الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو تدعو واشنطن للانسحاب الفوري من التنف الجيش يرد في ريف حماة.. وأسلحة أمريكية في ريف درعا

ردت وحدات من قواتنا المسلحة العاملة في ريف حماة الشمالي بالأسلحة المناسبة على اعتداءات مجموعات إرهابية ومحاولات تسللها باتجاه النقاط العسكرية التي تحمي المدنيين في القرى والبلدات الآمنة، وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين، في وقت واصلت الجهات المختصة في درعا تمشيط المناطق التي طهرها الجيش من الإرهاب، وعثرت على كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة بينها صواريخ “تاو” أمريكية الصنع من مخلفات الإرهابيين في قرية نصيب جنوب شرق مدينة درعا بنحو 12 كم.
وفيما أكدت الخارجية الروسية أن واشنطن تتحمّل المسؤولية عن وصول الوضع في مخيم الركبان إلى طريق مسدود، داعية الولايات المتحدة إلى سحب قواتها من المنطقة فوراً لتعود إلى سيطرة الدولة السورية، شدد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان على أنه من المنطقي دعم الحكومة السورية في محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي، في حين جدد نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق عبد اللطيف شنار التأكيد على أن السياسات التي اتبعها أردوغان تجاه سورية كانت خطيرة منذ البداية، مشيراً إلى أن تدخلاته فيها وتحالفه المشبوه مع ممالك ومشيخات الخليج أدت إلى ظهور التنظيمات الإرهابية في المنطقة.
وفي التفاصيل، رصدت وحدة من الجيش محاولة تسلل مجموعة إرهابية من قرية معركبة بريف حماة الشمالي باتجاه نقطة عسكرية في المنطقة، وتعاملت معها بالأسلحة المناسبة، ما أدى إلى مقتل وإصابة معظم أفرادها.
كما دمّرت وحدة من الجيش متمركزة في قرية المغير بريف منطقة محردة الشمالي نقطة محصنة بمن فيها لإرهابيي تنظيم ما يسمى “أحرار الشام” في محيط قرية تل الصخر، اعتدت بالأسلحة الرشاشة على نقطة عسكرية في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب.
وإلى الغرب من مدينة صوران نفّذت وحدة من الجيش رمايات بالأسلحة الرشاشة الخفيفة ومدافع الهاون ضد نقاط محصنة للمجموعات الإرهابية رداً على اعتدائها على نقطة عسكرية متمركزة في محيط قرية المصاصنة، وأدت الرمايات إلى تدمير منصتي رشاش ومدفع هاون ومقتل الإرهابيين العاملين عليهما، وعرف من بين القتلى الإرهابيون محمد الرزوق وإبراهيم أحمد الخليل وخالد الأطرش.
من جهة ثانية عثر عناصر الهندسة خلال تمشيط المناطق المحررة من الإرهاب في ريف درعا الجنوبي على مخبأ تحت الأرض من مخلفات التنظيمات الإرهابية في الأراضي الزراعية بمحيط بلدة نصيب قرب الحدود السورية الأردنية، خبأت فيه كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة والذخيرة والعتاد. ومن بين الأسلحة المضبوطة رشاشات متوسطة عيار5ر14 ملم وقذائف هاون وقذائف دبابات وصواريخ تاو أمريكية الصنع وقذائف عربة “بي إم بي” وقواذف “ار بي جي” مع حشواتها، إضافة إلى كميات من الفتيل الصاعق بنوعيه البطيء والسريع ومواد متفجرة لصناعة العبوات الناسفة وبنادق آلية وجعب واقنعة واقية.
وتتابع الجهات المختصة بالتعاون مع وحدات الجيش العاملة في المنطقة الجنوبية والأهالي أعمال تمشيط وتفتيش المناطق السكنية ومحيطها والأحياء التي طهرها الجيش في مدينة درعا لرفع مخلفات الإرهابيين من عبوات ناسفة ومفخخات وألغام حفاظاً على حياة المدنيين وتمهيداً لاستكمال عودة جميع سكانها إلى منازلهم بأمان.
سياسياً، قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: إن الوضع المزري في مخيم الركبان هو نتيجة استخفاف واشنطن الصارخ بالقانون الإنساني الدولي، لافتة إلى أن الظروف المعيشية في مخيم الركبان معقدة للغاية، وتقترب من الكارثة الإنسانية، حيث يعتبر سكان المخيم رهائن من قبل التنظيمات الإرهابية التي تعمل تحت رعاية الولايات المتحدة، ودعت الخارجية الروسية الولايات المتحدة التي تحتل منطقة التنف من دولة عضو بالأمم المتحدة إلى سحب قواتها من المنطقة فوراً لتعود إلى سيطرة الدولة السورية التي يمكنها العناية بمواطنيها، مشيرة إلى وقوع قسم من المساعدات الإنسانية المقدمة لسكان المخيم في أيدي الإرهابيين.
