اقتصادصحيفة البعث

أين “خاصنا” من هذا القطاع الدسم..!؟

الإمارات وعُمان والأردن وقطر والبحرين، أربع دول منها كانت تدعم الحرب على سورية، والمفارقة أنها اليوم أولى الدول التي تقدمت بطلبات لإعادة تشغيل طيرانها المدني ورحلاتها إلى دمشق..!؟
بداية لتحولات ليست مستغربة، ففي السياسة لا عدو دائم، وكذلك لا صديق، والعلاقات بين الدول تحكمها المصالح لا المبادئ.
إلاَّ أن اللافت دخول تلك الدول من بوابة الاستثمار الريعي لا الإنتاجي، وهذا كنا تحدثنا فيه، كما من الملاحظ أن سوق النقل الجوي السوري سوف يكون مجالاً لاستقطاب الاستثمارات الجوية إن جاز لنا التعبير، أي إن سوقنا هذا سيكون استثماراً ريعياً مغرياً للكثير المنتظر..!
وعلى الرغم من ذلك فتلك الدول لها متطلبات تتعلق بتقييم المخاطر لجهة السيطرة السورية على الأجواء، كـ( المساعدات الملاحية – التغطية الرادارية – الاتصال السلكي واللاسلكي – ملاحق الطرق الجوية – بوابات الدخول إلى والخروج من، أي عبور الأجواء السورية).
الجدير ذكره أن منظمة الطيران المدني العالمية ومن خلال تقريرها الخاص بهذا الشأن، والذي انتهت صلاحيته (أي تقرير المنظمة) بتاريخ منتصف الشهر الرابع من العام الماضي 2018، كانت اعتبرت منطقتنا خطرة، وكانت أوصت بتوقيف التشغيل إلى ومن سورية بسبب المخاوف الأمنية.
المنظمة عينها، هي اليوم بانتظار إعادة تقييم المخاطر من الطيران المدني السوري، وإجراء الاختبارات اللازمة، وعند ذاك ستعمم النتائج إلى المطارات الدولية والمنظمات العالمية، كي يتم حذف التوصية بعدم التشغيل إلى سورية.
وبحسب ما أكدته مصادر اقتصادية لـ”البعث”، فإن أهم مجالات الاستثمار في سورية في ظل الظروف الراهنة ولمدة خمس سنوات قادمة، ستكون في ثلاثة من القطاعات: الزراعية والخدمات ولاسيما السياحة والطيران، والاستثمار في التدريب والتأهيل والتطوير والدراسات. واعتبرت تلك المصادر أنه أفضل عائد استثماري يمكن تحقيقه في هذه القطاعات، حيث يشكل ما نسبته 30% من إجمالي التكاليف الثابتة والمتغيرة، المباشرة وغير المباشرة.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا وبقوة: أين قطاعنا الوطني الخاص ومشاريعه من الاستثمار في قطاع الطيران المدني، خاصة أنه من القطاعات ذات الجدوى والربحية الاقتصادية المضمونة..؟
كذلك نسأل: أليس نحن أولى بهكذا توظيفات، خاصة أنها مجال استثماري هام، بإمكان قطاعينا الحكومي والخاص التعاون والتنسيق فيه، وبالتالي تكامل الأدوار وتحقيق المصلحة المتبادلة: تشغيلاً وتخديماً وعائديةً مجزية، في ظل المفروض من عقوبات على هذا القطاع، المتاح اختراقها…؟
مثل هكذا قطاع ريعي بإمكاننا أن نجني منه “المحرز” من القطع الصعب، ما ندعم به خزينتنا العامة، خاصة أن المتوقع ينبئ بأن سورية ستكون قبلة ومنطلقاً لقطاعات المال والأعمال والاستثمار والسياحة ومؤتمراتها، وكل ما من شأنه أن يساهم في إعادة البناء والإعمار، وما توفره هذه الإعادة من فرص ذهبية، يسيل لعاب الكل لها لمجرد ذكرها، إلاَّ نحن..!؟
نقول قولنا هذا.. ولدينا من المؤشرات والإحصائيات والعائدات الرقمية المثبتة، ما يُفحم ويفضح، ما نشك أنه يتم مع أي استثمار وتوظيف وطني خاص في قطاع طيراننا المدني..!
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com