أخبارصحيفة البعث

 حسني محلي وشجاعة الكلمة

د. صابر فلحوط

ليس غريباً أن يقوم السلطان العثماني أردوغان بسجن الصحفي المتميز حسني محلي لأنه مارس شجاعة الكلمة وصراحة الموقف في  وجه الطاغوت التركي.. فقد سبق لأردوغان- وبعدما أصبح  الحاكم بأمره – أن ساق إلى السجون والمعتقلات آلاف الأتراك من ضباط وقضاة وعلماء ومؤرخين ورجال دين وأصحاب رأي، وكان آخرهم الزميل الصحفي مراسل الوكالة العربية السورية للأنباء حسني محلي الذي لم يتوقف لحظة عن إدانة نظام الطاغية والتشهير به جراء ماارتكبت يداه من جرائم وفظائع وخاصة خلال السنوات الثماني الماضية، وعبر عواصف الربيع العربي- الذي أسهم في تدمير سورية في حرب كونية لامثيل لفظائعها..

وقد كانت تركيا أردوغان، خلال سنوات الحرب الظلوم على سورية، ممراً ومقراً، وخزينة تمويل وتسليح، وغرف عمليات حرب وقتل ضد سورية العربية،  حيث تنكر هذا “الأزعر” للخبز والملح ولعشرات الوعود والعهود التي قطعها أمام الرأي العام الإقليمي والعالمي في العشرية الأولى من هذا القرن تحت شعار خادع ( تصفير المشاكل) مع الجوار!!

ولما كان مسكوناً بهواجس وأحلام سلطة الظلام العثمانية التي استولت على مقدرات الأمة العربية  طوال أربعة قرون في محاولة لإلغاء وجودها وحضارتها بعدما حلقت بجناحي العروبة والإسلام إلى أسمى المراتب ومعارج الكرامة والمهابة، وقادت العالم لما فيه عدله وسلامه وقيمه الخالدة القرون  الطوال.

لقد عرفنا الزميل الصحفي حسني محلي منذ حوالي الأربعين عاماً مدافعاً عن قناعاته، وهويته الوطنية والقومية، ومتمسكاً بمهنة رفيعة تشرف الصحافة عبر إيمان مناقبي وفكري  بأن ثمن الحقيقة  هو  حقيقة مثلها.. فجابه الانحراف والتآمر والكذب على الشعب والمتاجرة بكرامات الناس ودماء أطفالهم، كما وقف خلال عشرات السنين من عمره المهني ضد اضطهاد الصحفيين وقهر الحريات الإعلامية في تركيا، ودفع ثمن موقفه سجناً وقهراً ومعاناة، مؤمناً أن أنبل ألوان الشجاعة هي ( قولة حق في وجه سلطان جائر) أمثال أردوغان الذي يمارس هواية قهر الشعب التركي على مدار الساعة باعتراض الصحافة التركية المناضلة.

إن حكم  محكمة أردوغان عامين وخمسة أشهر وخمسة أيام ضد الزميل حسني محلي بسبب ممارسته الإعلام الاستقصائي الذي عرى النظام الأردوغاني وضلوعه في الذبح والتآمر مع الإرهاب التكفيري الوهابي الرجعي لن ينال من عزيمة الزميل  محلي، ومعه كل الشرفاء من الصحفيين وقادة الرأي في العالم، كما أن جريمة الزميل محلي لاتتعدى كونه كرر بأسلوب مهني راقٍ ورشيق ما يقوله قادة العالم وكتابه وصحفيوه عن النظام التركي المتحالف مع الإرهاب التكفيري في شراكة مرذولة ومدانة في سفك دماء الأطفال والرجال والنساء، وتدمير المساجد والكنائس والمقدسات في سورية العربية منذ ولادة الربيع العربي الذي تنكب الدور الأفظع.

إن تضامن الصحفيين الشرفاء في الوطن العربي والعالم مع الزميل حسني محلي هو بذاته موقف نبيل وشجاع مع حرية الصحافة في وجه  الطاغوت الأردوغاني الذي استباح الحقوق والحريات، كما استباح دماء الأبرياء من الاطفال والنساء بدعمه الإرهاب التكفيري الوهابي الذي كاد يسرطن العالم بكوارثه وأخطاره لولا بطولات الجيش العربي السوري الذي أجهز عليه وقدم شلالات الدماء نيابة عن شعوب العالم، وحماية للعدل والقيم  الخالدة والحضارة المعاصرة.