الصفحة الاولىصحيفة البعث

شهيد في الخليل.. واعتقال 47 فلسطينياً في الضفة

 

في إطار خطوات التطبيع الخيانية، التي أسقطت بعض أنظمة الخليج عنها رداء السرية، وجّهت سلطات النظام البحريني دعوة رسمية إلى وزير الاقتصاد في حكومة الاحتلال الإسرائيلي إيلي كوهين لزيارة البحرين في نيسان المقبل للمشاركة في مؤتمر دولي للتكنولوجيا والابتكار، وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن المؤتمر سينظمه البنك الدولي، وسيعقد على مستوى وزاري لمدة ثلاثة أيام في البحرين، فيما صعدت قوات الاحتلال من اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني.
وكان الناطق باسم مكتب رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد في وقت سابق أن الأخير سيزور البحرين قريباً، بينما تحدّثت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية الشهر الماضي عن حوار سري بين النظام البحريني وكيان الاحتلال الإسرائيلي تمهيداً لإقامة علاقات علنية بينهما، في وقت قالت القناة الثانية الإسرائيلية: “إن الرقابة الإسرائيلية رفعت القيود عن المعلومات التي أوصى بها نتنياهو حول تحسين العلاقات مع البحرين”، وأضافت: “إن نتنياهو يرغب بتطبيع العلاقات مع البحرين بشكل معلن”، وجاء ذلك بعد ساعات من زيارة رئيس تشاد إلى الكيان الصهيوني.
وفي وقت سابق، وخلال خطابه في ختام لقائه مع الرئيس التشادي إدريس ديبي، ألمح نتنياهو إلى نيته “القيام بزيارات مماثلة إلى الدول العربية في المستقبل القريب”، فيما قال مسؤول إسرائيلي: “إن إسرائيل تعمل على تسوية علاقاتها الدبلوماسية مع البحرين في الخليج”.
يشار إلى أن العديد من مسؤولي كيان الاحتلال، وفي مقدّمتهم نتنياهو، يؤكدون بشكل مستمر وجود تعاون على مختلف المستويات مع دول عربية وإجراء اتصالات معها، بعد أن كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان زار كيان الاحتلال سراً العام الماضي على رأس وفد من نظامه، عدا عن زيارات تقوم بها وفود من بعض الأنظمة العربية إلى كيان الاحتلال بشكل مستمر.
وتعليقاً على ذلك، أكد الأمين العام لحركة الجهاد زياد النخالة أن الأنظمة التي تطبّع مع كيان الاحتلال تطعن الشعب الفلسطيني في الظهر، مشدداً على ألا عدو للأمة سوى العدو الإسرائيلي والأنظمة الداعمة له، وقال: “إن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن ينتصر على المقاومة الفلسطينية بتنقّله بين العواصم الفارهة”، مشدداً على رفضه أي تفاهمات مع العدو الإسرائيلي تمس حقوق الشعب الفلسطيني.
وكانت صحيفة هآرتس كشفت أن شركة السايبر الإسرائيلية “إن اس او” أجرت مفاوضات لبيع قدرات تقنية متطوّرة لمخابرات النظام السعودي تتيح لها اختراق هواتف معارضيها في الداخل والخارج، وأوضحت، في تقرير استند إلى شهادات وصور، إضافة إلى وثائق السفر والوثائق القانونية، أن المفاوضات الرئيسية عقدت في حزيران من العام الماضي في أحد الفنادق الفخمة في العاصمة النمساوية فيينا، وحضرها عن جانب النظام السعودي تركي الفيصل رئيس المخابرات الأسبق ومسؤول آخر يدعى ناصر القحطاني، وعن الجانب الإسرائيلي رجلا أعمال إسرائيليان ومسؤولون من الشركة المتخصصة بتطوير أدوات التجسس على الهواتف الخلوية.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولي الشركة “عرضوا على السعوديين تكنولوجيا متطوّرة بعد أن علمت بمحاولات السعوديين شراء التكنولوجيا الإسرائيلية، حيث طرحوا عليهم تقنية “بيغاسوس 3″، وهي برنامج تجسس متطوّر لدرجة أنه قادر على اختراق هاتف خلوي دون أن يشعر المستهدف بالاختراق أو إرسال رسالة “طعم” إلى هاتفه”، لافتة إلى أن الإسرائيليين طلبوا من القحطاني خلال اللقاء التوجّه إلى مجمع تجاري قريب وشراء جهاز “آيفون” جديد وإعطاءهم رقمه، وبعد ذلك اخترق الإسرائيليون الهاتف الجديد، وسجّلوا بالصوت والصورة لقاءهم مع السعوديين.
