الصفحة الاولىصحيفة البعث

حمّى الاستيطان تتصاعد.. وفضائح فساد جديدة تطارد نتنياهو

 

في إطار مخططاتها التهويدية والعدوانية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وفي ظل صمت عربي ودولي، تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي توسعها الاستيطاني واستيلاءها على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقمعها للمسيرات السلمية واعتقال الآمنين، فقد أشار مسؤول ملف الاستيطان ومقاومة الجدار في شمال الضفة غسان دغلس إلى أن سلطات الاحتلال استولت خلال الشهرين الماضيين على آلاف الدونمات من أراضي الفلسطينيين في الضفة بهدف توسيع المستوطنات، وأكد أن تكثيف عمليات الاستيطان التهويدية وغيرها من الإجراءات التوسعية يأتي نتيجة تقاعس المجتمع الدولي وتقصيره في تنفيذ الالتزامات الدولية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لافتاً إلى أن عدم محاسبة سلطات الاحتلال على انتهاكها للقانون الدولي واتفاقيات جنيف يشجعها على التمادي في سياستها القائمة على الإفلات من العقاب.
من جهته، أوضح الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية عارف دراغمة أن الاحتلال استولى خلال العام الماضي على 9784 دونماً من أراضي الفلسطينيين، واقتلع نحو 10 آلاف شجرة في الأراضي الفلسطينية، إضافةً إلى عمليات الاقتلاع اليومية للأشجار من قبل المستوطنين، كما استولى الأسبوع الماضي على 522 دونماً في جنوب الضفة المحتلة لإقامة مستوطنات عليها، ولفت إلى أن الاحتلال استولى على آلاف الدونمات في عمق الأراضي الفلسطينية بذريعة إقامة طرق التفافية استيطانية، حيث يزيد طول هذه الطرق في الضفة المحتلة على 1400 كيلومتر، وهي طرق خاصة بالمستوطنين، ويحظر على الفلسطينيين المرور فيها.
بدوره، بيّن المختص بملف الاستيطان صلاح الخواجا أن الاحتلال استولى على أكثر من 60 بالمئة من مساحة الضفة و88 بالمئة من مساحة القدس المحتلة، وخصص معظم تلك المساحات لإقامة مستوطنات عليها، مشيراً إلى أن جدار الفصل العنصري تسبب في الاستيلاء على 733 كيلومتراً مربعاً من مساحة الضفة والطرق الالتفافية الخاصة بالمستوطنين على 120 كيلومتراً مربعاً، فيما أكد أمين عام المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي أنه ليس أمام الشعب الفلسطيني سوى الصمود على أرضه في مواجهة كل مخططات التوسع والضم والاستيطان التي تقوم بها سلطات الاحتلال، داعياً إلى تفعيل المقاطعة الدولية ضد الاحتلال لا أن يتم السكوت على ممارساته من قتل وتشريد وحصار بحق الفلسطينيين.
إلى ذلك أعلنت الخارجية الفلسطينية أنها ستواصل مساعيها في كل المحافل الدولية من أجل نقل ملف الاستيطان إلى محكمة الجنايات الدولية، مجدّدةً إدانتها التصعيد الاستيطاني لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وسياسة التهويد، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، وتسارعها بطريقة غير مسبوقة، وقالت في بيان: “إن سلطات الاحتلال تسارع في تمرير عشرات المخططات الاستيطانية وبشكل خاص جنوب غرب نابلس بالضفة الغربية التي تشهد حملة استيطانية غير مسبوقة، وتأتي ضمن سياسة التهجير والتهويد للأراضي الفلسطينية، وذلك في ظل دعم أمريكي غير محدود”، وأشارت إلى أن صمت المجتمع الدولي، وعدم تحمّل مسؤولياته يشجع كيان الاحتلال على تنفيذ مخططاته الاستعمارية التوسعية بما يؤدي إلى إغلاق الباب نهائياً في وجه أي فرصة لقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس.
بالمقابل، يواجه رئيس حكومة كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو وزوجته اتهاماً في قضية احتيال وفساد جديدة، فقد أعلنت شرطة كيان الاحتلال، أمس، أن تحقيقاتها توصلت إلى أدلة كافية لتوجيه اتهامات الرشوة والاحتيال إلى نتنياهو وزوجته في ثالث قضية فساد ضده تتعلق بمنح معاملة تفضيلية لشركة بيزك للاتصالات مقابل تغطية أكثر إيجابية له ولزوجته على موقع إخباري مملوك للشركة.
وفي شهر شباط الماضي، واجه نتنياهو اتهامات فساد في قضيتين الأولى هي الحصول على هدايا من رجال أعمال أثرياء، والثانية تتعلق بشبهات إبرام لصفقة مع ناشر صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية نوني موزس تتمثّل في سعي الأخير لتجميل صورة نتنياهو في صحيفته مقابل إغلاق صحيفة “إسرائيل اليوم” المنافسة لها.
في الأثناء، أطلقت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز السام باتجاه الفلسطينيين المشاركين في مسيرة سلمية دعت لها منظمة التحرير الفلسطينية جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية نصرةً للقدس المحتلة ورفضاً لسياسات الاحتلال التعسفية، ما أدى إلى إصابة العشرات منهم بحالات اختناق، فيما اقتحم نحو 96 مستوطناً المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة بحماية قوات الاحتلال، وقاموا بجولات استفزازية في باحاته.
كما اعتقلت قوات الاحتلال الشاب أحمد رمزي المشني “23 عاماً” بعد دهم منزل والده وتفتيشه في بلدة بتير غرب بيت لحم بالضفة الغربية، كما اقتحمت قرية أم سلمونة جنوب بيت لحم، وعاثت خراباً في عدة منازل، فيما اقتحم مستوطنون إسرائيليون بلدة كفر قاسم في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وأعطبوا خلال اقتحامهم إطارات أكثر من 30 سيارة، وكتبوا شعارات عنصرية على جدران منازل الفلسطينيين.