صحيفة البعثمحليات

عراقيل تحدّ من إقبال المربين على شراء المادة العلفية من المؤسسة الأم

حماة – محمد فرحة

قد يبدو مستغرباً ألا تجد إجراءات المؤسسة العامة للأعلاف المتمثلة بتخفيض أسعار المادة العلفية طريقاً ممهدة لجهة تنشيط حركة البيع ورفع خطها البياني التجاري، ما يشي بأن هناك ثمة عراقيل أخرى لابد من تغيير نمطيتها أو إعادة النظر فيها لإفساح المجال واسعاً لتصريف المادة العلفية التي تتكدس في مستودعات فروع الأعلاف في المحافظات يعشش فيها الفئران ويأكلها العث وفقاً لما نقله رئيس جمعية دير ماما بريف مصياف.

والحكاية تتمثل بالعراقيل التي توضع في وجه العمل التعاوني الفلاحي، حيث أشار رئيس الجمعية نفسه بأنه مضطر للذهاب إلى حماة لتسديد  902 ليرة عن كل رأس من الأبقار يريد أن يشتري لها أعلاف من مركز أعلاف مصياف، وهذا مربك جداً متسائلاً: هل هذا معقول لماذا لا تخول رابطة مصياف الفلاحية بذلك أي أن يقوم رئيس الجمعية التعاونية الفلاحية بدفع ما يترتب عليه تعاونياً للمنظمة بدلاً من حضوره شخصياً إلى مقر اتحاد فلاحي حماة، فهل بهذا الشكل نشجع العمل التعاوني؟.

وزاد على ذلك بأنه يمكن لأي مربي قطاع خاص أي غير تعاوني أن يشتري خمسة أطنان من المادة العلفية دون أن يدفع قرشاً واحداً، بل لا يقبلون الطلب الجماعي ويريدون تفقيطه، أي كل اسم على حدة، وهذا عمل متعب جداً لذلك كثيراً ما نغض الطرف عن شراء المادة العلفية من مؤسسة الأعلاف رغم ثقتنا الكبيرة بالمادة الموجودة فيها لجهة المردود الإنتاجي من الحليب وصحة وسلامة المادة.

في حين يقول آخر وهذا الحوار دار في مقر رابطة مصياف الفلاحية: من يشاهد مستودعات مركز أعلاف مصياف والذي يمكن أن يكون صورة عن بقية المراكز، وهو تتكدس فيه المادة العلفية يأسف لذلك..؟.

مصادر فرع الأعلاف بحماة أكدت صحة ذلك، وأضافت بأنهم طالبوا عدة مرات بأن المبلغ المطلوب على كل رأس من الثروة الحيوانية يمكن أن يضاف إلى فاتورة الشراء ويحول للمنظمة أصولاً، لكنهم رفضوا ذلك وأصروا على أن يكون الدفع بالاتحاد وأن تدفع الجمعية بكامل أعضائها حتى وإن لم يك سوى عشرين عضواً هم من يريد شراء المادة العلفية.

وأضاف نفس المصدر: إن آلية تسديد ما يترتب على هذه الجمعيات الفلاحية يربك الفلاحين كثيراً ويؤثر على مبيعاتنا من المادة، في الوقت الذي تم تخفيض سعرها تشجيعاً للمربين من أجل النهوض بواقع الثروة الحيوانية وتطويرها وزيادة عدد المشتغلين فيها.

باختصار: نقول ليس من المعقول أن يسدد رئيس الجمعية عمولة الأعلاف والأسمدة ومستجرات الإنتاج الزراعي في اتحاد فلاحي حماة حصراً، في الوقت الذي كان سابقاً تدفع هذه العمولة في الروابط الفلاحية أو بالمصرف الزراعي، في حين يلزم رؤساء الجمعيات الآن بالحضور شخصياً للاتحاد لتسديد ما يترتب لقاء استجرار وشراء المادة العلفية وغيرها، ما يشكل عبئاً مادياً وجهداً على الفلاح، مع الإشارة إلى أن محضر استجرار الأعلاف والأسمدة يوقعه رئيس الجمعية في وقت سابق من اتحاد فلاحي المحافظة، ونتحدث هنا عن فلاحي حماة ومن ثم على رئيس الجمعية الحضور لمصياف لتوقيعه من الرابطة، ومن ثم إلى الإرشادية الزراعية ومن المصرف، ليعود ثانية إلى اتحاد الفلاحين وتكبر المشكلة إذا ما أخذ هذه الأعلاف على دفعات فعليه أن يراجع اتحاد فلاحي المحافظة على عدد دفعات الاستجرار، من هنا نرى من المفيد ضرورة إعادة النظر بآلية تسديد ما يترتب على المربين من أموال بشكل بسيط بعيداً عن التعقيد، وبالتالي دفع هؤلاء المربين لشراء المادة العلفية من القطاع الخاص حتى وإن كانت غير مضمونة أو ليست بالسوية الموجودة في مراكز الأعلاف.