صحيفة البعثمحليات

برنامج أتمتة متطور يربط الفروع بالمركز 400 مليـــــون ليـــــرة قـــــروض شــــخصية طلابيــــة و8 آلاف جامعـــــي مســــــتهدف

 

دمشق– ميس خليل
حتى لا تقف الصعوبات المالية حائلاً دون متابعة الطلبة في الجامعات والمعاهد دراستهم، تمنح الهيئة العامة للتسليف الطلابي قروضاً وإعانات بغية المساهمة في تحقيق المناخ الملائم لانصراف الطلبة إلى تحصيلهم العلمي باطمئنان.
مدير الهيئة العامة لمصرف التسليف الطلابي مازن أسعد أوضح في حوار مع “البعث” أن الهيئة رابحة من حيث الاستثمار البشري، وقد أطلقت منذ بداية الشهر قرضاً شخصياً بقيمة 50 ألف ليرة، بعد أن كانت تعطي قرض حاسب بقيمة 100 ألف ليرة بما يعادل 50% من قيمة الحاسب. ونتيجة الأوضاع المالية الحالية للمصرف وتوقف الدعم اضطر لتخفيض المبلغ من 100 ألف إلى 50 ألفاً بغية توسيع الشريحة المستهدفة، كما تمّ إلغاء إلزام الطالب بشراء حاسب بالمبلغ وهو الآن يتصرف به حسب حاجته، على أن يتمّ تقسيط القرض على مدار 10 أشهر بعد شهر من استلام المبلغ بمعدل5000 ليرة شهرياً، منوهاً بأن المبلغ المرصود للقرض الشخصي 400 مليون ليرة وبدأ التقديم في 2/12 ويستمر لغاية 31/12 من هذا العام.
وعن آلية منح القرض بيّن أسعد أن الطلبات تؤخذ من فروع الهيئة في المحافظات مجاناً، وعندما ينتهي التقديم يتمّ إحصاء عدد الطلبات ليتم إدخالها بمفاضلة حسب الأولويات، وهناك تقديرات لإعطاء نحو 8 آلاف طالب هذا العام، ولكن إن كان هناك أعداد طلاب أكثر سنضطر لإجراء مفاضلة، فالطالب الناجح يحصل على علامة أكثر من الطالب المنقول “مثلاً”، وهو من باب تشجيع الطلاب المتفوقين، كما أن من شروط القرض الشخصي أن يكون الطالب حديثاً أو منقولاً أو ناجحاً أو مترفعاً، وبالنسبة للطالب الراسب فلا يتمّ منحه القرض نهائياً، في حين أن ذوي الشهداء مستثنون من أية مفاضلة، منوهاً بأنه سيتمّ هذا العام إعطاء الطلبة بطاقة صراف تجاري لسحب المبلغ.
وذكر أسعد أن القرض الشهري هو عبارة عن 5000 ليرة سورية تمنحها الهيئة للطالب أثناء دراسته الجامعية (9 أشهر في العام)، ويقوم بتسديدها بعد التخرج بسنة ونصف للإناث وسنتين للذكور بالمبلغ نفسه، فمنح هذا القرض توقف هذا العام للطلاب الجدد نتيجة قلة الإمكانات المالية، مع الاستمرار بإعطاء الطلاب القدامى، وتبلغ “الكتلة النقدية المقدمة لهم 38 مليوناً و300 ألف ليرة سنوياً”.
وعن الموارد الخاصة بالهيئة ذكر مدير المصرف أن هناك مورداً وحيداً (100 ليرة) رسم التسجيل لكل طالب في الجامعات الحكومية تُقتطع منه وتتحول للهيئة “ما يقارب 40 مليون ليرة”، إضافة إلى إعانة مالية من وزارة التعليم العالي 3 ملايين ليرة سنوياً. وفي عام 2010 حصلت الهيئة لمرة واحدة على إعانة من الموارد الذاتية للجامعات بقيمة 400 مليون ليرة ويتمّ الاستفادة لغاية الآن من هذا المبلغ.
وعن الصعوبات التي تواجه عمل الهيئة، أوضح أسعد أن عملية إعطاء القروض عملية طويلة، على اعتبار أنه يعطى الطالب سنتين للاستراحة ويُسترد القرض على أقساط شهرية بالمدة نفسها التي حصل عليها أثناء الاستفادة منه، مع الإشارة إلى تغيّر قيمة العملة وهذا من الأمور المرهقة للهيئة ويستنزف مواردها، إضافة إلى نقص الكادر في عدة فروع، فهناك فروع لا يوجد فيها إلا موظف واحد، وهناك فروع خرجت من الخدمة كفروع الرقة وإدلب ودير الزور (خسائر فرع الرقة وإدلب مايقارب 100 مليون ليرة)، ولكن فرع دير الزور يتمّ استعادة المقر عن طريق الجامعة وسنمنح هذا العام قرضاً شخصياً للطلبة هناك.
وبهدف تذليل بعض العقبات التي واجهت الهيئة بسبب الحرب وخروج بعض الفروع عن الخدمة وضياع الأموال الممنوحة، نتيجة أن الأعمال السابقة في الهيئة وفروعها في المحافظات كانت ورقية قمنا -والكلام لأسعد- بإنجاز شبكة أتمتة من خلال برنامج مركزي لمديرية القروض يربط كل الفروع بشبكة متطورة جداً بغية أرشفة المبالغ الممنوحة والمستوفاة، وخلال هذين العامين سيتمّ إلغاء الأعمال الورقية بشكل كامل فيما يخصّ القروض.
وفيما يخصّ الآليات المقترحة لتطوير عمل الهيئة، أوضح أسعد أنه تمّ اقتراح دعم الهيئة من الموارد الذاتية للجامعات بنسبة ثابتة وبشكل دائم، وألا يكون الموضوع إعانة لمرة واحدة فقط، مشيراً إلى أن التسليف الطلابي استفاد منه لغاية الآن نحو 67 ألف طالب، وإجمالي القروض الممنوحة 676 مليون ليرة كقروض شهرية، في حين بلغت قيمة قرض الحاسب الممنوح للطلبة 244مليوناً في عام 2017 فقط.