رياضةصحيفة البعث

اتحادات زيادتها نقص

 

 

 

 

مع توالي إقامة المؤتمرات السنوية لاتحادات الألعاب، تترسّخ القناعة بوجود رياضات لا تستحق وجود اتحاد مستقل لها، بالنظر إلى ضعفها على كافة الأصعدة، ففي نهاية الأسبوع الماضي عقد مؤتمر اتحاد المبارزة، وفيه كان أعضاء الاتحاد والضيوف أكثر من كوادر اللعبة الذين هجروها، والأدهى والأمر أن الحضور شهدوا أن الإمكانيات والتجهيزات الضرورية متوافرة في المراكز التدريبية، لكن النقص يتجلى بالمدرب الأجنبي، والكوادر المؤهلة، ليفتح هذا الكلام مجال النقاش حول مسؤولية التقصير، ومن يتحمّل التراجع، وبداية الاندثار الذي تعيشه اللعبة.
طبعاً للإنصاف لا يمكن إنكار جهود بعض الأشخاص في المبارزة، لكن جهودهم ليست كافية لإعادة الحياة إلى جسدها الذي أصابه الوهن.
وما قيل عن اتحاد المبارزة ينطبق أيضاً على اتحاد القوس والسهم الذي يعاني ويكابد مشقة في جمع كوادره حتى في المؤتمر السنوي، وإصرار البعض على وجود استراتيجية لديه لبناء اللعبة دون أن نشاهد لها أثراً على أرض الواقع غير مفهوم بتاتاً.
هذا الكلام ليس لمجرد نقد عمل هذين الاتحادين، أو توجيه اللوم للقائمين عليهما، بل هذا الكلام يسري على اتحادات أخرى يتوجب النظر في جدوى بقائها بشكلها الحالي، فالأجدى والأسلم أن يبدأ العام الجديد بنظرة متجددة تشمل تشكيل اتحاد موحد للألعاب ضعيفة الإمكانيات البشرية، وتكون ضمنه لجان تخصصية تشرف على توسيع قاعدة الممارسين من لاعبين ومدربين، وعندها يمكن الحديث عن خطة واستراتيجية، ويمكن القبول حينها بوجود اتحاد خاص بها.
هذا الطرح من المؤكد أنه سيكون مفيداً بالنظر إلى أن زيادة عدد ألعاب رياضتنا لم يكن متوازياً مع النوع، بل كان بمثابة الشحم الزائد على جسد رياضتنا هزيل الإمكانيات!.

مؤيد البش