الصفحة الاولىصحيفة البعث

القيادة المركزية للحزب تلتقي الفعاليات الأهلية والمجتمعية في القنيطرة الهلال:تحسين الواقع الخدمي ودعم صمود أهلنا في الجولان

 

دمشق- البعث:

انتهى لقاء القيادة المركزية للحزب مع القيادات الشعبية والمخاتير في محافظة القنيطرة إلى دعم جهود عودة باقي المهجّرين والنازحين إلى مناطق سكناهم، وتوجيه المؤسسات الخدمية نحو تحسين خدمات البنى التحتية وشبكات الكهرباء والمياه والمواصلات والتعليم والصحة، والنظر في ملف التسويات الأمنية، إضافة إلى دعم صمود أهلنا في الجولان المحتل.
اللقاء بدأه الرفيق الأمين العام المساعد للحزب المهندس هلال الهلال، مرحّباً بفعاليات المحافظة، ناقلاً إليهم وإلى أهالي المحافظة تحية وتقدير الرفيق الأمين العام للحزب السيد الرئيس بشار الأسد، مثمّناً وقوفهم خلف الجيش العربي السوري في مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة والعدو الصهيوني.
ولفت إلى أن هذا اللقاء الثالث من نوعه يأتي في إطار الاستماع إلى مطالب الأهالي في المحافظات بشأن الواقع الخدمي والاجتماعي والوطني، وحل المشكلات ومعالجة الصعوبات التي تعترضه وفق الأولويات، وبالتعاون مع الحكومة والمؤسسات ذات العلاقة.
وأكد الرفيق الهلال أن الدولة تعمل على تحسين الواقع الخدمي في كل المناطق المتضرّرة من سيطرة التنظيمات الإرهابية، تمهيداً لعودة السكان إليها، وقد نجحت بإعادة دورة الحياة إلى العديد من تلك المناطق، ومنها القنيطرة، ووفق أولويات تتمثّل في تأمين رغيف الخبز أولاً، ومد شبكة الكهرباء والمياه، وصولاً إلى إعادة الوضع إلى أفضل مما كان عليه، ولفت إلى أن قضايا الصحة والمراكز الطبية والتعليم والمدارس قيد المتابعة على مستوى المحافظة والوزارات ذات العلاقة، وبالشكل الذي تكون فيه الخدمة الطبية والتعليمية مرضية لأهلنا وأبنائهم.
وأوضح الرفيق الأمين العام المساعد للحزب أن هناك دراسة سابقة بشأن إعمار مدينة القنيطرة المحرّرة، وقد توقّف النظر في إقرارها بسبب العدوان على سورية، مبيناً أن هناك جهوداً داخل الحكومة للنظر فيها من جديد في إطار مسيرة إعادة الإعمار والبناء الشامل، وهي قيد النقاش، وأشار إلى ضرورة تعاون محافظات ريف دمشق ودرعا والقنيطرة بشأن تلبية احتياجات تجمعات ومخيمات النازحين، وضرورة أن تلحظ الموازنات الاستثمارية للمحافظات الثلاث حقيقة أن يكون العائد منصفاً للجميع، وتحسين شبكات البنى التحتية والمرافق الخدمية.
وشدّد الرفيق الهلال على أن ما واجهته سورية خلال السنوات الماضية كان فوق التصوّر، ويستلزم المزيد من الحذر، لأن أعداءنا لم يعجزوا الوسيلة بعد، مبيناً أن الدولة تعمل على توفير كل مستلزمات استتباب الأمن والاستقرار في المناطق كافة، وتريد كشف مصير كل المفقودين خلال الحرب لما يمثّله ذلك من حالة إنسانية وطنية، داعياً إلى تقديم قوائم اسمية واضحة للمفقودين للنظر فيها، خاصة وأن هناك قرارات مستمرة تصدر عن الدولة بهذا الشأن، وأوضح أن صمود أهالي القنيطرة، ووقوفهم خلف الجيش كان العامل المهم في دحر الإرهاب، وقد برز ذلك في حماية مؤسسات الدولة والدوائر الخدمية وشبكات الكهرباء والمياه، مشيراً إلى أن ملف ذوي الشهداء والجرحى والمصابين يحتل الأولوية في عمل الدولة، وكل ما يمكن أن يقدّم لهم هو قليل مقارنة بالتضحيات التي قدّموها.
