أخبارصحيفة البعث

تقرير إخباري انهيار تحالف ترامب ضد إيران

منذ الأيام الأولى لوصوله إلى البيت الأبيض قرّر ترامب تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع النظام السعودي والكيان الإسرائيلي، واختلاق المشاكل مع إيران، لكن العديد من التطوّرات غير المتوقعة قلبت الموازين، ويبدو أن الأشهر الثلاثة القادمة ستحدّد ما إذا كان ترامب سيختار تصعيداً لاستفزازاته، أم أنه سيجد مخرجاً يحفظ له ماء الوجه.

كان ترامب قبل أشهر قليلة يشعر بثقة عالية بعد انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران،  والعمل مع السعوديين لضغط صادرات النفط، وقال حينها للصحفيين: “أعلم أنهم يواجهون الكثير من المشاكل واقتصادهم بحالة انهيار”، وفي مرحلة معينة سوف يتصلون بي، ويقولون دعونا نعقد الصفقة”.

لم تمض سوى أشهر قليلة على إلغاء الاتفاق النووي حتى بدأت الركائز الثلاثة لسياسة ترامب التي تحاول الضغط على إيران هي نفسها تواجه المخاطر. ففي أول اختبار واجهت العلاقات السعودية الأمريكية أكبر أزمة لها بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي، خاصةً أن حماية ترامب المخزية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان أصبحت فاضحة، بعد أن ثبت لدى وكالة الاستخبارات المركزية، وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، أن ابن سلمان أمر بقتل الصحفي، لكن حتى لو انتهى المطاف بالجمهوريين للوقوف إلى جانب ترامب بشأن استمرار العلاقات مع السعودية وفق الشروط الحالية، فمن غير المرجّح أن يسمح الديمقراطيون بعودة العلاقة إلى ما كانت عليه.

ويتعزز ذلك جزئياً، لأن علاقة المملكة  السعودية مع الولايات المتحدة الأمريكية تجسّد كل ما يعارض التقدّم، تماماً كما هي العلاقة الوطيدة بين  حاكم سلطوي وحشي  وصانعي الأسلحة الجشعين وما علينا إلا أن نذكر بأن الولايات المتحدة متورطة في المجاعة التي صنعتها السعودية في اليمن وانتهاكات آل سعود لحقوق الإنسان وحقوق للمرأة.

ولعل المؤشر الأهم الذي يدل على فشل سياسة ترامب ضد إيران هو إخفاق سياسة العقوبات الحالية. فقد تعهد ترامب باستمرار هبوط قيمة العملة الإيرانية، وانخفاض صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر، ومع ذلك فقد استقرت العملة، وأرغم ترامب على إصدار ثمانية إعفاءات من العقوبات المترتبة على الدول الأوروبية والآسيوية، الأمر الذي أدى إلى تقويض السياسة.

استندت الخطة برمتها على فكرة مفادها أن الانهيار الاقتصادي سيحمل الإيرانيين على الانتفاض ضد حكومتهم، وبحسب صحيفة نيويورك تايمز  فقد عُرضت على ترامب خطة بقيمة 2 مليار دولار لزعزعة استقرار الاقتصاد الإيراني، والتلاعب بوسائل التواصل الاجتماعي لإثارة الاضطرابات في إيران، وجعل الشعب يفقد ثقته في قدرة النظام على الاستمرار، لكن خطة ترامب فشلت، فقد استقر سعر العملة الإيرانية، وعندما توضع “الآلية الأوروبية” – وهي نُظم دفع بديلة تمكّن الشركات من تحدي عقوبات ترامب –  موضع التنفيذ في اليوم القادم فستواجه استراتيجية ترامب ضربة قاضية.

سمر السمارة