الصفحة الاولىصحيفة البعث

المعارك بين “إخوة الإرهاب” تتواصل.. ومئات الأسر تنزح من المخيمات الجيش يوجه ضربات دقيقة إلى تجمعات التكفيريين في ريف حماة

وجهت وحدات من الجيش أمس ضربات دقيقة على محاور تسلل مجموعات إرهابية انطلقت من مدينة اللطامنة ومحيطها باتجاه نقاط عسكرية وقرى آمنة للاعتداء عليها بريف حماة الشمالي. في وقت عادت دفعة جديدة من المهجرين بفعل الإرهاب عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن حيث قدمت لهم الجهات المعنية المستلزمات الضرورية لإعادتهم إلى قراهم التي هجروا منها.

وفي إطار التناحر بين التنظيمات التكفيرية تواصلت أمس المعارك الطاحنة بين إرهابيي جبهة النصرة وفصائل إرهابية أخرى في ريف إدلب أسفرت عن سيطرة “النصرة” على مناطق جديدة كانت تحت سيطرة مجموعات تكفيرية تختلف معها في الولاءات للخارج، وسقوط العشرات في صفوفهم بين قتيل ومصاب، فيما سادت حالة الهلع والذعر بين المدنيين حيث أن المئات من الأسر تهيم نازحة من المخيمات بحثاً عن الأمان من قذائف وأسلحة الإرهابيين المتصارعين.

وفي التفاصيل، رصدت وحدات من الجيش بدقة عبر عناصر الاستطلاع فيها عدداً من المجموعات الإرهابية تحركت متسللة من بلدة اللطامنة والأراضي الزراعية في محيطها باتجاه نقاط عسكرية تحمي القرى والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي حيث نفذت وحدات الجيش ضربات مدفعية على محاور تسلل الارهابيين أدت إلى إيقاع قتلى ومصابين في صفوفهم في حين تعاملت النقاط العسكرية في المنطقة برمايات نارية من الأسلحة الرشاشة مع الإرهابيين الفارين باتجاه نقاط تسللهم.

في غضون ذلك عادت دفعة جديدة من المهجرين السوريين من مخيمات اللجوء في الأردن عبر مركز نصيب- جابر الحدودي تمهيداً لنقلهم إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الإرهاب. وذكرت مراسلة سانا من مركز نصيب أن دفعة جديدة تضم 130 شخصاً أغلبهم نساء وأطفال من المهجرين السوريين بفعل الإرهاب عادت من مخيمي الأزرق والزعتري في الأردن إلى مناطقهم التي حررها الجيش العربي السوري من الإرهاب، وبينت أن الجهات المعنية في المحافظة أنجزت منذ صباح أمس الترتيبات اللازمة من حافلات ونقطة طبية وسيارة إسعاف لاستقبال المهجرين العائدين إلى الوطن تمهيداً لإيصالهم بيسر وسلامة إلى منازلهم بعد إتمام عناصر المركز إجراءات الدخول البسيطة.

وبين العقيد مازن غندور رئيس مركز هجرة نصيب أنه فور العلم من الجانب الأردني بوجود دفعة جديدة من المهجرين المقيمين في المخيمات في الأردن قامت المحافظة بتجهيز الحافلات الحكومية والسيارات الشاحنة في النقطة الفاصلة بين الحدود السورية والحدود الأردنية لنقل هؤلاء المهجرين وأمتعتهم إلى حيث يرغبون، ولفت إلى أن عدد السوريين المهجرين العائدين بتذاكر مرور مؤقتة إلى بلداتهم وقراهم بلغ 7000 مهجر منذ افتتاح معبر نصيب جابر الحدودي حتى أمس في حين بلغ عدد السوريين القادمين عبر المركز أكثر من 125 ألفاً.

“سانا” التقت عدداً منهم حيث أعربت صباح أبو الخير من الغوطة الشرقية عن سعادتها لعودتها إلى وطنها بعد غياب سنوات بينما دعا الشاب فادي أبو الخير كل السوريين المهجرين في الأردن وغيرها من الدول إلى العودة السريعة لوطنهم بعد عودة الأمن الاستقرار إليه.

ووجه عمر أبو الخير الشكر الكبير للجيش العربي السوري الذي حمى الأرض وطهر الوطن من الإرهاب وعمل ليل نهار على عودة المهجرين إلى منازلهم.

