صحيفة البعثمحليات

بانتظار المفاعيل!!

على ذمة الحكومة في جلستها “السحرية” يوم الأحد الماضي أن أزمة المشتقات النفطية (غاز ومازوت) في طريقها إلى الانحسار “الظاهر قدرنا أن نبقى في حالة انتظار لأبسط حقوقنا”.
السؤال الذي يطرحه المواطن وهو يسمع هذا الكلام الذي حفظه عن ظهر قلب: أين كانت الحكومة خلال الفترة الماضية التي ذاق فيها الأمرّين وهو يلهث وراء أسطوانة غاز وعشرات اللترات من المازوت تعطي الدفء لبيته في ظل هذه الأجواء الباردة؟!
طالما توجد كل هذه الهمة القوية عند حكومتنا بإبداع الإجراءات والحلول العاجلة لتطويق الأزمات، فلماذا لا نرى هذا الحماس الزائد والقلب الحنون على مدار العام؟!
ثمة حالة من عدم الرضا تسود الشارع السوري، فما حصل من “اختناق” للغاز، وهبوط في “الضغط الشرياني” للمازوت لا مبرر لهما تحت أي ظرف حتى لو كان السبب “إجراءات اقتصادية أحادية الجانب وقسرية من قبل الدول الغربية على سورية” حسب قول الحكومة الذي تتحفنا به بشكل دائم!
نقدّر ذلك بلا شك، ولكن هل استنفذت كل الحلول؟ للأسف هناك نوع من اللامبالاة المستفزة للمواطن تمارس من قبل بعض الجهات المعنية بشؤون خدماته، ونعني بالتحديد وزارات “النفط والتجارة الداخلية وحماية المستهلك ووزارة الداخلية”، فالأولى لم تستطع إبداع حلول تؤمن من خلالها متطلبات المواطن من المشتقات النفطية، والثانية فشلت بتشديد الرقابة على التوزيع، أما الثالثة فنأمل منها تشديد رقابتها إلى الحد الكافي بمكافحة المخالفات التي ترتكب “على عينك يا تاجر”!
هذا الثلاثي الوزاري المطلوب منه الاستنفار على مدار الساعة؛ لأن ضعاف النفوس من تجار الأزمة لديهم الشطارة والمهارة في احتكار المواد وافتعال الأزمات، طالما هناك من يغض البصر!!
بعض الوزارات تركت الأمور الأهم واتجهت لمخالفة باعة الخبز الذين يسدون قوت يومهم من بيع بضع ربطات، هناك من هو جاهز لشرائها ولو بـ 150 ليرة، ونسيت ضبط الأسعار ومخالفة من يغش بالمواد الغذائية القاتلة وغيرها!!
كان الأمل بمجلس الشعب أن يكون ضاغطاً وعوناً للشعب، لكن على ما يبدو أن سياسة الخندق الواحد ما زالت قائمة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية “معاهم معاهم.. عليهم عليهم”.
بالمختصر، الكل بانتظار مفاعيل الجلسة السحرية علّ وعسى تكون الأمور بخير؛ فلم يعد مقبولاً أي حلول ترقيعية تهين كرامة المواطن.!
غسان فطوم
ghassanfattoum@gmail.com