الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

يارا بشور سورية تتألق في بلاد الاغتراب

 

يارا بشور شابة سورية مقيمة في هولندا منذ أكثر من عشرين عاماً ورغم ذلك بذلت كل جهدها لإثبات الخصوصية التي تتمتع بها المرأة السورية، تخرجت من جامعة أمستردام كطبيبة عام 2013 وبدأت بعد تخرجها بتحضير الدكتوراه في الجراحة التجميلية وجراحة اليد، اختصاصٌ كان له علاقة بالمضاعفات التي تأتي بعد عمليات ترميم الثدي باستخدام السيليكون، حيث بدأت بكتابة عشرات المقالات التي تم نشرها لأهميتها وتميزها في أهم المجلات العلمية العالمية الأوربية والأمريكية لتقوم بعد ذلك أعرق الجامعات في هولندا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا باستضافتها لتقدم محاضراتٍ عن أبحاثها على مدرجات جامعات تلك الدول، حصدت  ابنة سورية جوائز  أكثر مرة عن الأبحاث التي قدمتها حيث استطاعت عام 2015 أن تحصل على المرتبة الثانية في مدينة برشلونة، وهذه السنة حلت مرتين على التوالي بالمرتبة الثانية في العاصمة الإيطالية روما، تتحدث يارا عن الصعوبات والعثرات التي واجهتها لأنها من أصولٍ سورية، لكن وبعد مرور فترة من الزمن أدرك الجميع حجم إمكانياتها، وتوضح يارا أن الدافع الأكبر الذي شجعها على التميز هو أنها من أصولٍ سورية متسلحةً بالقوة والإرادة والإصرار والتصميم للوصول إلى هدفها، مضيفةً أنها كانت تريد أن تعِّرف الجميع على المرأة السورية التي تملك صفات تميزها عن غيرها كالتواضع والعمل بجد واحترام الذات واحترام الإنسان لإنسانيته، لذلك صممت أن تفعل المستحيل لتبرهن للآخرين أن المرأة السورية تستطيع أن تثبت نفسها في الغرب وهذا ما قوّى من عزيمتها وإصرارها لتحقيق هدفها، موضحةً أن هذا الاختصاص تطلب منها جهداً هائلاً ما جعلها تضحي بجانبٍ كبيرٍ من حياتها الشخصية لحبها لعملها وإيمانها بإمكانية تخفيف الألم والمعاناة النفسية للمصابين بالتشوهات التي نجمت عن حوادث أو بعد الإصابة بمرض السرطان، وهذه الاختصاصات معقدة للغاية لكنها تساهم بإزالة الألم وإعادة تأهيل المرضى ليتمكنوا من العودة إلى حياتهم الطبيعية إذ تقول: “شعور جميل أن يكون للمرء دور فعال في خدمة المجتمع وهذا ما خططت له منذ الصغر وطموحي اليوم أن أصبح جراحة تجميل لأكمل دوري في الوصول للأفضل في هذا المجال الهام وهدفي الأسمى أن أتمكن من خدمة بلدي سورية وأن أرفع اسمه عالياً لأستمر في مساهماتي بالعمل الطوعي والعمل لدى المنظمات التي تخدم الإنسان والمجتمع”. تقدم  الطبيبة السورية يارا بشور مثالاً رائعاً عن صورة الإنسان السوري وخاصةً المرأة التي لطالما كانت أنموذجاً يحتذى به والتي دأبت الكثير من وسائل الإعلام  الغربية على تشويه حقيقتها خاصةً في خضم ما نمر به من حربٍ، وليس بغريبٍ على ابنة حمص السورية تميزها هذا وهي حفيدة لملكاتٍ حكمن العالم كملكة الشرق زنوبيا والإمبراطورة السورية جوليا دومنا.

لينا عدره