العالم يحتفل بالعام الجديد.. وبابا الفاتيكان يدعو إلى إحلال السلام
احتفلت شعوب العالم أمس بالعام الجديد، وبدأت الاحتفالات في نيوزيلندا في أقصى الشرق، وانتقلت مع مرور عقارب الساعة إلى جزر هاواي في الغرب والتي ستكون آخر المحتفلين.
ودعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان إلى إحلال السلام في العالم، مندداً بالحروب التي تشهدها بعض المناطق في العالم، وأشار في رسالته السنوية بمناسبة رأس السنة واليوم العالمي للسلام إلى أن السلام ثمرة مشروع سياسي كبير يقوم على المسؤولية المتبادلة والترابط بين البشر، مشدداً على أن السياسة وسيلة ضرورية لبناء المجتمع الإنساني. وندد البابا فرنسيس في رسالته التي حملت عنوان “السياسة الصالحة هي في خدمة السلام” بالحروب التي تشهدها بعض المناطق في العالم، مبيناً أن التصعيد في الترهيب، فضلاً عن انتشار الأسلحة بشكل خارج عن نطاق السيطرة يتعارضان مع الأخلاق ومع البحث عن وفاق حقيقي، وأكد أنه لا يمكن قبول الخطابات السياسية التي تميل إلى اتهام المهاجرين بجميع الشرور وتحرم الفقراء من الأمل، محذراً من السياسات الخاطئة التي تعرّض المستقبل للخطر، وتدفع الشباب إلى فقدان الثقة، وقال: إن أفكارنا تتجه إلى الأطفال الذين يعيشون في مناطق الحروب، مشدداً على ضرورة الحفاظ على تماسك المجتمعات والتعايش السلمي والاهتمام بالأطفال وبناء عالم خال من العنف.
في الأثناء، بدأت الاحتفالات في عدد من عواصم العالم بالعام الجديد، حيث كانت نيوزيلندا أول دولة تستقبل العام الجديد بالألعاب النارية لتطوي صفحة سنة 2018 مرحّبة بـ 2019، وفي جارتها أستراليا أطلقت سيدني كبرى مدن أستراليا أكبر ألعاب نارية يشهدها خليج سيدني تتضمن كمية قياسية من أسهم نارية وألوان ومؤثرات غير مسبوقة أضاءت لمدة 12 دقيقة سماء المدينة أمام مليون ونصف مليون مشاهد.
واحتفلت دولة ساموا كذلك بدخول العام الجديد بحكم موقعها الجغرافي لتسبق جارتيها نيوزيلندا وأستراليا، أما في هونغ كونغ فقد تابع 300 ألف شخص الألعاب النارية في مرفأ فيكتوريا التي استمرت 10 دقائق.
ومن الشرق انتقلت الاحتفالات إلى دول آسيا والشرق الأوسط، وفي دولة الإمارات أقيم احتفال على وقع تحطيم الرقم القياسي لعروض الألعاب النارية، وترافق مع حفلات غنائية وعروض أضواء ليزر في برج خليفة الأعلى في العالم، وترافقت الاحتفالات بانتشار أمني لافت لتأمينها، من خلال نشر 4 آلاف شرطي و12 ألف كاميرا مراقبة و200سيارة إسعاف و60 نفطية طبية، وخاصة في منطقة الألعاب النارية.
وفي موسكو، شهدت الساحة الحمراء احتفال رأس السنة، بمشاركة عشرات آلاف الروس، ونشر 50 ألف شرطي لتأمين الاحتفال ومع مراقبة لوسائل النقل والقطارات ومحطات المترو.
وفي العاصمة الفرنسية باريس جرت الاحتفالات في جادة الشانزيليزيه وسط إجراءات أمنية مشددة من نقاط مراقبة وتدقيق في قلب باريس، حيث تدفق المحتفلون والسواح ومحتجو “السترات الصفراء” الذين أقاموا احتفالاً على طريقتهم الاحتجاجية.
وفي لندن، احتفل البريطانيون بالعام الجديد وسط انقسام حول العلاقة مع أوروبا، وترافق الاحتفال بألعاب نارية وسط لندن ومع موسيقا لفنانين من القارة الأوروبية على ضفاف نهر التايمز وأمام ساعة بيج بن وأمام مقر البرلمان، ومع تواجد ما يقرب من 250 ألف متفرج هتفوا بالعد التنازلي أمام ساعة بيج بن منتصف الليل.
وفي شارع حدائق الأمراء في أدنبرة باسكتلندا، أقيمت عروض رقص بالإضافة إلى الألعاب النارية وحفلات موسيقية واستضافة فنانين مشهورين، وتستمر الاحتفالات لمدة ثلاثة أيام متواصلة، وتشمل الغوص في نهر فورث المتجمد ومسابقات تزحلق الكلاب على الجليد.
وشهدت احتفالات اسكتلندا زحف آلاف المواطنين في الشوارع والميادين للاحتفال بمهرجان طهيوجماني” ليلة رأس السنة، حيث ارتدوا الملابس التنكرية، وانضمت إليهم فرق الرقص والطبول في موكب رفعوا خلاله المشاعل احتفالاً بالعام الجديد، وقاموا بجولة في شارع رويال مايل.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، شهدت نيويورك، العروض الضوئية والموسيقية، ومع واحدة من أجمل اللحظات في إسقاط كرة قدم كبيرة من على سارية العالم فوق مبنى تايمز سكوير الشهير، والتي عادة ما تقام كل عام.
وفي البرازيل، أقيمت العديد من الاحتفالات الكرنفالية على ضفاف شاطئ كوبا كابانا الشهير بمدينة ريو دي جانيرو، حيث استقبل ما يقرب من مليوني شخص على الرمال الممتدة لمسافة 2 كيلو متر ونصف، بالإضافة إلى العروض النارية وحفلات الرقص والألعاب النارية الملونة منتصف الليل.
وفي الفضاء الخارجي المحيط بالكرة الأرضية، احتفل رواد محطة الفضاء الدولية بالعام الجديد، لكن بواقع 16 مرة، وبحسب ما صرح مسؤول في وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” الذي قال: إنه وفقاً للإحداثيات البيانية لمركز مراقبة البعثة، فإن المحطة الدولية ستجتاز يومي 31 كانون الأول و1 كانون الثاني الكرة الأرضية 16 مرة.
كما احتفل محرك البحث الشهير جوجل بـ ليلة رأس السنة 2019 من خلال تغيير شعاره إلى رسوم كرتونية.
وحتى الأسواق المالية، فقد احتفلت بالعام الجديد مسجلة ارتفاعاً طفيفاً، وسط حالة من الارتياح بين المستثمرين بفضل تصريحات من قادة واشنطن وبكين تبعث على الاطمئنان بشأن التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم ومع نهاية عام صعب على أسواق الأسهم.
