صحيفة البعثمحليات

… ملح وذاب؟!

 

ليس هناك مبرّرات مقنعة لأزمة الغاز من قبل المعنيين، مهما حاولوا الالتفاف عليها وتعليقها على شماعة العقوبات الاقتصادية، فالمادة كانت متوفرة بكثرة في مراكز التوزيع وعبر السيارات الجوالة في الشوارع الرئيسية، لكن فجأة ومن دون سابق إنذار بتنا نبحث عنها كأنها إبرة ضائعة في كومة قش، ليس في دمشق وريفها فقط وإنما في المحافظات والمدن والبلدات كلها.
إنهم تجار الأزمات الذين يسرحون ويمرحون ويستمتعون بمنظر أرتال النسوة والرجال والأطفال أمام مراكز التوزيع بانتظار الظفر بأسطوانة غاز!.
المثير للدهشة هو ما يتحفنا به أصحاب الشأن بأن المادة متوفرة وبكميات كافية، و”الأدهش” إن صح التعبير هو قولهم: إنه لا صحة لما يُشاع حول ارتفاع الأسعار، وأن عناصر الرقابة التموينية تعمل على مدار الساعة وبشكل فاعل لمنع احتكار مادة الغاز من قبل ضعاف النفوس أو محاولة بيعها بأسعار مرتفعة مستغلين حاجة الناس لها!!.
يبدو أنهم لا يعلمون، بل للأسف يعلمون أن سعر الأسطوانة وصل إلى أكثر من 7000 ليرة في السوق السوداء، ومحظوظ من يجدها ونحن على بُعد أيام من الاحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة!!.
الطريف أن هناك خطة لتوزيع الغاز بالبطاقة الذكية كالبنزين والمازوت، لكن لا نظنّ أنها خطة مجدية في ظل من يفتعل الأزمات ويحتكر الغاز!.
بالمختصر، ليس الأزمة بالغاز، بل يبدو أنها في تحمّل المسؤولية وأداء الواجب، وقلّة الحيلة والذكاء في الإدارة، والدليل أن هذه المشكلة تعود للظهور في مثل هذا التوقيت من كل عام، وسط بحر من الأعذار والمبررات غير المنطقية، فلماذا لا نتعلم الدرس؟!.
عسى أن تصدق وعود وتصريحات الجهة المسؤولة بأن المادة ستكون في متناول الجميع خلال الأيام القليلة القادمة، وهي أمنية سهلة التحقيق بشرط أن تتوفر في مؤسساتنا الإدارة الناجحة والإرادة القوية للعمل!.
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com