ثقافةصحيفة البعث

تجربة الفنان علي سليمان في ندوة نقدية

أقامت جمعية النقاد والباحثين التشكيليين في اتحاد الفنانين التشكيليين في صالة لؤي كيالي “الرواق العربي” في العفيف الندوة الحوارية لمعرض الفنان علي سليمان الذي شهدته صالة الشعب للفنون الجميلة مؤخرا، وتناولت تجربة سليمان المتنوعة والتي امتدت لسنوات تعود لبداية الثمانينيات من القرن الماضي، حيث قدم الناقد سعد القاسم الفنان سليمان بأنه ابن جيل شغوف بالثقافة والفن وقد كان شاهدا على تلك الفترة ومشاركا للفنان في المرحلة الدراسية الجامعية، منوها لملامح تميز تجربة سليمان وتتصف بالجدية والبحث والثقافة التي يمتلكها، هذه الملامح ميزت الفنان وأدخلته لاحقا المجال الإعلامي لأكثر من عشر سنوات في برنامج الفن والإنسان التلفزيوني وبرامج أخرى تشكيلية، إضافة إلى روحه الحوارية جعلت منه الفنان المثقف والمنفتح على التجارب المحلية والعالمية وخاصة حين دراسته العليا في برلين، حيث التجارب الأكاديمية الجديدة والآفاق المختلفة للفن والثروة المتحفية والثقافية الكبيرة.

ومن جانب آخر تحدث الفنان د. سائد سلوم عن عوالم اللوحة في هذه التجربة وخاصة تلك الأعمال الأخيرة التي يتضح أثر الحرب فيها من خلال مشاغل اللون الأسود والولوج في عوالم من السوداوية والعزوف عن تلك الإشراقات التي كنا نلحظها في أعمال سابقة، لكن يبقى حس المسؤولية والقلق واضحا عند د. سليمان الذي يصر على دور الكتاب والجمال في بناء الإنسان وأهمية اللوحة في دعم مقومات الحياة وجعل الفرح ممكنا وتعزيز الثقة بالمستقبل.

وقدم الفنان علي سليمان عرضا موجزا لبداياته الفنية من مدينة طرابلس اللبنانية قبل انتقاله وأسرته إلى مدينة حمص حيث فنانيها الكبار الذين تعرف عليهم فيما بعد وأسهموا في تقدم خبرته ودفعه للالتحاق بكلية الفنون الجميلة في دمشق، وقد مرت التجربة بمراحل تطورت بتطور الخبرة وتقدمها، لكن الثقافة الصوفية فعلت فعلها في اللوحة وخاصة في مرحلة التنقيطية معترفا أن هناك تجارب عالمية كثيرة في هذا المجال، لكن المختلف هو موضوع اللوحة وكيفية المعالجة بتلك الروحانية القريبة من ثقافة الشرق، كما اعترف برعب الحرب وأهوالها وضرورة تجاوز آثارها، ومهما كانت الخسائر فادحة لابد من الالتفات بعقلية البناء وبناء الإنسان أولا باعتباره قيمة القيم. وتأتي الندوة ضمن أنشطة تستعد جمعية النقاد والباحثين التشكيليين للقيام بها بما يمثل دفعا موازيا للمعارض ورفدا للحيوية التشكيلية التي نشهدها، هذا الحضور من شأنه الدفع بالقيمة على حساب النوع حيث بدأ يطفو على السطح نوع من الأنشطة والحوارات التشكيلية من خلال الندوات التي تتصف بالمجاملات لا أكثر، وتدفع ببعض التجارب المتواضعة إلى المقدمة وإبعاد المواهب الحقيقية وإحباطها.

أكسم طلاع