دراساتصحيفة البعث

العقوبات الأمريكية تفقد جدواها

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع: شفت بلان 11/1/2019

تواجه الولايات المتحدة مشكلة عدم جدوى عقوباتها، حيث تعصي الدول بشكل متزايد قرارات الإدارة الأمريكية، وبالرغم من العقوبات يواصل الاقتصاد الروسي نموه بوتيرة مطردة.

وبحسب تقرير البنك الدولي، بقيت معدلات التضخم في روسيا العام الماضي منخفضةً بينما توسّع اقتصادها، وعلى الرغم من تشديد العقوبات الاقتصادية فقد شهدت روسيا تضخماً منخفضاً ومستقراً نسبياً وزيادة في إنتاج النفط. وكنتيجة للنشاط المحلي القوي توسع الاقتصاد الروسي بمعدل 1.6 في المائة في العام المنصرم.

ومنذ مدة طويلة تعتمد الولايات المتحدة استخدام عقوبات لإلحاق الضرر باقتصاديات الدول الأخرى، إلا أن هذه العقوبات لم يعد لها تأثير يُذكر. وبحسب تقرير صادر عن “أرتي”، أشار البنك الدولي إلى أن روسيا والبلدان الأخرى المصدّرة للنفط “حافظت على نمو مطرد مدعوم بارتفاع أسعار النفط في عام 2018″.

في روسيا كان النمو مرناً مدعوماً بالاستهلاك الخاص والصادرات، وتوقع البنك حدوث تباطؤ لمدة قصيرة هذا العام ليصبح النمو 1.5 في المئة، بينما يزداد معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي لروسيا إلى 1.8 في المئة في عامي 2020 و2021.

في شهر تشرين الأول، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الروسي لعام 2019 إلى 1.8 في المئة، وقال كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي موريس أوبستفيلد إن التأثير الإيجابي لارتفاع أسعار النفط العالمية على الاقتصاد الروسي قد يفوق التأثير السلبي لعقوبات واشنطن، بحسب الـ”أرتي”.

وفي شهر أيار من العام الماضي، ذكر تقرير لوكالة “بلومبرغ” أن “قوة العقوبات” الأمريكية بلغت حدودها القصوى، ويبدو أن الدول التي تتعرّض لعقوبات الولايات المتحدة خفّضت قيمة الدولار وتعمل على الالتفاف حوله مما يجعل العقوبات المفروضة عاجزة.

وقبل ستة أعوام أثناء التحقيقات مع بنك ستاندارد تشارترد -الذي يتخذ من لندن مقراً له- حول شكوك بأنه انتهك العقوبات الأمريكية ضد إيران، نشرت دائرة الخدمات المالية لولاية نيويورك رسالة إلكترونية من أحد كبار المسؤولين التنفيذيين إلى أحد نظرائه في نيويورك، وجاء فيها: “أيها الأمريكيون.. من أنتم لتقولوا لنا”؟!.

في الواقع، ليست روسيا الدولة الوحيدة التي جعلت العقوبات بلا جدوى، فقد أنشأت الصين مؤسسات إقراض خاصة بها، بالتوازي مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن ودفعت لتدويل اليوان. ومن المرجح أن تعزّز البلاد وجودها في إيران بغض النظر عما يفعله ترامب.

وستتخذ الصين وأوربا القرارات الرئيسيّة للامتثال أو التحدي، يقول جيفري ساشس، أستاذ علوم الاقتصاد في جامعة كولومبيا: “لأسباب تتعلق بالأمن القومي الأساسي بشكل مطلق، ستجد الصين طرقاً حول قبضة القطاع المصرفي الأمريكي”.