صحيفة البعثمحليات

صنع في الصين بإشراف سوري! آفاق للتعاون “الكهربائي”وتسهيلات كبيرة للاستثمار في الطاقات المتجددة

 

 

دمشق- ريم ربيع
لم تغفل جمهورية الصين الشعبية عبر مشاركاتها في إعادة إعمار سورية عن الفرص الثمينة للاستثمار بمجالات الطاقة، فكانت إحدى أهم الدول التي أثبتت وجودها في قطاع الكهرباء، ولم تكتفِ بالاستثمار وتوريد الاحتياجات وحسب، بل شرعت أبوابها لتقديم الخبرات والتدريب لعشرات المهندسين السوريين في مختلف المجالات، وقامت خلال هذا العام بدعوة وفد عالي المستوى إلى مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في شنغهاي للمشاركة بورشة عمل بخصوص إعادة الإعمار.
التعاون القديم و”المتين” حسب تعبير معاون وزير الكهرباء م.نضال قرموشة ليس وليد الأزمة فقط، حيث كانت الشركات الصينية مورّداً أساسياً للتجهيزات الكهربائية بمواصفات فنية جيدة وأسعار منافسة، لتتابع لاحقاً تنفيذ العقود الموقعة معها رغم الحرب والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية.
ولدى اطلاعها على الحاجة لتدريب الكوادر فقد وفرت الصين منحاًَ تدريبية كبرنامج خاص لأكثر من 50 شخصاً، فضلاً عن برامج التدريب الاعتيادية، وتم إيفاد مديري الشركات للاستفادة في مجال الاستراتيجيات والآفاق المستقبلية لقطاع الكهرباء، كما ساهمت باطلاع الكوادر الهندسية والاقتصادية والقانونية في الوزارة على التوجهات العالمية، وتلبية الحاجات التدريبية في الطاقات المتجددة وسبل تنفيذها، ما أفاد الجانب السوري في إصدار التشريعات وتطوير قوانين الكهرباء، وتطوير وتنمية استخدامات الطاقات المتجددة في سورية، إضافة إلى الدراسات والتخطيط وسبل التعامل في قطاع الكهرباء في ظل الحرب.
وبعد تضرر منظومتي نقل وتوزيع الكهرباء نتيجة اعتداءات العصابات الإرهابية المسلحة طرحت وزارة الكهرباء خلال لقاءاتها مع مندوبي الصين توفير منحة بالمواد والتجهيزات اللازمة لتحسين المنظومة، فكانت استجابة الجانب الصيني بتخصيص 12 مليون دولار لتوريد تجهيزات لشبكات الكهرباء واحتياجات مؤسسة التوزيع في الكبلات والمحولات الكهربائية، فيما استمر العمل لإنجازها عامين متواصلين حتى استلام كافة التجهيزات في آب 2018 (800 محولة باستطاعات مختلفة، و60 كم من كبلات التوزيع)، وأشار قرموشة إلى دعوة مختصين من مؤسسة التوزيع في سورية للإشراف على تصنيع عينات من المحولات في الصين والتأكد من مطابقتها للمواصفات السورية المعتمدة في شبكات توزيع الكهرباء، موضحاً أن التجهيزات كانت عالية الكفاءة، وأظهر التجريب أن أداءها جيد جداً بعد أن استفيد منها في المناطق المحررة حديثاً، وفي حال حدوث أي عطل أو خلل، فالخبراء السوريون لديهم القدرة على إجراء الصيانات بأنفسهم. كما يتم حالياً دراسة طلب تقدمت به وزارة الكهرباء من خلال هيئة التخطيط لتوريد عدادات جديدة.
وكون الصين تشكل مورداً مهماً لتجهيزات الطاقات المتجددة بيّن قرموشة أن الشركات ورجال الأعمال السوريين على تواصل دائم مع شركات صينية لإنشاء مثل هذه المحطات في سورية، بالاستفادة من قرار رئاسة مجلس الوزراء بإنشاء محطات طاقات متجددة للمنتجين الذاتيين من القطاع الخاص، والأسعار المجزية التي تشتريها منها الوزارة بحيث تفعل وتشجع هذه التكنولوجيا خاصة في ظل الحرب، إلى جانب التركيز الحالي على المحطات الكهروحرارية، وتوفير قطع الغيار والصيانة لها. وأضاف قرموشة أن رجال الأعمال السوريين يعتمدون على الشركات الصينية في تقنيات اللواقط الكهروضوئية، وأسعارها المنافسة، واعداً بالمزيد من مشاريع الطاقات المتجددة خلال العام المقبل.
وبيّن معاون وزير الكهرباء أن الجانب السوري مستعد لتقديم كافة أشكال التسهيلات من قروض ميسرة أو تسهيلات مصرفية، أو إتاحة الفرصة لأنماط التشاركية في بناء المحطات، إذ يمكن للقطاع الخاص والشركات الصينية المشارَكة في إنشاء محطات التوليد لتستفيد من التسهيلات المتاحة، وهو ما جعل الشركات “أكثر شجاعة” وفقاً لتعبير قرموشة في التقدم لطلبات العروض المعلن عنها في وزارة الكهرباء في مجالات التوليد والنقل والتوزيع، كما كشف عن اهتمام صيني ورغبة بالمشاركة في محطات التوليد لتلبية الطلب المتزايد من خلال محطات توليد جديدة وصيانة القديمة.