الصفحة الاولىصحيفة البعث

“التحالف” يعتدي على أحد مواقعنا العسكرية في السخنة والأضرار مادية إحباط محاولتي تسلل إرهابيتين في ريف حماة

 

نفذ “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة عدواناً جديداً على بعض مواقع جيشنا بريف حمص الشرقي وذلك انسجاماً مع سياسته التي أكدتها الوقائع منذ تأسيسه فى دعم ومساندة التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الإرهابي ليكون بمثابة أداة طيعة لتحقيق مخططاته في المنطقة، في وقت أحبطت قواتنا المسلحة أمس محاولتي تسلل مجموعات إرهابية باتجاه نقاط عسكرية متمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريف حماة الشمالي، وأوقعت في صفوف الإرهابيين خسائر بالأفراد، فيما عثرت الجهات المختصة خلال متابعتها أعمال تأمين المناطق التي أعاد إليها الجيش الأمن بعد تطهيرها من الإرهاب على كميات من الأسلحة والذخيرة في قرية كفرلاها بريف حمص الشمالي. وبعد التسهيلات التي قدمتها الدولة السورية لعودة المهجرين إلى مناطق سكنهم، سجل مركز نصيب الحدودي عودة نحو 1439 مواطناً مهجراً بفعل الإرهاب عبر معبر نصيب – الحدودي مع الأردن خلال الأسبوع الماضي.
في السياسة، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تصرفات الولايات المتحدة في شرق سورية غير قانونية، وتشكل انتهاكاً واضحاً للقرارات الدولية المعلنة التي تشدد على وحدة أراضي سورية، فيما أعرب البابا فرنسيس بابا الفاتيكان عن الأمل بتحقيق السلام للأطفال ولا سيما في سورية.
وفي التفاصيل، أفاد مصدر عسكري أن قوات “التحالف الدولي” اعتدت بعدة صواريخ حوالي الساعة الثامنة من مساء أمس على بعض مواقع الجيش العربي السوري في جبل الغراب جنوب مدينة السخنة بريف حمص الشرقي، وبين أن الأضرار اقتصرت على الماديات فقط.
واعتدى طيران التحالف الأمريكي منذ إنشائه من خارج مجلس الأمن بقيادة واشنطن أكثر من مرة على مواقع للجيش العربي السوري في منطقة التنف ومحيطها في البادية السورية ما أدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء إضافة إلى وقوع خسائر مادية.
ميدانياً، رصدت وحدة من الجيش متمركزة في محيط قرية شليوط شمال مدينة محردة بريف حماة محاولة تسلل مجموعة إرهابية كانت تتنقل في الأراضي الزراعية جنوب قرية الزكاة، وتعاملت معها برشقات غزيرة من الأسلحة الرشاشة المتوسطة، ما أدى إلى إيقاع إصابات محققة في صفوفها، وفر الإرهابيون المتسللون باتجاه أوكارهم التي انطلقوا منها.
وعلى المحور رصد عناصر استطلاع وحدة من الجيش تحرك مجموعة إرهابية بين بساتين الزيتون جنوب بلدة اللطامنة باتجاه نقاط عسكرية على محور زلين إلى الجنوب منها، وردتهم على أعقابهم بعد التعامل معهم بالأسلحة الخفيفة.
ولفت مراسل “سانا” إلى أن المجموعات الإرهابية تواصل خرقها اتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب عبر تكرار محاولاتها التسلل باتجاه نقاط عسكرية متمركزة في ريف حماة الشمالي لحماية المدنيين في القرى الآمنة.
وخلال عمليات تمشيط القرى المحررة في ريف حمص الشمالي ضبطت الجهات المختصة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة من مخلفات الإرهابيين في قرية كفرلاها بينها عدد من قذائف الـ (ار بي جي) والبنادق الآلية وحشوات القذائف وعدد من البنادق الحربية الآلية ورشاش (بي كي سي)، إضافة إلى ذخائر متنوعة ومناظير تركب على البنادق.
