ثقافةصحيفة البعث

حيرة

ماذا تفيد التأوهات، هو ينام قرير العين ومرتاح البال وينسى تلك البائسة التي لا تعرف سوى العذاب، ترتجف من البرد وتتحمل الأحزان والمآسي وتتمنى في كل لحظة أن تراه, ترجو القدر أن يمنحها نعمة النسيان حتى تستريح، حتى تنسى الحبيب الذي عذبها بما فيه الكفاية، تعيش المرارة في كل شيء، العذاب مع نفسها، مع أسرتها، مع أصدقائها، مع الزمن. تميل إلى الوحدة والسواد الأمر الذي يشكل عندها مرضاً نفسياً، حيرتها وضياعها ورفضها أن تترك أهلها.. ماذا تفعل؟ أفكارها وأوهامها تعذبها وتدمرها وتأخذها إلى عالم الجنون.

أصبحت مريضة بسببه، تحاول الرحيل إلى عالم مجهول، ليس هناك حب ولا حبيب, رحيل إلى عالم الوحدة الدائمة، ترحل ربما من الواقع إلى عالم من الأوهام، الرحيل إلى عالم الضياع، ضياع إلى الأبد وفيه تكون نهاية كل إنسان داخل ذاك المكان، ربما هو أفضل من هذا الزمن الذي لا يوجد فيه إلا الألم والدموع وفراق كل حبيبين، متى يكون الرحيل، أدخلها هذا الزمن في بيت الأحزان وسقاها مرارة حزنها.

كلما تذكرت الماضي بكت وصرخت من بعيد.. لم يفهم شعورها رغم كل ما جرى،  ترجوه للمرة الألف أن لا يجرح مشاعرها ويسخر من عواطفها، هل ستبقى حياتها كما هي ملل وفراغ وقلق وخوف من المستقبل الغامض.. خوف من الموت.. ربما خوف على أهلها من أي شيء يحصل لأبيها المسكين.. خوفاً عليه أن يموت ويتركها للعذاب والمرارة والهموم والأفكار المخيفة التي تقتلها وتمنعها من التفكير في الزواج أو الابتعاد عن أهلها.. ماذا تقول عن مشاعرها وأحاسيسها التي أيقظتها بعد أن كانت على وشك الموت.. عن مشاعر وأحاسيس تدفعها إلى أشياء حاولت الهرب منها طوال هذه السنين.. هي الآن في حيرة من أمرها.. ضائعة لا تعرف ماذا تريد.. أفكارها تعذبها وتجعلها طوال الوقت في حزن وحيدة، تغلق باب غرفتها وتجلس ساعات طويلة قرب النافذة كي تراه، لكن لا أمل في شيء.. عذاب ومرارة وضياع.

تغريد الشيني