الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو وكراكاس لبومبيو: فنزويلا وروسيا صانعتا سلام

دعت المتحدّثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن إلى عدم الوقوع في حالة هستيرية جراء وصول قاذفتين استراتيجيتين روسيتين من طراز “تو 160” إلى فنزويلا، وأكد المتحدّث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أمس، أن الكرملين لا يتفق مع تصريحات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول هدر روسيا وفنزويلا للأموال، فيما شدّد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز على أن كاركاس وموسكو صانعتان للسلام وليس الحرب، وأنه لا يوجد مبرر ليخشى أحد من وجود طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي في بلاده.

وقال بيسكوف: “فيما يتعلق بإهدار الأموال، فإننا لا نوافق على ذلك. وعلاوة على ذلك، فإن الإدلاء بمثل هذه التصريحات من قبل دولة، يمكن إطعام إفريقيا بأكملها من نصف ميزانية دفاعها، أمر غير مناسب”.

ووصف بيسكوف تصريحات بومبيو بغير الدبلوماسية وغير المناسبة، قائلاً: “بالطبع، ليست وظيفة الكرملين أن يعلّق على تصريحات وزير الخارجية، فمن المؤكّد أنه شأن وزارة الخارجية. ولكن في هذه الحالة، بالطبع، ليس من الدبلوماسي سماع ذلك من وزير الخارجية. إنه اتهام خطير عندما يطلق مثل هذه التصريحات حول القيادة الروسية. إننا نعتبر هذه التصريحات غير مناسبة”، وأضاف: إن “الرئيس يقيّم وزراء خارجية الولايات المتحدة مع الوقت، وربما سيتم تقييم تصريحات السيد بومبيو غير الدبلوماسية في الوقت المناسب”.

وأكد أن الجانب الروسي يواصل البحث عن وسائل إقامة علاقات بنّاءة مع الشركاء خلف المحيط، وأعرب عن أمل روسيا باستجابة واشنطن بالمثل عاجلاً أم آجلاً.

وكان وزير الخارجية الأمريكي قد علّق عبر حسابه على تويتر على إرسال قاذفات الصواريخ الروسية “تو-160” إلى فنزويلا، زاعماً: “إنها هدر للأموال العامة”.

إلى ذلك، كتبت زاخاروفا على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “كل ما هنالك طائرتان فقط، ولكن مع ذلك وقعت وزارة الخارجية الأمريكية في حالة هستيرية منهما.. أيها الزملاء الأمريكيون يجب ألا تشعروا بهذا التوتر الشديد”.

وكانت وزارة الدفاع الروسية ذكرت في العاشر من كانون الأول الجاري أن طائرتين روسيتين استراتيجيتين من طراز “تو 160” وطائرة شحن عسكرية كبيرة من طراز “آن 124” وطائرة “إيل 62” بعيدة المدى تابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية قامت برحلة من روسيا إلى مطار ميكيتيا الدولي في فنزويلا، فيما أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن “القيام برحلات للطائرات العسكرية الروسية إلى مطارات فنزويلا سيستمر، وسترسو سفن البحرية الروسية في موانئ هذا البلد”.

من جهته، أكد وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو لوبيز أن كاركاس وموسكو صانعتان للسلام وليس الحرب، وأنه لا يوجد مبرر ليخشى أحد من وجود طائرات تابعة لسلاح الجو الروسي في بلاده، وبيّن أن حاملات الصواريخ الاستراتيجية الروسية، التي وصلت إلى فنزويلا، ستجري تدريبات مشتركة، وأن وفداً من روسيا سيصل للمشاركة في التدريبات الروسية الفنزويلية، التي ستكون مهمّتها تحسين استخدام الأسلحة العسكرية الروسية.

يشار إلى أن طائرة تو 160، التي يطلق عليها لقب البجعة البيضاء، تستطيع حمل 12 صاروخاً، ويصل مدى الصواريخ التي تحملها إلى 3500 كيلومتر، الأمر الذي يتيح لحاملة هذه الصواريخ إطلاقها من مكان لا تطوله مضادات الطائرات.