بلفور المشؤوم نفذ الكيان الصهيوني عبر عصاباته ومرتزقته إرهاباً ممنهجاً ضد الفلسطينيين والعرب لطردهم من مدنهم وبلداتهم، مستفيداً من دعم غربي لا محدود وتواطئ عربي، وكان قانون القومية الجديد مثالاً صارخ لانتهاك حقوق الإنسان وحرمانه من أبسط حقوقه.
وهذا أيضاً حال الكيان السعودي الذي أُسس على أشلاء ودماء عرب نجد والحجاز، ولم يتوانَ لحظة واحدة عن تصدير الإرهاب والتكفير من بوابة الوهابية التي يدين بها، فدعم الإرهابيين تحت ذريعة حماية الإسلام والمسلمين، وكانت النتيجة أن اتُهم الإسلام بالإرهاب، كما لم يتأخر لحظة في التآمر على أشقائه وتدمير بلدانهم، فتبعات الربيع الأسود ما تزال حاضرة حتى اليوم، وربما ما كشفه الصحفي البريطاني ديفيد هيرست حول محاولة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إقناع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بالتوجه نحو حرب في غزة، كجزء من خطة لصرف الأنظار عن قضية قتل الصحافي جمال خاشقجي، يؤكد الأهداف والمصير الواحد بينهما.
وعليه فإن انتصار المقاومة الفلسطينية اليمنية على العدو الصهيوني السعودي، يؤكّد من جديد أن القوى الحية والرافضة للخنوع والاستسلام والتبعية قادرة بإمكاناتها وشجاعة أبطالها ومقاوميها من رسم مسار جديد للمنطقة، وهو مسار لن يكون إلا لمصلحة شعوبها في حياة حرة مستقلة.
سنان حسن