الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

حكاية شجرة الميلاد

 

قبل فترة طويلة من ظهور المسيحية، كان للنباتات والأشجار التي تبقى خضراء طوال العام، معنى خاص للناس في الشتاء؛ فقد كانوا يزينون منازلهم خلال موسم الأعياد بأشجار الصنوبر؛ إضافة للأغصان الخضراء التي تُعلق على النوافذ والأبواب.
ويرجع الفضل لألمانيا في بدء تقاليد شجرة عيد الميلاد كما نعرفها الآن؛ ففي القرن السادس عشر أحضر المسيحيون المتدينون الأشجار المزخرفة إلى بيوتهم، وقام البعض ببناء أهرامات عيد الميلاد من الخشب، وزينوها بشمعدانات خضراء وشموع؛ إذ كان الخشب نادراً في ذلك الوقت.
وشجرة عيد الميلاد هي إحدى أكثر تقاليد عيد الميلاد انتشارا والرمز الرئيسي له، عادة ما تكون الشجرة صنوبرية أو مخروطية خضراء مثل شجرة التنوب أو الصنوبر أو شجرة سرو أو شجرة اصطناعية من مظهر مماثل، ويرتبط مع الاحتفال بعيد الميلاد بوضع الشجرة تكون عادة داخل البيت مع تزيينها.
غير أن انتشارها ظلّ في ألمانيا ولم يصبح عادة اجتماعية مسيحية ومعتمدة في الكنيسة، إلا مع القرن الخامس عشر، حيث انتقلت إلى فرنسا وفيها تم إدخال الزينة إليها بشرائط حمراء وتفاح أحمر وشموع، واعتبرت الشجرة رمزا لشجرة الحياة المذكورة في سفر التكوين من ناحية ورمزا للنور- ولذلك تمت إضاءتها بالشموع – وبالتالي رمزا للمسيح وأحد ألقابه في العهد الجديد “نور العالم”.
في السابق، كانت الأشجار التي توضع في المنازل وتزين لمناسبة العيد أشجارا طبيعية، غير أنه حاليا تنتشر الأشجار الصناعية مكانها بأطوال وأحجام وأنواع مختلفة، غير أن عددا من المحتفلين لا يزال يستعمل الأشجار الطبيعية، وقد نشأت شركات تهتم بزراعة أشجار الصنوبر الإبرية الخاصة بالميلاد وتسويقها قبيل العيد؛ تزيّن الشجرة حاليا بالكرات مختلفة الأحجام، وإلى جانب الكرات التي تتنوع ألوانها بين الذهبي والفضي والأحمر، مع وجود بعض الأشجار المزينة بغير الطريقة المألوفة لألوان العيد الثلاثة كالأزرق مثلاً، توضع لمبات ملونة أو ذهبية على الشجرة كما توضع في أعلاها نجمة تشير إلى نجمة بيت لحم التي دلت المجوس في الطريق، وتزين الشجرة أيضا بالسلاسل أو بالأجراس وغيرها مما يتوافر في المحلات؛ يوضع تحت الشجرة أو بقربها مغارة الميلاد أو مجموعة صناديق مغلفة بشكل مُزين تحوي على الهدايا التي يتم فتحها وتبادلها عشية العيد.