وأكدت الصحيفة أن هذا لم يكن اللقاء الأول بين الجانبين، لافتة إلى تصريحات نتنياهو المتكررة حول علاقات “إسرائيل” المتطوّرة مع دول خليجية، وقالت بهذا الصدد: “إن الورقة الإسرائيلية الرابحة في هذا السياق هي بيع قدرات تكنولوجية لهذه الدول وفق معادلة تقول: إن “إسرائيل” توافق على بيع دول في الخليج تكنولوجيا أمنية مقابل التحاق هذه الدول بمعركة “إسرائيل” الاستراتيجية ضد إيران”.
وكانت تقارير إعلامية كشفت في تموز الماضي عن قيام النظام السعودي بوضع منطقة غنية بالنفط والذهب شمال السعودية تحت تصرف كيان الاحتلال لتكون له حرية استخدامها عسكرياً كمخزن للأسلحة وميدان للمناورات، وإنشاء مدينة فيها، ما يمثل انعطافاً جديداً من نوعه في العلاقات التي تربط النظام السعودي بكيان الاحتلال.
ميدانياً اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 47 فلسطينياً من مناطق متفرقة بالضفة الغربية، 32 منهم خلال حملة مداهمات في مدينة القدس المحتلة، و15 آخرين من مدن الخليل والبيرة ورام الله بالضفة الغربية، فيما استشهد فلسطيني متأثراً بجراحه جراء إطلاق قوات الاحتلال النار عليه بعد تنفيذه عملية دهس بالقرب من مدخل بلدة بيت أمر شمال الخليل.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: “إن جنود الاحتلال احتجزوا سيارة الإسعاف وبداخلها جثمان الشهيد، فيما منعت سيارات إسعاف أخرى من الوصول إلى المكان”.
وكان الاحتلال قد أطلق النار على سائق بعد تنفيذ عمليةَ دهس عند مفترق غوش عصيون جنوب بيت لحم أدَّت إلى إصابة ثلاثة جنود إسرائيليين بجروح.
إلى ذلك، أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح وحالات اختناق جراء اعتداء بحرية الاحتلال على المسير البحري السابع عشر لكسر الحصار عن قطاع غزة، حيث أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة وقنابل الغاز السام على مئات المشاركين في المسير البحري غرب بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى إصابة فلسطينيين اثنين بجروح والعشرات بحالات اختناق.
وأطلقت هيئة الحراك الوطني لكسر الحصار منذ أكثر من شهرين 17 مسيراً بحرياً شمال القطاع في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض عليه رغم محاولات الاحتلال عرقلة المسير باستهداف الفلسطينيين المشاركين بالرصاص الحي.
كما جدّد عشرات المستوطنين الإسرائيليين اقتحام المسجد الأقصى المبارك بحماية من قوات الاحتلال من جهة باب المغاربة، ونفّذوا جولات استفزازية في باحاته، في حين استولى مستوطنون آخرون على أرض فلسطينية في قرية جالود جنوب نابلس بالضفة الغربية.
وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس: “إن مستوطنين من إحدى المستوطنات المقامة على أراضي القرية استولوا على قطعة أرض فلسطينية تبلغ مساحتها نحو 10 دونمات”، وأضاف: “إن المستوطنين شرعوا بزراعة الأرض بأشجار الزيتون ومد خطوط مياه الري وسط حراسة مشددة من قوات الاحتلال”.
وكان دغلس كشف، أول أمس، عن مخطط لسلطات الاحتلال لإقامة وحدات استيطانية جديدة على حساب أراضي الفلسطينيين في قرية جالود جنوب نابلس.
بالمقابل، جدّدت وزارة الخارجية الفلسطينية إدانتها لجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني مطالبة بتحرّك دولي سريع لوقفها، وأكدت في بيان استمرار العمل على فضح جرائم الاحتلال أمام المجتمع الدولي، وخاصة في المحكمة الجنائية الدولية، بهدف الوصول إلى تحقيق دولي جاد، ومحاسبة مجرمي الحرب الإسرائيليين والمستوطنين الإرهابيين، وأشارت إلى اعتداءات المستوطنين الإرهابية المتواصلة على القرى والمدن الفلسطينية بحماية من قوات الاحتلال لتهجير الفلسطينيين والاستيلاء على أراضيهم.
وبخصوص تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة واعتقال عدد من القيادات مؤخراً، بينهم محافظ القدس عدنان غيث، أكدت الخارجية أنها تعمل مع الجهات الدولية والحقوقية ذات الاختصاص لاطلاعها على همجية الاحتلال غير المسبوقة والعمل على إطلاق سراحهم من معتقلات الاحتلال فوراً، وشدّدت على أن جميع محاولات الاحتلال لقمع المقاومة الفلسطينية لعمليات التهويد المتواصلة في القدس المحتلة ستبوء بالفشل.