وثمّن الرفيق الهلال صمود أهالي الجولان المحتل، والذي تجلّى بدورهم النضالي خلال سنوات الاحتلال، متمسكين بأصالتهم وتاريخهم المشبع بالعزة والإباء، وشكر الحضور على الحالة الوطنية التي جسّدوها، موجّهاً التحية لهم، ومبيناً أن أبواب قيادة الحزب ستبقى مشرّعة أمام الكل لتقديم المساعدة، والنظر في احتياجات أهلنا في المحافظات كافة، مؤكداً أن كل ما طرحه الحضور سيكون موضع اهتمام قيادة الدولة والحزب، وأنه “إذا كانت سورية كلها مستهدفة، فالقنيطرة هي الأكثر استهدافاً، ولنكن على قدر المسؤولية يداً بيد من أجل سورية”.
اللقاء شهد مداخلات تناولت هموم أهالي مدينة القنيطرة المحرّرة وريفها، والأهالي المقيمين خارج حدودها الإدارية في تجمّعات ومخيمات النازحين، فدعت إلى رفد المحافظة بمشفى مركزي موازٍ لعمل مشفى الشهيد وليد أباظة، ودعم المراكز الصحية بالتجهيزات والأدوية والكادر الطبي وفق ورديتين، وترميم المدارس المتضرّرة، ورفدها بكادر تدريسي، والاهتمام بنوعية التعليم، والنظر في تسوية وضع طلاب الجامعات، وإعادة إعمار مدينة القنيطرة المحرّرة، إضافة إلى النظر في توزيع جزء من أراضي أملاك الدولة على أهالي المحافظة.
وتركّزت المداخلات حول ضرورة تحسين واقع التجمعات والمخيمات في محافظتي ريف دمشق ودرعا، وتخديمها بشكل أفضل، ومعالجة التشابك في موضوع تقديم الخدمات بين المحافظات الثلاث، ودعت إلى المساعدة في معرفة مصير المفقودين خلال الحرب، وتقديم المزيد من الدعم لذوي الشهداء والجرحى العسكريين والمدنيين، وتعزيز دور أهالي المحافظة، بالتعاون مع الجيش العربي السوري، في توسيع دائرة الأمن والاستقرار، والتوسّع في مد شبكات الكهرباء والمياه، والسماح بحفر الآبار الارتوازية.
وشهد اللقاء، والذي استمر أربع ساعات ونصف، أيضاً مداخلات تناولت إعادة ترميم بعض طرقات المحافظة، ووضع آليات نقل عام وخاص بالخدمة لبعض المناطق والتجمعات، وإعادة الموظفين المفصولين إلى وظائفهم، وتحسين عمل دوائر الأحوال الشخصية، وقمع ظاهرة تحطيب الأشجار، وخاصة أراضي أملاك الدولة، وتحرير الأملاك الخاصة، وتسجيلها باسم مالكيها، وتوزيع الغراس المثمرة على المزارعين، ومكافحة ظاهرة المخدرات، وزيادة الوعي بشأن مخاطر التلوث البيئي جراء قيام العدو الصهيوني برش مبيدات تعمل على تسميم النباتات والمناطق الزراعية بالمحافظة.
وفي ردّه على المداخلات أشار الرفيق محافظ القنيطرة همام صادق دبيات إلى أن عمل المحافظة منصب نحو رغيف الخبز بالدرجة الأولى، وتوفير الغاز والكهرباء والمياه لكافة القرى والبلدات والتجمعات، وبالتوازي حل التداخلات الإدارية في تقديم الخدمات مع محافظتي ريف دمشق ودرعا، لافتاً إلى أن هناك دراسة تبحث إمكانية تمليك أبنية النازحين في أحياء المزة والزاهرة وبرزة لشاغليها، ولفت إلى أن تقدير كلفة الأضرار في شبكات البنى التحتية بلغت 12 مليار ليرة، وفي الكهرباء لوحدها 3 مليارات ليرة، مبيناً أن إنجازها يتمّ بمتابعة الحكومة واللجنة الوزارية ذات العلاقة، وأوضح أنه تم إنجاز 50 % من أعمال شبكات الكهرباء و65 % من شبكات المياه، وترميم 28 مدرسة من أصل 99 مهدّمة كلياً أو جزئياً، مضيفاً: إن هناك نية للتعاون مع مؤسسة الهلال الأحمر في تشغيل مشفى مركزي في المحافظة، والإقلاع بالمراكز الصحية، ودعمها بالمستلزمات، وأن هناك توسعاً في الموازنة الاستثمارية للمحافظة للعام 2019، سينعكس إيجاباً على مشاريع العمل وفرص التوظيف.
حضر اللقاء الرفيقان الدكتور عمار ساعاتي عضو القيادة المركزية للحزب، رئيس مكتب الشباب، وخالد أباظة أمين فرع القنيطرة للحزب، وحشد من رجال الدين وقيادات شعبية ونقابية ومخاتير ولجان مصالحة ووجهاء ورؤساء جمعيات وأعضاء مجالس مدن وبلدات.