ثقافةصحيفة البعث

عدنة خيربيك وقّعت ديوانها “ابنة الضياء”

في أمسية جمعت بين الشعر والتعريف والإضاءة النقدية للأديب والناقد سامر محمد إسماعيل بحضور عدد من الشعراء وكثير من محبي الشاعرة عدنة خيربيك حيث وقعت كتابها “ابنة الضياء” في المركز الثقافي العربي في –أبو رمانة- وقدم الحفل الشاعر أيهم الحوري، هذه الشاعرة التي تعمقت بإيقاعات قصيدة النثر، استمدت عنوان ديوانها”ابنة الضياء” كما ذكرت من الحرب الظلامية على سورية، من الشعب السوري الذي ردّ ظلامهم بالضياء، ضياء السلام والأمان والنقاء والشعر، الضياء الذي حمل رسالة الأم والأديبة والمقاتلة إلى العالم أجمع بأن سورية أقوى من دمارهم وتخريبهم، وأوضحت بأن قصائدها تحمل معاني الحبّ بكل المفاهيم لتنسحب إلى حبّ الوطن والحبيب والخير وإلى كل ما هو جميل في هذه الحياة، فالعشق ليس للحبيب فقط العشق للوطن الذي يجمعنا جميعاً تحت سمائه، مرددة سيبقى تراب وطني أغلى من الذهب.
كما تحدثت عن دور الثقافة في مواجهة الحرب الإرهابية ووقوف الشعراء والمثقفين إلى جانب أبطال الجيش العربي السوري، فدافع كل واحد من موقعه، وأشادت من واقع تجربتها الميدانية في رعاية أسر الشهداء بقوة المرأة السورية التي فقدت الزوج والأخ والابن وبقيت مؤمنة بالغار والنصر.

وجع الفقد
ثم قرأت قصائد من ديوانها عبّرت فيها بمباشرة عن ملامح الحرب الإرهابية فبدأت بقصيدة “في ضيعتي” بعد أن وصفت بكلام مؤثر طريقها الذي كان ممتلئاً ببيارات الليمون وأصبح اليوم مزروعاً بقبور الشهداء.
“في ضيعتي/أقفر الزقاق من ضحكاتهم/مرابع الطفولة تهدمت/مروجنا الخضراء والجنائن/زرعناها شباباً وآسا”
وفي قصيدة أسراب وآهات واجهت الواقع بصمود المرأة السورية التي لن تسمح لليأس أن يتسرب إلى روحها:
“مفلوحة بالحرمان تضاريسها/عواصف وسموم تصفر في جيوب قلبها/الخواء يملأ جوفها/للدمعة هوية محفورة على وجناتها/لكن”
وفي قصيدة “جوليا دومنا” بدت محاكاتها للمرأة السورية أقوى بعنفوانها وقوتها التي مكّنتها من الصمود في وجه الحرب مستحضرة رموز التاريخ.
“لأنني جوليا دومنا/أم الأباطرة/ياوطني /أسكر بعذوبة أساطير العشق/وألف ليلة وليلة من ليالي شهرزاد”
وفي قصيدة طفولة العيد قرأت وجع الأطفال الذين فقدوا الأمان والمأوى والأهل والحنان دون ذنب:
“بأم عين قلبي رأيت العيد/جاثياً على ركبتيه/يمسح دمعة طفل فقد أهله في حرب الكبار”

أدب الحرب
ثم قدم الناقد والأديب سامر محمد إسماعيل إضاءة نقدية للديوان الصادر عن دار سين والهيثم مبتدئاً بمقولة أحد النقاد:” إن الشعراء لايخترعون القصائد وإنما يكتشفونها” فمن خلال قراءاته لقصائد الديوان التي وصفها بالمقطوعات توقف عند اكتشاف العلاقة بين الأشياء والكلمات، هذه العلاقة الحساسة التي تتمازج مع المكان بالبعد الأسطوري الذي استقى رموزه من سورية، لتمتد إلى العلاقة بين الطبيعة والوطن والحبيب المنتظر من خلال التماهي اللافت، ليصل إلى أن القصيدة في ابنة الضياء تنتمي إلى القصيدة الخيطية المتواصلة التي لا انقطاع فيها، فقدمت ما يشبه الحفيف اللغوي كُتبت بدبيب الصوت أكثر من المباشرة، فجاءت القصيدة المتتابعة المتكاملة أشبه بأوركسترا مليئة بالصور الجميلة البعيدة عن التكلف، ورغم أن الشاعرة خيربيك اختارت عناوين للنصوص إلا أن ذلك لم يؤثر على الرتم والصنعة الفنية التي استطاعت أن تقدم تصويراً عالياً في تقديم الصور الشعرية.
ويدخل إسماعيل في متن القصائد ومضمونها الإنساني الذي يعكس صوراً من الحرب التي طالت كل سوري ووثّقت بفنية شعرية ما حدث على أرض سورية، ليصل إلى أن الديوان سيُقرأ في الأيام اللاحقة في سياق الأدب الذي كُتب عن الحرب الإرهابية على سورية.
كذلك وجد إسماعيل أن قصائد ابنة الضياء متوحدة مع الطبيعة نستشف منها كل تفاصيل الحياة الريفية، ليتابع: لا أقصد بأنها قصيدة رعوية وإنما قصيدة لها إيقاع خاص بها يتجلى بوضوح إيقاع صوت الشاعرة لجسد الكلمات.
ملده شويكاني