الصفحة الاولىصحيفة البعث

الجيش يحبط محاولات إرهابيين انتهاك “اتفاق إدلب”.. وصواريخ “إسرائيلية” في نوى تسارع عودة المهجّرين من مخيمات الأردن.. ومئات الأسر إلى داريا

 

في إطار الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإعادة المهجّرين إلى منازلهم في القرى والبلدات والمدن التي حرّرها الجيش العربي السوري وطّهرها من الإرهابيين ومخلفاتهم، عادت خلال الأيام القليلة الماضية مئات الأسر إلى منازلها في مدينة داريا بريف دمشق، فيما عاد مئات المهجّرين السوريين المقيمين في المخيمات بالأردن عبر مركز نصيب الحدودي إلى قراهم المحرّرة من الإرهاب.
بالتوازي، تصدّت وحدات من الجيش العربي السوري لاعتداءات ومحاولات تسلل مجموعات إرهابية على نقاط عسكرية بريف حماة الشمالي، وذلك في خرق جديد لاتفاق المنطقة منزوعة السلاح في إدلب، فيما عثرت الجهات المختصة في درعا خلال عمليات تمشيط المناطق التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب على مستودعين يحتويان كميات كبيرة من الأدوية والأسلحة بينها صواريخ “لاو” إسرائيلية الصنع من مخلفات الإرهابيين غرب مدينة نوى بريف درعا.
وفي التفاصيل، وجّهت وحدة من الجيش نيران رشاشاتها باتجاه مجموعة إرهابية تابعة لما يسمى “كتائب العزة”، حاولت التسلل من الأراضي الزراعية الواقعة جنوب مدينة اللطامنة باتجاه النقاط العسكرية المتمركزة في محيط بلدة زلين، وتمّ إفشال محاولة التسلل، وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف المجموعة الإرهابية، وفرار من تبقى من أفرادها، وتدمير أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
كما تعاملت وحدة ثانية من الجيش بالأسلحة المناسبة مع محاولة مجموعات إرهابية مما يسمى “كتائب العزة” التسلل من محور قرية شليوط في ريف محردة إلى النقاط العسكرية المتمركزة في محيط القرية، وذلك بالتزامن مع تدمير وحدة ثالثة من الجيش مرابض وتحصينات لإرهابيي “كتائب العزة” في قرية الزكاة.
في الأثناء، عثر عناصر الهندسة خلال تمشيط المناطق المحرّرة من الإرهاب على مستودع غرب مدينة نوى بريف درعا الشمالي الغربي فيه كميات كبيرة من الذخيرة والأسلحة، منها صواريخ “لاو” بعيارات متنوّعة، بعضها إسرائيلي المنشأ، وأضاف مصدر في الجهات المختصة: إن من بين الأسلحة المضبوطة “صواريخ نوع مالوتكا، وقاعدة إطلاق لها، وصواريخ “لاو” مضادة للدروع من عيارات “27 و82 و19 و22 و19″، بينها إسرائيلي الصنع، وكميات كبيرة من الذخائر لرشاشات متوسطة وثقيلة عيار 14.5 و23، وكميات من مادة “تي إن تي”، التي تستخدم في صنع العبوات والمفخخات، وقذائف “آر بي جي” وقواذفها، وألغاماً مضادة للآليات والأفراد، وجهاز شحن لقواعد إطلاق الصواريخ وقناصات دوشكا وشتاير، ومدفعي هاون مع قذائف لهما، وكاميرات حرارية وغيرها”. ولفت المصدر إلى أنه تمّ العثور أيضاً على “مستودع في المدينة فيه كميات كبيرة من الأدوية المتنوّعة، منها خليجية وغربية الصنع، من مخلفات المجموعات الإرهابية، التي أدخلتها إلى المنطقة عبر الحدود مع فلسطين المحتلة عن طريق الكيان الصهيوني ومن خلال الحدود مع الأردن”.
وفي الريف الشمالي الشرقي لدرعا لفت المصدر إلى أن عناصر الهندسة في وحدة من الجيش “عثروا خلال استكمال عمليات تأمين بلدتي بصر الحرير والمليحة والغارية الشرقية ومحيطها، بعد تطهيرها من الإرهاب، على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر من مخلفات الإرهابيين كانت مخبأة في عدد من أقبية المنازل والأوكار”، وبيّن “أن الأسلحة تشتمل على ذخائر أسلحة رشاشة بعيارات متنوعة وقواذف آر بي جي وعدد كبير من قذائفها وحشواتها وقذائف الهاون ومنصات إطلاق قذائف صاروخية وبنادق حربية متنوعة”.
يأتي ذلك فيما انفجر لغم أرضي، من مخلفات إرهابيي تنظيم “داعش” التكفيري، بجرار زراعي أثناء فلاحة أرض تحضيراً لزراعتها في قرية نفاشة بالريف الشرقي لمحافظة الحسكة، ما تسبب باستشهاد سائق الجرار، 20 عاماً جراء جروح بليغة أصيب بها، في وقت انفجرت عبوة ناسفة، زرعها إرهابيون قبل اندحارهم في الأراضي الزراعية الواقعة بين قريتي عين الدنانير وعين حسين الجنوبي في ريف حمص أثناء قيام أحد الفلاحين بأعمال زراعية في أرضه، ما أدى إلى إصابته بجروح بليغة، نقل على إثرها إلى مدينة حمص لتلقي العلاج في أحد مشافيها.
