تحقيقاتصحيفة البعث

بعد افتتاح معبر نصيب… وتائر نشاط اقتصادي وفرص عمل جديدة

بعد حوالي الشهر مــن افتتاح معبر نصيب الحدودي، أكثر من 50 ألفاً ما بين قادم ومغادر عبره، فقد عاد ليشهد حركة عمل دؤوبة، وحركة نشطة بالقادمين والمغادرين، والسيارات العامة والخاصة، والشاحنات، والبولمانات السياحية بشكل يومي، وفي هذا الجانب أشار العقيد مازن غندور رئيس مركز الهجرة والجوازات بمعبر نصيب الحدودي إلى الحركة النشطة التي يشهدها المعبر، سواء بحركة القدوم والمغادرة للمواطنين، أو بحركة الآليات التي تشهد ازدياداً بأعدادها يوماً بعد يوم، ليصل عدد المواطنين القادمين خلال شهر من افتتاح المعبر إلى أكثر من ثلاثين ألفاً من المواطنين السوريين والعرب والأجانب، بينما بلغ عدد المغادرين عن طريق المعبر، وفي الفترة نفسها، حوالي عشرين ألف مغادر، إضافة لدخول الشاحنات والبرادات القادمة والمغادرة والمحملة بالبضائع المختلفة، مضيفاً: نقوم بتقديم جميع التسهيلات لجميع المواطنين القادمين، وسلاسة الإجراءات لكل مواطن سوري يرغب بالعودة إلى الوطن عن طريق المعبر من خلال تأمين جميع الأجهزة والمعدات اللازمة من مكاتب، وأجهزة، وعناصر، وغيرها.‏

افتتاح مركز تسوية لتشجيع الراغبين بالعودة

وأضاف غندور بأن المعبر تم تجهيزه بمركز مختص بتسوية الأوضاع القانونية للسوريين العائدين من دول الجوار، ويستقبل المركز الذي افتتح في الثامن عشر من الشهر الجاري يومياً عشرات المواطنين السوريين الراغبين بتسوية أوضاعهم، مشيراً إلى أنه يستقبل يومياً بين خمسة عشر وعشرين شخصاً من الراغبين بتسوية أوضاعهم، مضيفاً بأن حركة عودة السوريين تتزايد مقارنة بالأيام الأولى لافتتاح المعبر، لافتاً إلى أن الإجراءات تسير بكل يسر دون أي تأخير، حيث ذكر المواطن عبد الله جبارين خلال وجوده في المركز لتسوية وضعه بأن كل شيء يسير بشكل جيد دون وجود عراقيل، مع وجود إجراءات ميسرة تشجع على العودة.

الإسراع في أعمال الترميم

وبالتوازي مع تنامي حركة القدوم والمغادرة، تسير أعمال ترميم المعبر بوتيرة عالية، وتقوم ورشات فرع الإسكان العسكري بعملها لإعادة تأهيل مباني الأمانة العامة للجمارك، والهجرة والجوازات، وكذلك الأسوار الخارجية للمعبر، والمداخل، وهنكارات التفتيش، حيث أوضح المهندس زياد اليحيى مدير مشروع ترميم معبر نصيب من فرع الإسكان العسكري رقم 6 إلى أنه تم مبدئياً تجهيز المعبر بغرف مسبقة الصنع ريثما تتم عملية الانتهاء من أعمال الترميم للمباني الرئيسية، حيث تضمنت المرحلة الأولى ترميم مبنى أمانة الجمارك، وصالة الهجرة والجوازات، والمداخل، والخط الرئيسي، ورمبات الدخول والخروج، ومسار فصل الشحن، والمظلات، وأصبحت كافة المسارب مفتوحة للدخول والخروج، وبلغت نسبة التنفيذ لهذه المرحلة 70%، مبيّناً أن قيمة الكشف الأولي لهذه الأعمال بلغت /394/ مليون ليرة، بينما المرحلة الثانية تتضمن أعمال الصيانة والترميم للفندق، ومركز الحجر الزراعي، وبعض الأعمال الضرورية الأخرى بقيمة 15 مليون ليرة.