هذا وتتابع وحدات الجيش بالتعاون مع الجهات المختصة عمليات تمشيط القرى والبلدات في الريف الشمالي لحمص لرفع مخلفات المجموعات الإرهابية وتأمينها بالكامل لاستكمال عودة الأهالي إلى منازلهم وحقولهم وأعمالهم والحفاظ على حياتهم. وبعد التسهيلات الحكومية لعودة المهجرين في الخارج أشار رئيس مركز الهجرة والجوازات في مركز نصيب العقيد مازن غندور إلى أن حركة قدوم السوريين المهجرين بفعل الإرهاب تزايدت بشكل ملحوظ خلال الأسبوع الماضي، حيث وصل عدد العائدين 1439 شخصاً بالتوازي مع التسهيلات التي منحتها السفارة السورية في عمان للمواطنين الذين غادروا البلاد بصورة عشوائية عبر الحدود، ويرغبون بالعودة إلى الوطن.
ولفت غندور إلى أن الرقم ارتفع كثيراً منذ افتتاح المعبر في الخامس عشر من تشرين الأول الماضي ليبلغ إجمالي المهجرين السوريين العائدين نحو 4219 بتذاكر مرور مؤقتة مقدمة من السفارة السورية في الأردن، مشيراً إلى أن عودة الأمن والاستقرار إلى معظم المناطق بفضل بطولات وتضحيات الجيش العربي السوري شجعت السوريين على العودة إلى بلداتهم وقراهم التي تهجروا منها.
سياسياً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في لقاء على قناة روسيا 1: على الرغم من أن الولايات المتحدة تحاول تقديم وجودها وتصرفاتها في سورية على أنها مؤقتة غير أنه لا يخفى على أحد أن كل ما يجري على الضفة الشرقية لنهر الفرات يشكل انتهاكاً واضحاً للقرارات الدولية المعلنة التي تشدد على وحدة أراضي سورية، وأوضح أن الأميركيين الذين ينشرون قوات خاصة ومستشارين في شرق الفرات يلعبون لعبة خطرة للغاية تتعلق بـ “الأكراد”، متناسين أن هذه المسألة ملحة ولها حساسية للعديد من الدول، وليس فقط في سورية، بل في العراق وإيران وبالطبع تركيا.
ولفت لافروف إلى أن الأميركيين منخرطون في محاولة لتشكيل هياكل شبه حكومية في شرق سورية وضخ مئات الملايين من الدولارات هناك، مشيراً إلى أنهم في المقابل يرفضون إعادة بناء البنية التحتية في المناطق التي تم تحريرها من الإرهابيين، وتابع وزير الخارجية الروسي: أصبح من الواضح أن الدول الغربية وعلى امتداد سنوات طويلة لم تقدم استراتيجية بناءة او اقتراحات مقبولة بديلة لتلك التي حددتها الدول الضامنة، روسيا وإيران وتركيا، في أستانا فيما يخص محاربة الإرهاب في سورية، وتهيئة الظروف لعودة المهجرين، وتقديم المساعدات الإنسانية، وبناء العملية السياسية في البلاد.
وفي السياق نفسه أشار لافروف إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان اتفقا خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في بوينس ايرس على وضع المزيد من الخطوات لمنع انتهاك اتفاق إدلب الموقع في سوتشي، وذلك في ضوء عدم التزام الإرهابيين به.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب خلال مؤتمر صحفي عقده في ختام أعمال قمة مجموعة العشرين في بوينس ايرس بالارجنتين أول أمس عن قلق بلاده تجاه الأوضاع في إدلب، لافتاً إلى أن النظام التركي لا ينفذ جميع التزاماته بموجب اتفاق سوتشي حول إدلب، مؤكداً أن الجهات الروسية تعمل على تنفيذ هذا الاتفاق في أقرب وقت ممكن.
إلى ذلك أعرب لافروف عن استعداد روسيا لاستئناف الحوار مع الولايات المتحدة حالما تكون واشنطن مستعدة لذلك، لافتاً إلى أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون أكد لمساعد الرئيس الروسي لشؤون السياسة الخارجية يوري أوشاكوف أن الجانب الأمريكي يرغب في استئناف الحوار وتطبيعه.