من جهته عبر فرحان شاهين عن سعادته الكبيرة بعودته إلى بلدته في الغوطة الشرقية بعدما أعاد الجيش العربي السوري الأمن إليها بينما أشارت خديجة الحناطي إلى شعورها بالسعادة والفرح بعودتها إلى وطنها حيث ينتظرها أهلها وأقاربها بعد غياب سنوات.

وبالنظر إلى حجم المواجهات العنيفة المتواصلة بين التنظيمات التكفيرية في ريف إدلب الجنوبي وشمال حماة واستعارها بهذا الشكل يؤكد أن تنظيم جبهة النصرة الإرهابي اتخذ قراره بإفناء أخوة الأمس في الإرهاب والتكفير واضعاً مصالح مشغليه من الخارج على رأس أجندته بينما لا يزال المدنيون يدفعون الأثمان الأغلى من دمائهم وممتلكاتهم جراء هذا الاقتتال الهمجي.

مصادر إعلامية وأهلية أكدت أن الاقتتال الدائر بين المجموعات الإرهابية وصل إلى منطقة معبر أطمة- دير البلوط قرب الحدود التركية ما يضع نظام أردوغان في مأزق زجته فيه أدواته من الإرهابيين المتناحرين والمنهزمين على طول جبهات الاشتباك.

المصادر أشارت إلى أن سيطرة إرهابيي النصرة على قرية العنكاوي أبرز معاقل إرهابيي حركة أحرار الشام وعلى معظم ريف حلب الغربي والشمالي الغربي وعشرات القرى والبلدات في ريف إدلب الجنوبي الشرقي وحشدهم مئات الارهابيين وأرتالاً من الآليات في محيط معرة النعمان وأريحا دفعت الحركة مرغمة إلى تسليم مواقعها في منطقة سهل الغاب وتسليم السلاح الثقيل والمتوسط مع الإبقاء على نقاط رباط إرهابييها بالسلاح الفردي في المنطقة، وبينت أن الجولة الجديدة من الاقتتال الدامي بين كبرى التنظيمات الارهابية في شمال سورية عقب التعزيزات والتحشدات الضخمة التي استقدمتها الأطراف المتناحرة في الأيام القليلة الماضية أسفرت خلال الساعات القليلة الماضية عن سيطرة تنظيم جبهة النصرة على بلدة سفوهن وقرى النقير وعابدين وأرينبة وسطوح الدير والقصابية وكرسعة ومنطقة حرش عابدين بعد خسائر كبيرة في صفوف “أحرار الشام” الذين هربوا تحت وقع كثافة النيران وهجمات الإرهابيين الانتحاريين على نقاط تمركزهم.

الاقتتال الدائر بين الإرهابيين وصل منذ يومه الأول إلى محيط المخيمات التي تحوي عشرات آلاف السوريين المهجرين قسراً إليها من قبل إرهابيين اتخذوهم على مدى أكثر من 7 سنوات مصدراً لكسب الأموال من الأنظمة المتباكية على الشعب السوري.

ولفتت المصادر إلى حالة الهلع والذعر بين المدنيين فيها وفي القرى والبلدات المجاورة والواقعة ضمن المنطقة منزوعة السلاح بسبب المعارك الطاحنة بين الارهابيين مؤكدة أن المئات من الأسر تهيم نازحة من المخيمات تبحث عن الأمان من قذائف وأسلحة الإرهابيين المتصارعين، وأوضحت أن عدد المدنيين من ضحايا التناحر بين التنظيمات الإرهابية في ازدياد حيث أصيب أمس شخص نتيجة القذائف التي سقطت على مخيمات في أطمة في حين سقط منذ بداية الاقتتال عشرات النساء والأطفال والشيوخ قتلى ومصابين ناهيك عن الأضرار الكبيرة التي وقعت في المنازل والمحاصيل الزراعية والبنى التحتية في مناطق الاشتباك.

وتسيطر على مناطق ريف حلب الغربي وبعض المناطق في ريفي إدلب وحماة تنظيمات إرهابية تختلف في ولاءاتها ومرجعياتها التمويلية والايديولوجية وتسود فيما بينها حالة من الاقتتال والخلاف على مناطق السيطرة والنفوذ والغنائم والمسروقات وفي كثير من الأحيان يسود الشقاق بين هذه التنظيمات لأسباب تتعلق بالأتاوات والضرائب التي يتم فرضها على السكان المدنيين ضمن المناطق التي تسيطر عليها هذه التنظيمات بينما يكون السكان المدنيون هم ضحية هذا الاقتتال.