حركة اقتصادية نشطة

أوضح المهندس قاسم المسالمة، رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا، بأن إعادة فتح معبر نصيب الحدودي من جديد له أهمية كبيرة في استعادة النشاط الاقتصادي لسورية عامة، ودرعا خاصة، ولكل دول الجوار في المنطقة، فهو معبر تجاري بامتياز، وافتتاحه يعد بداية النهاية الحقيقية للأزمة في سورية، من حيث ازدياد في إجراءات التعويض عن الأضرار، وتقديم قروض ميسرة للتجار والصناعيين لمعاودة نشاطهم وإنتاجهم، والبدء بالتصدير قريباً، وأشار المسالمة إلى أن المعبر كان يؤمن تصدير العديد من السلع السورية، وخاصة من المعامل القائمة على التصدير للأردن، والموجودة في دمشق، وحلب، وحماة، وبقية المحافظات السورية، وأن هناك قيمة مضافة للمعبر تنبع من وجوده بجانب المنطقة الحرة السورية- الأردنية المشتركة التي تعد منطقة تجارية وصناعية للشراكة بين حكومة الأردن والحكومة السورية، وفيها العديد من المعامل ما يقارب 100 معمل سابقاً، مبيّناً أن معدل خروج الشاحنات المحملة بالبضائع قبل الأزمة يصل إلى نحو 400 ما بين شاحنة وبراد يومياً، وأحياناً يفوق هذا العدد، وخاصة في أيام المواسم، ولجهة حركة المسافرين والزوار، كان يصل في اليوم الواحد خلال فصل الصيف إلى 15 ألف مسافر من السوريين القادمين بقصد الزيارة، ومن الخليجيين أو الأردنيين بقصد السياحة في سورية، إضافة إلى عبور حوالي 4 آلاف تكسي مما تسمى تكسي صحبة مسافر، أو بحارة، وذلك من معبر نصيب أو من الجمرك القديم في درعا البلد، حيث إنها لغير الركاب كانت تعمل وبشكل نشط في تحميل ونقل الخضار والفواكه، وغيرها من سورية إلى الأردن، بينما اليوم لا تكاد تتجاوز حركة عبور الشاحنات تسع أو عشر سيارات في ظل انتظار تزايد العدد مع الأيام القادمة.

ولفت المسالمة إلى أنه خلال سنوات الأزمة تراجع أيضاً عدد الصناعيين والتجار المسجلين بنسب كبيرة، وذلك إما لتوقف وهجرة بعضهم، أو لتضررهم كلياً أو جزئياً، والمأمول التحفيز على معاودة العمل من خلال تعديل الإجراءات لتناسب متطلبات المرحلة  الراهنة، لافتاً إلى أنه بعد افتتاح المعبر تزايد الإقبال من قبلهم على مراجعة أسمائهم وسجلاتهم التجارية والصناعية.

نشاط سياحي

مع إعادة الأمن والاستقرار إلى محافظة درعا، وفتح معبر نصيب الحدودي، عاد النشاط للقطاع السياحي في المحافظة بعد غياب قسري فرضه وجود التنظيمات الإرهابية خلال السنوات الماضية، وشكّلت عودة الاستقرار مناخاً آمناً لمن يرغب في العمل في القطاع السياحي، كما شكّل فتح معبر نصيب دافعاً لكثير من مكاتب السياحة والسفر التي توقف عملها في الفترة الماضية للعودة إلى العمل في مجال السياحة، وخاصة مع تنامي أعداد الزوار القادمين عن طريق المعبر.

ارتياح شعبي

العديد من المواطنين داخل معبر نصيب الحدودي كان لهم انطباع وفرحة وتفاؤل، خاصة من السوريين القادمين لحضن الوطن بعد غياب استمر أكثر من ست سنوات، مجمعين على أن عملية افتتاح معبر نصيب الحدودي بعد تحريره من الإرهابيين تعني عودة الأمن والاستقرار لسورية، وعودة حركة الحياة الاقتصادية والتجارية لبلدنا، والتي تعود بالفائدة الكبيرة لشريحة كبيرة من المواطنين، ‏فقد عبّر محمد  وعمر مسالمة من أهالي مدينة درعا، وهما عائدان من الأردن بعد غياب ست سنوات، عن المعاملة الجيدة من قبل المعنيين في المعبر، داعيين الجميع للعودة إلى سورية بالسرعة القصوى نظراً للإجراءات التي تسهل الكثير من العراقيل المحتمل تواجدها.

دعاء الرفاعي