وأعربت الخارجية الروسية عن أسفها لعدم نجاح تنظيم هذه العملية الإنسانية، مطالبة بمراقبة شفافة على تنظيم قوافل المساعدات الأممية الجديدة إلى المخيم في منتصف كانون الأول، وأوضح البيان أن موسكو تواصل اقتراح عدد من المبادرات المحددة المعتمدة على المدى القصير للعمل على تخفيف معاناة سكان مخيم الركبان على وجه الخصوص لضمان الوصول الدائم إلى المخيم من خلال تنظيم ممر إنساني تسيطر عليه الحكومة السورية.
وتحاصر القوات الأمريكية الموجودة في منطقة التنف آلاف العائلات في مخيم الركبان، وتمنع وصول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء إليهم، وتؤكد العديد من التقارير الإعلامية أن المئات منهم بحاجة إلى الأدوية والمساعدات الطبية العاجلة.
إلى ذلك أعلن موقع المعلومات القانونية في روسيا الاتحادية أن الحكومة الروسية ستحوّل إلى صندوق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مبلغ مليوني دولار لتقديم المعونة الغذائية إلى سورية، وقال الموقع: إن هذه الأموال خصصت لصندوق البرنامج من الميزانية الفيدرالية لروسيا الاتحادية.
بدوره أكد الرئيس التشيكي ميلوش زيمان أنه وقف إلى جانب سورية منذ بداية الأزمة التي شهدتها، وأنه تعرّض بسبب ذلك إلى الانتقادات، مبيناً أنه كان من المنطقي دعم الحكومة السورية في محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي.
وأشار الرئيس زيمان في حديث تلفزيوني إلى أن الحكومة السورية باتت تسيطر على أغلبية الأراضي السورية، كما أن المهجرين السوريين بفعل الإرهاب بمسمياته المختلفة يعودون إلى بلداتهم وقراهم من جديد، وهذا الأمر رائع ويسعدنا، ولفت إلى أن الشعب السوري كان لديه على الدوام أداء اقتصادي مرتفع وإنتاجية في العمل في مختلف المجالات، الأمر الذي يعني أن السوريين قادرون على إعادة إعمار بلادهم.
يشار إلى أن الحكومة التشيكية قدّمت مساعدات لسورية على مدى السنوات الماضية، وأكدت ضرورة محاربة الإرهاب واستئصاله من جذوره، ما أدى لانتقادها من بعض الدول الغربية الداعمة للتنظيمات الإرهابية في سورية والمنطقة.
من جانبه جدد نائب رئيس الوزراء التركي الأسبق عبد اللطيف شنار التأكيد على أن السياسات التي اتبعها رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تجاه سورية كانت خطيرة منذ البداية، مشيراً إلى أن تدخلاته في سورية وتحالفه المشبوه مع ممالك ومشيخات الخليج أدت إلى ظهور التنظيمات الإرهابية في المنطقة، وأوضح شنار الذي ينتمي إلى حزب الشعب الجمهوري في تصريح له أنه لولا تدخل أردوغان السافر لما وجد تنظيما النصرة وداعش وباقي التنظيمات الإرهابية الأخرى، ولما عانت تركيا من كل المشاكل التي عانت وتعاني منها منذ سبع سنوات، وأشار إلى أن أردوغان يفتقد للمصداقية والجدية في مجمل سياساته الداخلية والخارجية، فهو وبعد أن كان يدعم العدوان السعودي والخليجي في اليمن عاد ليتحدث الآن عن مأساة الشعب اليمني بعد توتر علاقاته مع النظام السعودي.
بدوره أكد ماردان ينارداغ، رئيس تحرير قناة “تيل 1” التركية، أن سياسات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تشكّل خطراً على المصالح الوطنية لتركيا، وأن بقاءه في السلطة سيعرّض البلاد والمنطقة لمخاطر أكبر، وقال ينارداغ في تعليق له: لقد أثبتت سياسات أردوغان فشلها في مجمل الأمور الداخلية والخارجية، وهو ما يدفعه لإسكات كل أصوات المعارضة ليتسنى له فرض هيمنته على جميع وسائل الإعلام حتى يمنع الشعب التركي من رؤية الحقيقة بأكملها، وتنفضح نواياه السيئة. وأشار إلى أن أردوغان يسعى للقضاء على النظام العلماني في تركيا وإقامة نظام متطرف، وهو ما يفسر علاقته بكل التنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية.