الصفحة الاولىصحيفة البعث

أمطار غزيرة في المناطق الغربية والشمالية.. والمنخفض القطبي ينحسر تدريجياً

تبقى درجات الحرارة أدنى من معدلاتها بنحو 2 إلى 5 درجات مئوية نتيجة تأثر البلاد بمنخفض جوي قطبي المنشأ يمتد في طبقات الجو كافة مرفق بكتلة هوائية باردة ورطبة، فيما شهدت معظم المحافظات هطولات مطرية متفاوتة الشدة والغزارة، سجّل أعلاها في محافظة حماة في عين حلاقيم 90 مم، وفي محافظة حمص في مدينة مرمريتا 88 مم.
وتوقّعت مديرية الأرصاد الجوية أن يكون الجو غائماً جزئياً إلى غائم ماطر فوق معظم المناطق، وتكون الهطولات غزيرة فوق المناطق الغربية والشمالية، ويحذّر من تشكل السيول في المنخفضات والوديان، ويكون الهطل ثلجياً فوق المرتفعات التي تزيد على 700 م، وبدءاً من 500 م فوق المرتفعات الساحلية، والرياح جنوبية غربية نشطة تتجاوز سرعة الهبات 85 كم في الساعة في المناطق الساحلية والوسطى والجنوبية أحياناً، والبحر عالي الموج.
ويستمر الجو اليوم غائماً جزئياً بشكل عام مع بقاء فرصة لهطل زخات من المطر فوق مناطق متفرقة، وتنحسر الفعالية الجوية تدريجياً بدءاً من المناطق الغربية، كما تبقى درجات الحرارة أدنى من معدلاتها بنحو 2 إلى 5 درجات مئوية وليلاً يكون الجو بارداً، ويحذر من تشكل الجليد فوق المرتفعات الجبلية ومن حدوث الصقيع والضباب في بعض المناطق.
هذا وشهدت معظم أحياء وشوارع دمشق حركة مرورية وخدمية اعتيادية، رغم تواصل الهطلات المطرية منذ يوم الاثنين، وفيما يؤكد معنيون في الشركة العامة للصرف الصحي استعدادهم للتعامل مع أي حالة طارئة بالسرعة الممكنة ينتظر أهالي بعض الأحياء العشوائية حلولاً جذرية تبدّد قلقهم من عودة السيول وانغمار بيوتهم وممتلكاتهم، فيما رصدت سانا الواقع في بعض أحياء العاصمة من برزة إلى نفق الثورة وشارع النصر، ثم البرامكة وأبو رمانة ونفق الأمويين، حيث لم تسجّل أي اختناقات مرورية أو إغلاق طرقات.
ومع توقّعات مديرية الأرصاد الجوية بانحسار الفعالية، تبقى مخاوف أهالي منطقة وادي السفيرة بركن الدين في دمشق قائمة خلال موسم الأمطار من تجدد السيول التي تخلّف أضراراً كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة.
يأتي ذلك فيما أوضحت إدارة المرور في وزارة الداخلية حالة جميع الطرق نتيجة الأحوال الجوية السائدة، مبينة أن جميع الطرق في المحافظات سالكة عدا بعض الطرق في محافظات ريف دمشق واللاذقية، وذلك بسبب تراكم الثلوج وتشكل الجليد.
إلى ذلك أغلقت قوى الأمن الداخلي اللبناني الطريق الدولي الرابط بين لبنان وسورية في منطقة ضهر البيدر بعد اشتداد العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان منذ ثلاثة أيام.
وقرّر محافظ البقاع وجبل لبنان محمد المكاوي إقفال طريق ضهر البيدر، حيث تعمل عناصر قوى الأمن الداخلي على منع مرور السيارات تفادياً لأي حوادث نظراً لاشتداد العاصفة الثلجية والرياح العاتية، فيما حذرت قوى الأمن الداخلي من الاقتراب من الشاطئ والكورنيش البحري أو ركن السيارات بمحاذاته بسبب اشتداد الرياح وارتفاع الأمواج.
وفي صيدا اشتدت العاصفة، وتحوّلت إلى إعصار ضرب الشاطئ، بينما هطلت أمطار غزيرة جداً أدت إلى فيضان عدد من شوارع المدينة ومنطقتها وخاصة في منطقة القناية.
وأعلنت مصلحة الأرصاد الجوية في مديرية الطيران المدني أن لبنان دخل في المرحلة الثانية من العاصفة “نورما”، مشيرة إلى أن سرعة الرياح تجاوزت 90 كلم في الساعة، وهي من المرات النادرة التي تحصل في لبنان، وحذّرت من الانجرافات والانهيارات التي قد تحدث في التربة نظراً لغزارة وكميات الأمطار والثلوج التي تتساقط، والتي أدت إلى تضرر في المنازل والطرقات والمزروعات ولا سيما في البقاع والجنوب بعد فيضان عدد من الأنهار، وتشكّل السيول الجارفة جراء الأمطار الغزيرة.
كما أدت العاصفة إلى تساقط الثلوج بكثافة مع سرعة في الرياح وتدن في درجات الحرارة في معظم مناطق عاليه والمتن الأعلى، إلا أن الطرقات لا تزال سالكة وخصوصاً في المناطق التي لا يتجاوز ارتفاعها الألف متر، وأن طريق المديرج-ضهر البيدر سالكة فقط للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية وعربات الدفع الرباعي.
وألحقت العاصفة “نورما” أضراراً مادية في بعض المناطق، بينها انهيارات كبيرة للأتربة والصخور في بلدة مجدلا قضاء عكار في محافظة الشمال، فيما تشهد معظم القرى البقاعية انقطاعاً في التيار الكهربائي لليوم الثالث على التوالي جراء الأضرار التي خلّفتها العاصفة.
وشهدت مختلف المناطق في عكار تساقطاً للأمطار بغزارة غير مسبوق،  الأمر الذي أخرج الوضع بشكل تام عن السيطرة بحيث لم تعد تنفع أي تدابير تتخذها البلديات والاتحادات البلدية، وذلك أن كمية المتساقطات لا يمكن للمجاري ولا للطرقات أن تستوعبها، فتحولت بمجملها إلى أنهار تتدفق يصعب اجتيازها.
وأشارت التقارير إلى أن حال الطريق الدولية عند مستديرة العبدة المدخل الجنوبي لمحافظة عكار تقدّم الصورة الأوضح عن واقع مجمل طرقات عكار في هذا الوقت، كما أن السيول الجارفة أقفلت طريق منيارة السهل الذي تحوّل بدوره إلى نهر هادر.
وتجتاح الحوض الشرقي للبحر المتوسط عاصفة مطرية وثلجية قطبية المنشأ مرفقة بكتلة هوائية باردة، ومن المتوقّع أن تشهد مناطق شرق المتوسط خلال الساعات القادمة تساقط الثلوج بكميات مختلفة حسب الارتفاع عن سطح البحر وبرودة التيارات القطبية.