صحيفة البعثمحليات

محددات النهوض الخدمــي للمرحلـــة القادمــة بمنـــــأى عـــــن الســمســرة وقبــض المعلـــوم

حلب- معن الغادري

حدّد مجلس مدينة حلب أولويات عمله وخططه وبرامجه للعام القادم، في إطار سعيه للنهوض بالواقع الخدمي ورفع سوية الخدمات المباشرة المقدمة للمواطنين، وطلب المجلس خلال اجتماع موسع مع المديريات المركزية والدوائر الخدمية المختصة رسمَ خريطة عمل شاملة ومتكاملة ووضع أهداف حقيقية ومحدّدة قابلة للتنفيذ، وتنعكس إيجاباً على المشهد العام للمدينة، وبما يحقق التكاملية في العمل الخدمي ويحسّه المواطن بصورة مباشرة.

وفيما ركز رئيس المجلس الدكتور المهندس معد المدلجي على ضرورة الاستثمار الأمثل للموارد البشرية من خلال تدريب العاملين في المجلس، والعمل الدؤوب والتحسين المستمر في طريقة العمل وفق رؤية استشرافية، والتخطيط المسبق وتحديد الأهداف والمدد الزمنية لإنجاز العمل وفق الموارد البشرية والمادية المتوفرة حالياً، والعمل بروح الفريق الواحد من خلال تعزيز التعاون والتواصل بين الإدارات، تزداد الحاجة لتوفير أدوات ومستلزمات العمل وترميم الكادر البشري ورفد المديريات المركزية والقطاعات الخدمية بالآليات والإمكانات لإنجاز المهام المنوطة بها، ولتواكب حالة التعافي ومتطلبات واحتياجات المدينة لناحية تحسين واقع النظافة، وترميم وتأهيل الأرصفة والشوارع وإزالة المخالفات وقمع مخالفات التعدي على الأملاك العامة وغيرها من الجوانب الخدمية التي تتعلق بالحياة اليومية ومتطلبات المواطن من إنجاز سلس ومؤتمت للمعاملات الإدارية في إطار صلاحيات المجلس.

ولعلّ أكثر ما هو مطلوب في هذه المرحلة هو وضع حدود صارمة لحالات الترهل والتقصير والفساد المتنامي في العمل الإداري والوظيفي، كمدخل لتنظيم العمل وتحقيق أهداف خطة المجلس في توجيه البوصلة لخدمة المواطن، لناحية تبسيط الإجراءات والوضوح والشفافية بالعمل بعيداً عن المحسوبيات وبمنأى عن السمسرة وقبض المعلوم.

ونعتقد أنه بالإمكان تحقيق هذه الرؤية الجديدة فيما لو نجح المجلس بإحداث تغيير جوهري في نمطية العمل السائدة سابقاً، وبالتالي وضع نواظم جديدة ترتبط بسياسة عامة ومدروسة للعمل التنفيذي بآليات ناجزة، بعيداً عن مزاجيات الأشخاص والرابط النفعي. ومع تأكيد رئيس المجلس على ضرورة إعداد مذكرات دورية لمجمل الأعمال المنجزة وإجراء تقييم لأداء المديريات ومدى مطابقة النتائج بالأهداف الموضوعة، يبقى التحدي والرهان قائماً ومفتوحاً حول قدرة المديريات الخدمية على تنفيذ ما هو منوط بها خلال العام القادم، في ضوء ما هو منتظر إنجازه كمرحلة ثالثة من مشروع إعادة الإعمار والبناء، والانتقال من مراحل العمل الإسعافي إلى البناء الإستراتيجي.