الصفحة الاولىصحيفة البعث

تصاعد الرفض الشعبي لزيارة ابن سلمان: المجرم يحاول تبييض سجله الدموي

 

قبيل ساعات من زيارة ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان إلى دول المغرب العربي، شهدت هذه الدول سلسلة احتجاجات، حيث أجمعت قوى وأحزاب ونقابات وشخصيات في تونس والجزائر وموريتانيا على رفض الزيارة، فيما صدرت مواقف مماثلة من مصر، على خلفية سياساته سيئة الصيت داخل بلاده وخارجها، وأبرزها العدوان على اليمن، ودعم الإرهاب في سورية، وهرولته للتطبيع مع كيان الاحتلال، إضافة إلى دوره في قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول الشهر الماضي على يد فريق أمني سعودي.
وأعلنت هيئات المجتمع المدني في تونس ومنظمات حقوقية تونسية والنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين رفضها على نحو قاطع زيارة ابن سلمان، واصفةً إياه بـ “المجرم الذي يحاول تبييض سجله الدموي”، فيما رفض حزب العمّال التونسي الزيارة، داعياً التونسيين إلى الخروج في تظاهرات دفاعاً عن كرامة تونس، كما دعا الرئاسة والحكومة ومجلس النواب إلى احترام إرادة الشعب، مؤكّداً أنّ الزيارة ليست إلا مسعى لخروج ابن سلمان من وضعيّة العزلة التي أصبح يعيشها هو ونظامه بعد جريمة قتل خاشقجي.
عضو مجلس الشعب التونسي، مباركة البراهمي، قالت: “إنّ زيارة ابن سلمان لتونس تأتي في إطار تبييض صورته في المنطقة”، وأضافت: إنها تمنّت على رئيس الجمهورية أن ينهي فترة حكمه بمواقف تحسب له ولا تحسب عليه.
وكانت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ثبّتت لافتة ضخمة على مبانيها في العاصمة وكُتب عليها: “لا لتدنيس أرض تونس”، فيما قال مسعود رمضاني رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية: إن للإعلام دوراً كبيراً في كشف الأنظمة الديكتاتورية، مشيراً إلى أن هناك عشرات من رجال الدين والنساء مهدّدون بحكم الإعدام في السعودية بسبب “التعبير عن الرأي”، ولفت، خلال مؤتمر صحافي في مقر نقابة الصحافيين التونسيين، لقوى تونسية رافضة لزيارة ابن سلمان إلى تونس، مشيراً إلى أن “حرب اليمن المتواصلة ودور السعودية في ذلك أثيرت بشكل كبير بعد جريمة قتل خاشقجي”، مؤكداً “لا يشرّفنا الموقف الرسمي التونسي السائر بعكس موقف الشعب التونسي بالنسبة للسعودية وزيارة ابن سلمان”.
من جهتها، اعتبرت نايلة الزغلاني أن العديد من النساء السعوديات يقبعن في السجون وما زالت المرأة السعودية لا تملك “الولاء على جسدها”، مضيفةً: “لا لتدنيس أرض تونس بالمنشار الذي قطع الصحفي خاشقجي”، فيما اعتبر بشير القطيطي، رئيس الجمعية التونسية للمحامين الشبان، أن “السفاح الآتي إلى تونس يريد تبييض صفحته وصورة النظام السعودي”، مشدداً على أن ابن سلمان “غير مرحّب به في تونس، ونؤكّد أننا ضد أي تبييض نظام مجرم صورته في بلدنا”.
أما محمد المعالي من المركز التونسي لحرية الصحافة، فرأى أن “النظام التونسي الحالي يتعامل مع النظام السعودي، كما تعامل النظام السابق وهذا خطير”، فيما اعتبر جمال مسلم، رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان، أن “الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتشدّق بحقوق الإنسان إلا أن الأساس لديه هو المصالح”، مؤكداً أن “الشعب التونسي والنقابات تقول: لا لزيارة ابن سلمان.
الكاتبة العامة لنقابة الصحافيين التونسيين سكينة عبد الصمد، قالت: “نحن ننتصر دائماً لقضايا العدل”، مشيرةً إلى أنه يجب على تونس ألا تستعد لاستقبال ابن سلمان، وأوضحت أنه هناك تحرّكات في الشارع التونسي، أبرزها في شارع الحبيب بورقيبة ضد الزيارة.
وفي مصر، أعلنت اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع عن رفضها لزيارة ابن سلمان، مشيرة إلى أنّ “السعودية الصديقة للكيان الصهيوني تحاول تحسين وضعها الإقليمي في المنطقة”، وأضافت: إنّ “نظام آل سعود رأس مشروع أميركي حالي لإقامة تكتّل عربي رسمي فاقد للشرعيّة الشعبيّة”، كما أكدت أنّ جزيرتي تيران وصنافير أراض مصريّة بحكم متطلّبات الأمن القومي المصري وبحكم التاريخ والجغرافيا.
وأعلنت مجموعة من الصحافيين المصريين رفضهم استقبال ابن سلمان لأنه “أهدر القيم الإنسانية ومنها الحق في الحياة لمواطني بلاده”، وأكّدوا أنه لا يجب أن تمر زيارة “متهم” بقتل صحافي إلى مصر دون موقف، فيما أكد المتحدّث باسم الحركة المدنية الديمقراطية المصرية يحيى حسين أنّ مصر حضن للمناضلين وليس للمشبوهين، واتّهم ابن سلمان بالقيام بدور “تخريبي ليس في اليمن فحسب، بل في السعودية نفسها”، مستنكراً تطاوله على الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.
وفي موريتانيا أعلن حزب الرّفاه رفضه زيارة ابن سلمان إلى نواكشوط، واعتبرها محاولةً غير نزيهة لتنظيف أيدٍ مصبوغة بدم الأطفال والنساء العرب، وأدان دور ابن سلمان في تغذية الحرب العدوانية على سورية، وحرب الإبادة الجماعيّة في اليمن، ودوره المشؤوم في محاولة تصفية القضية الفلسطينية، وأشار إلى أنه على الرغم من الاختلاف الفكري مع الصحافي جمال خاشقجي، إلا أنه يدين بكل قوة قتله بطريقة وحشيّة، مؤكداً أن ابن سلمان شخص غير مرحّب به في موريتانيا.
وفي الجزائر دعا رئيس حركة البناء الوطني عبد القادر بن قرينة الخارجية إلى إعادة النظر في ترتيب زيارة ابن سلمان، قائلاً: إن الزيارة تأتي في ظل اختلاف كبير بين الجزائر والمملكة في قيادتها للحرب على اليمن، وما جرّته من ويلات على الشعب اليمني، وأكد رفض بلاده وصف الرياض حركات المقاومة بالإرهابية وقيادتها مع حلفائها لما يسمّى صفقة القرن، وقال: “إن التدخّل السافر للسعودية في سورية أسهم في تدميرها، كما أسقط الدولة بليبيا، وأشاع الفوضى فيها”.
وفي اليمن، رحّبت حركة “أنصار الله” بالمواقف الشجاعة للشعوب الحرّة في تونس والجزائر ومصر وموريتانيا على موقفهم الرافض لزيارة قاتل أطفال اليمن والصحافيين، كما ثمّنت المواقف التي جسّدت العروبة الحقيقية في دول المغرب العربي رفضاً لزيارة عرّاب التطبيع، ودعت الشعوب كافة إلى رفع أصوات الرفض للنظام، الذي صنع الإرهاب، وزعزع الاستقرار في كل دول المنطقة، وأوغل في قتل الشعب اليمني.