بالتوازي، عادت دفعة جديدة من الأهالي إلى منازلها في مدينة داريا على الأطراف الجنوبية الغربية لمدينة دمشق، لتنضم إلى مئات الأسر التي عادت خلال الأيام القليلة الماضية، بعد سنوات من التهجير، وعبّر عدد من العائدين عن سعادتهم بالعودة إلى مدينتهم، التي هجّرتهم منها التنظيمات الإرهابية، وارتكبت الجرائم بحقهم، ونهبت ممتلكاتهم، معربين عن فخرهم بالجيش العربي السوري الذي قدّم التضحيات الجسام في سبيل إعادة الأمن والأمان إلى ربوع الوطن.
يذكر أنه عاد خلال الأيام الخمسة الماضية نحو 500 أسرة من سكان المدينة إلى منازلهم، بواقع 2500 شخص تقريباً، حيث باشروا بتنظيف منازلهم من الأنقاض، وتنفيذ أعمال الترميم، وذلك بعد أن وصلت عمليات تأهيل شبكات المياه إلى خواتيمها، بالتوازي مع تركيب 3 محولات كهربائية لتأمين كميات إضافية من الطاقة، ووجود 4 مدارس جاهزة تستوعب ما يقارب 4000 تلميذ، إضافة إلى 10 مدارس قيد الإنجاز والتأهيل، في حين تمّ تجهير المركز الصحي في المدينة، وهو جاهز بكادر طبي كامل.
وفي السياق ، أوصلت فرق الهلال الأحمر العربي السوري قافلة من 37 شاحنة تحمل 8800 سلة غذائية، مقدّمة من برنامج الغذاء العالمي، إلى مدينة طفس، وبدأت بتوزيعها على الأهالي، وأشارت مصادر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية تستهدف الأهالي في 25 قرية وبلدة ومدينة في المحافظة.
سياسياً، أكد رئيس الحكومة السلوفاكية الأسبق يان تشارنوغورسكي أن سورية تقف الآن على أبواب تحقيق النصر النهائي على الإرهاب، مشيراً إلى أن هذا النصر سيعيدها إلى دورها كقوة إقليمية مهمة، وأوضح، في مقال نشره بعد عودته من زيارة إلى سورية على موقع هلافني زبرافي السلوفاكي تحت عنوان “سورية المنتصرة”، أن سورية تشكّل مهداً للحضارة الإنسانية من خلال ما تحويه من أوابد أثرية، منوّهاً بقدرة السوريين على الصمود رغم الحرب القاسية التي فرضت عليهم. بدوره أكد عضو مجلس النواب التشيكي نائب رئيس الحزب الاجتماعي الديمقراطي، المشارك في الائتلاف الحاكم، ياروسلاف فولدينا أن “الرئيس ميلوش زيمان كان على حق في قوله بأنه من المنطقي دعم الحكومة السورية في محاربتها لتنظيم داعش الإرهابي”، مشدّداً على أنه ليس هناك أي شك في ذلك، وأضاف، في حديث لموقع أوراق برلمانية الالكتروني: إنه “ليس من حق الأوروبيين منح الشرعية لهذه الحكومة أو تلك طالما أنها جاءت نتيجة انتخابات”، مبيناً أن ما شهدته سورية من حرب ودمار وتهجير كان نتيجة لسياسة التدخلات الغربية والإقليمية فيها.
وفي أوسيتيا الجنوبية، أعلن رئيس لجنة السياسة الخارجية للسلطة التشريعية، إيغور كوتشييف، أن بلاده ستدعو برلمانيين من سورية لمواكبة انتخاباتها البرلمانية المقررة عام 2019، وقال: “سنوجه دعوة حتى يتمكن زملاؤنا السوريون من المراقبة.. نرغب بقدوم نظرائنا من سورية للتعرف على حياتنا ودولتنا ومناظرها الخلابة.. وسنكون سعداء باستقبالهم”.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أعلنت في الـ 29 من أيار الماضي عن الاتفاق بين سورية وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية على تبادل الاعتراف، وإقامة علاقات دبلوماسية على مستوى سفارة.
وفي كوبا، أكد نائب رئيس المجموعة البرلمانية للصداقة الكوبية السورية سانتياغو باديا أن سورية ستنتصر حتماً في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، منوّهاً بصمود شعبها وجيشها في مواجهة المؤامرة التي تعرضت لها.
وخلال لقائه سفير سورية في كوبا الدكتور إدريس ميا جدد باديا رفض بلاده أي تدخل خارجي في شؤون سورية الداخلية، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات البرلمانية بين البلدين، فيما شدد ميا على أهمية تعزيز التعاون بين برلماني البلدين، وتفعيل عمل جمعيتي الصداقة البرلمانيتين خدمة لمصلحة الشعبين والبلدين الصديقين.