الصفحة الاولىصحيفة البعث

الخطف والقتل مصدر تمويل الفصائل الإرهابية في إدلب

بدأت تتكشف الحقائق الواحدة تلو الأخرى، بما يُثبت أن المجموعات، التي حرص ما يسمّى “المجتمع الدولي” على تسميتها “المعارضة المعتدلة”، ما هي إلا مجموعات من الرعاع والمرتزقة والقتلة المأجورين، الذين سيقوا من أصقاع العالم إلى سورية لإشاعة الفوضى والتخريب فيها، وترهيب السوريين، والسطو على مقدراتهم وأرزاقهم، وطمس حضارتهم الممتدة عبر آلاف السنين.

فقد سجّلت المشافي الميدانية في محافظة إدلب منذ أيلول الماضي وصول أكثر من 80 جثة، ونحو 50 إصابة من مختلف الأعمار بين ذكور وإناث كانوا قد اختطفوا من مناطق متفرقة في المحافظة على يد مجموعات إرهابية، وفق مصادر محلية في المحافظة.

وآخر ضحايا الخطف رجل في العقد الخامس من عمره، صاحب مقلع حجر في بلدة مصيبين بريف إدلب، والذي ظهر في تسجيل مصوّر تقوم فيه المجموعة الخاطفة باستخدام كافة أساليب التعذيب معه ومنها الكهرباء، حيث قامت بإرسال الفيديو لعائلته للضغط عليهم، وإجبارهم على دفع فدية مقدارها 70 ألف دولار (35 مليون ليرة سورية) مقابل الإفراج عنه.

وفي حالة أخرى أنهى خاطفون حياة المواطن مروان الحمود بعد اختطافه من قرية مجليا جنوب إدلب وتعذيبه وقطع أعضاء من جسده “أذن – أصابع” لإرغام أولاده على دفع مبلغ ربع مليون دولار مقابل الإفراج عنه، حيث فشلت المفاوضات، وتمّت تصفية المختطف بدم بارد ورميه عارياً في إحدى الأراضي الزراعية.

ومازال مصير عشرات المخطوفين مجهولاً حتى الآن، حيث تنتشر الأخبار بين الحين والآخر عن تسجيل حالة خطف في منطقة ما بريف إدلب، ومن ثم تبدأ نشر تفاصيل المفاوضات التي يطلب من خلالها الخاطفون أرقاماً خيالية تصل إلى 400 ألف دولار، وإن فشل الاتفاق ينتهي بالضحية جثة هامدة على أحد الطرقات، وهذا الذي حصل مع شاب من بلدة تل الكرامة شمال إدلب، والذي تمّ العثور على جثته بعد أيام من اختطافه، وفشل دفع الفدية، التي حدّدها الخاطفون بعشرة ملايين ليرة سورية.

وتعد المناطق الخاضعة لما يسمى “هيئة تحرير الشام” الإرهابية من أكثر المواقع التي سجّلت حالات خطف تمّت على مقربة من حواجزها وقرب مقارها، ومنها أيضاً ما تمّ عبر سيارات “الحسبة” التابعة لها، كما جرى في مدينة إدلب مع أحد المدنيين الذين أفرج عنه بعد اختطافه قرب شارع 30 ودفع فدية وصلت إلى 7 ملايين ليرة سورية.

كما تشهد المناطق الخاضعة لما يسمى “الحزب الإسلامي التركستاني” الإرهابي في ريف جسر الشغور، وخاصة في دركوش والقرى المحيطة بها، حالات خطف مكثّفة يقوم بها إرهابيو الحزب.

ويؤكّد مراقبون وقوف “هيئة تحرير الشام” خلف أغلب عمليات الخطف التي تجري في مناطق نفوذها لتمويل نفسها من الأموال التي ستحصل عليها من تلك العمليات.

وفي وقت سابق، باشر تنظيم “جبهة النصرة”، المدرج على لائحة الإرهاب الدولية، التنقيب عن الآثار لنهبها في منطقة الشيخ منصور قرب مدينة سراقب في ريف إدلب، واستقدم لهذه الغاية آليات وتجهيزات فنية و20 من الخبراء الأجانب في مجال البحث عن الآثار، وقالت مصادر أهلية: إن التنظيمات الإرهابية في محافظة إدلب، والتي تضم أكثر من 400 موقع أثري، أقدمت خلال السنوات السابقة على نبش مئات المواقع الأثرية ونهبها وتهريبها إلى الخارج، ولا سيما إلى تركيا، لبيعها، حيث تعرّضت قرية العبارة في جبل الزاوية بريف إدلب خلال السنتين الماضيتين لعملية نهب وسرقة للآثار، وهي التي تضم شواهد بارزة على الحضارات المتعاقبة على المنطقة، وتدمير معظم ما تبقى من القبور والكنائس في البلدة، وأضافت: “إن إرهابيي “جبهة النصرة” والمجموعات التي تتبع لها أقدموا أيضاً على اقتحام قرية القنية في ريف إدلب الغربي بمجاميع من المرتزقة ونهب الكنوز الأثرية القيمة التي كانت في الدير والكنائس المحيطة بالقرية.