الصفحة الاولىصحيفة البعث

23 شهيداً في القصف الأمريكي على ريف دير الزور دفعات جديدة من المهجرين تعود من لبنان

 

شهدت عودة المهجّرين السوريين من لبنان خلال الأسابيع الأخيرة زيادات مطردة، الأمر الذي وجه ضربة قاصمة لمخططات بعض الأطراف في لبنان، والتي نشطت في الفترة الأخيرة في التحريض على حرمانهم من حقهم ورغبتهم في العودة إلى منازلهم وقراهم وأحيائهم، والتي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها ودحر التنظيمات الإرهابية منها، وذلك عبر بث أخبار كاذبة ومفبركة وعملية تسويق غير مسبوقة لجملة من الإشاعات. فقد وصلت، أمس، عشرات العائلات السورية التي هجّرها الإرهاب إلى معابر جديدة يابوس والزمراني والدبوسية قادمة من مناطق مختلفة من لبنان، حيث عبر عدد من المواطنين عن سعادتهم بالعودة إلى الوطن بعد سنوات من الغربة والتشرّد، مشيرين إلى التسهيلات والإجراءات التي تتخذها الجهات المعنية لتسهيل عودتهم. وبالتوازي، وإمعاناً منه في سفك المزيد من الدم السوري وتدمير البنى التحتية بزعم محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، شن طيران “التحالف الأمريكي” غارات جوية على الأحياء السكنية في قريتي البوبدران والسوسة بريف دير الزور الشرقي ما تسبب باستشهاد 23 مدنياً وتدمير عدد من المنازل السكنية في القرية، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تواصل قصف مناطق شرق سورية باستخدام أسلحة محرمة دولياً، ولا سيما قنابل الفوسفور الأبيض.
وفي التفاصيل، دخلت دفعات جديدة من المهجرين السوريين القادمين من لبنان عبر معابر الدبوسية والزمراني وجديدة يابوس، وذلك فى إطار الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومة السورية بالتعاون مع الجانب اللبناني، إلى الأراضي السورية.
ولفت رئيس لجنة عودة المهجرين من لبنان إلى سورية خالد عبد العزيز الإقبال الكبير من قبل المهجرين لتسجيل أسمائهم من أجل العودة إلى حضن الوطن في ظل الإجراءات الميسرة التي تقدمها الحكومة السورية ومرسوم العفو، مشيراً إلى أن الشائعات التي أطلقتها جهات لبنانية عارية من الصحة وتهدف إلى بث الخوف في نفوس المهجرين ومنعهم من العودة إلى سورية، فيما بيّن مختار الجراجير مصطفى مسعود أن المهجرين السوريين على تواصل دائم مع الجهات المعنية وأهاليهم في قراهم وبلداتهم، الذين أكدوا لهم أن الوضع آمن ومستقر ولا توجد أي عقبات تمنع عودتهم إلى سورية، لافتاً إلى أنه فور وصول المهجرين إلى منازلهم تقوم الجهات الحكومية بتأمين جميع متطلباتهم واحتياجاتهم وتسجيل الولادات وتثبيت عقود الزواج بدوائر النفوس.
من جهتهم عبّر عدد من الشباب عن ارتياحهم لعودتهم إلى وطنهم بعد سنوات من التشرد متجاوزين كل محاولات منعهم من العودة عبر نشر أخبار كاذبة، داعين جميع الذين ما زالوا في لبنان إلى العودة بأسرع وقت ممكن بعد استقرار الأوضاع وعودة الأمن والاستقرار إلى ربوع الوطن، مشيرين إلى أنهم غادروا سورية وهم صغار بفعل التنظيمات الإرهابية والآن وقد أصبحوا شباباً عادوا إلى وطنهم للعيش فيه ومتابعة حياتهم الطبيعية كجميع السوريين بفضل تضحيات الجيش العربي السوري الذي قضى على الإرهاب وأعاد الأمان إلى ربوع الوطن.
يأتي ذلك فيما شن طيران “التحالف الدولي”، الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، غارات جوية على الأحياء السكنية في قريتي البوبدران والسوسة بريف دير الزور الشرقي ما تسبب باستشهاد 23 مدنياً وتدمير عدد من المنازل السكنية في القرية.
إلى ذلك قالت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: “إن الأمريكيين جددوا الغارات الجوية المكثفة على البلدات السكنية في الضفة الشرقية لنهر الفرات واستخدموا قنابل فوسفورية محرمة دولياً”، فيما اعتبرت أن عملية الفصل بين الإرهابيين والمجموعات المسلحة الأخرى في إدلب “لم تتحقق بعد وفقاً لمذكرة الاتفاق الروسي التركي بشأن هذه المحافظة”.
وتواصل التنظيمات الإرهابية التي ينضوي معظمها تحت زعامة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي المنتشرة فى عدد من قرى وبلدات ريف حماة الشمالي المتاخم لمحافظة إدلب خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه والقرى الآمنة في المنطقة منزوعة السلاح ومحيطها.
وفي السياق نفسه، أحبطت وحدات من الجيش العربي السوري العاملة في حماة محاولتي تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية وبلدات آمنة في الريف الشمالي الغربي بالقرب من الحدود الإدارية لريف إدلب الجنوبي على أطراف المنطقة منزوعة السلاح، وأفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدة من الجيش مرابضة في أطراف بلدة زلين بريف منطقة محردة الشمالي رصدت محاولة تسلل مجموعة إرهابية من “كتائب العزة” في محيط بلدة اللطامنة باتجاه نقاط عسكرية ومزارع آمنة وتعاملت معها برمايات دقيقة أسفرت عن إحباط محاولتهم بعد إيقاع إصابات مباشرة في صفوفهم.
وعلى المحور ذاته أشار المراسل إلى أن وحدة من الجيش مرابضة في محيط قرية تل ملح نفذت ضربات مدفعية باتجاه مجموعات إرهابية كانت تتسلل من غرب بلدة الزكاة وحصرايا باتجاه المناطق الآمنة للاعتداء على نقاط تمركز تابعة للجيش لحماية المدنيين في القرى والبلدات المجاورة من هجمات إرهابية، وبين أن الرمايات الدقيقة أجبرت الارهابيين المتسللين على الفرار باتجاه أوكارهم وبؤرهم على أطراف المنطقة منزوعة السلاح وإيقاع عدد منهم قتلى ومصابين وتدمير أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.