ثقافةصحيفة البعث

نسرين فندي: “امرأة وحيدة” تعني كل النساء

 

لم تكن مونودراما “امرأة وحيدة” تأليف داريو فو وفرانكا راما للمخرجة نسرين فندي والتي ستبدأ عروضها بعد غد الخميس على خشبة مسرح الحمراء ضمن احتفالية مديرية المسارح والموسيقا بيوم الثقافة إلا نتيجة رغبة قديمة لها بتقديم هذا النص الذي كان يشغل بالها منذ العام 2007 مبينة أن الظروف ساعدت في أن يرى هذا النص النور اليوم من خلال الفنانة أمانة.. وما لفت انتباهها في نص “امرأة وحيدة” أنه يحكي عن امرأة تعني كلَّ النساء بالنسبة لها، وبهدف إيصال مضمون النص ولترجمة ما تشعر به المرأة بشكل دقيق اعتمدت فندي على فريق عمل من النساء.

وتوضح فندي أن ما أغراها في المونودراما هو ذاك التحدي الموجود في داخل كل فنان ورغبتها في تجريب أمر جديد لاختبار قدراتها وإمكانياتها بعد أن كانت قد قدمت أول تجربة إخراجية لها عام 2012 تحت عنوان “زبيب” وهي اليوم تخوض تجربتها الثانية وقد استفادت من تجربتها الأولى وأدركت ما هي أخطاؤها وقد تعلمت منها الكثير، مشيرة إلى أنها في السنوات الماضية كانت تعمل ولم تتوقف، وها هي تعود من خلال “امرأة وحيدة” لخوض اختبار جديد تكتشف من خلاله مدى تفاعل الجمهور مع هذا النوع الصعب من المسرح.

خيار حقيقي
كانت أولويات فندي في “امرأة وحيدة” إيصال فكرة العمل عبر الفنانة أمانة والي دون أن تنكر أنها كانت خائفة كونها اعتمدت كمخرجة على فنانة قديرة في مجال المسرح ولديها تاريخ مسرحي طويل وغني، لكنها تعترف أنها وعلى أرض الواقع وجدت ما هو مختلف عما كانت تظنه فيها، فكانت متقبّلة لأية فكرة أو اقتراح جديد، مؤكدة أن الحوار والنقاش كان مستمراً بينهما وقد تعلمت منها الكثير، مبينة أن والي هي خيار حقيقي لأي مخرج كفنانة محترفة ذات خبرة كبيرة لم تتوقف عن العمل في المسرح ولتجربتها المهنية الغنية جداً والتي تجعلها قادرة على التقاط كل تفاصيل النص، لذلك فإن أي مخرج -برأي فندي- يتمنى وجودها وهي هدية ثمينة لأي عرض تشارك فيه.
وترفض الفنانة نسرين فندي وصف تجربتها مع المونودراما بالمغامرة، موضحة أن تجربتها الأولى “زبيب” قد تكون كذلك حيث النص ينتمي لبيئة ولهجة غريبة عنها، أما “امرأة وحيدة” وعلى الرغم من انتمائها لفنِّ المونودراما إلا أنها تطور طبيعي لها كمخرجة، منوهة إلى أن أكبر التحديات بالنسبة لها في نص المونودراما كان في كسر حالة الملل الذي قد يشعر به الجمهور من مجرد وجود ممثل واحد يقوم بسرد قصة من القصص وذلك من خلال جعله سرداً مشوقاً أكثر من كونه مجرد سرد عادي.

مشروع حرف
وفي الوقت ذاته وإلى جانب انشغالها بالتحضير لـ “امرأة وحيدة” كانت فندي تعمل كمخرجة ضمن مشروع “حرف” لتقدم اليوم العرض المسرحي “مرارة لثلاثة سائرين نياماً” وهو حصيلة قراءات مسرحية عن قصص لماركيز وذلك في خان أسعد باشا في دمشق القديمة، مبيّنة أن مشروع “حرف” بدأ كمشروع خاص عام 2013 إلى أن تبنّته مديرية المسارح والموسيقا عام 2014 وهو مشروع قراءات مسرحية تتم فيه قراءة نص مسرحي لتقديمه بأبسط الإمكانيات، فعروضه تعتمد على الممثل فقط دون أية إضافات فنية كالديكور والإضاءة والإكسسوارات، وقد بدأ في دمشق ثم طرطوس ليعود اليوم إلى دمشق وقد كانت الغاية من عروضه الوصول لصيغة يتم من خلالها الوقوف على مشاكل الشباب وحلولها من خلال نصوص مسرحية عالمية قوية ومحاولة تبيئتها لتسليط الضوء على أفكار قد تكون موجودة ببال كل واحد منا.

الجرأة في الموضوعات
وتشير فندي إلى أن المشروع خضع في المرحلة الحالية لتطور كبير على صعيد الجرأة في الموضوعات المراد طرحها لقول كل ما نفكر به بيننا وبين أنفسنا، مبينة أن مشروع اليوم من خلال عرضه اعتمد على تقديم فكرة واحدة من خلال عدة نصوص مسرحية، منوهة إلى أن سبب نجاح المشروع كان بسبب قرب الأفكار المطروحة من الناس والتعبير عنها بطريقة بسيطة وسهلة، وأحياناً عبر الكوميديا، ولكي يصبح هذا المشروع أغنى يجب برأي فندي ألا يقتصر على مدينة دمشق لأن تنفيذه في محافظات مختلفة يقدم قراءات متعددة عن النص الواحد نتيجة اختلاف الثقافة والتعليم، وهذا يكشف الفروق والقواسم المشتركة بين كل القراءات للوصول تدريجياً وبعد عدة سنوات لنص مسرحي يحكي عن شارعنا.

أمينة عباس