الصفحة الاولىصحيفة البعث

أدلة على وجود صلة بين أمريكا و”داعش” موسكو: ضرورة القضاء النهائي على الإرهاب وخاصة في إدلب

 

يوماً بعد آخر تتكشف الحقائق حول الارتباط الوثيق بين التنظيمات التكفيرية بمختلف مسمياتها مع الإدارة الأمريكية ونظام رجب طيب أردوغان، حيث  أكدت وزارة الخارجية الروسية امتلاكها أدلة تثبت وجود صلة بين الولايات المتحدة وتنظيم داعش الإرهابي، فيما كشف موقع إخباري سويدي أن مخابرات النظام التركي ساعدت إرهابياً خطيراً وقدمت له التسهيلات للدخول إلى سورية والقيام بجرائم وأعمال إرهابية فيها. في وقت  أكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي أن استفزازات الإرهابيين في إدلب شهدت تصاعداً ملحوظاً في الآونة الأخيرة.
وسط هذه الأجواء، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ضرورة القضاء بشكل نهائي على الإرهاب وخاصة في محافظة إدلب، مشدداً على أهمية الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وعودة مناطق شرق الفرات إلى سلطة الدولة.
وفي التفاصيل، قال لافروف خلال مؤتمره الصحفي السنوي حول حصاد الدبلوماسية الروسية لعام 2018 أمس: إن الإرهابيين المنتشرين في محافظة إدلب وخاصة تنظيم جبهة النصرة يشكلون بؤرة رئيسية للإرهاب في سورية ويواصلون خرق اتفاق المنطقة منزوعة السلاح وقصف مواقع الجيش السوري والقرى والبلدات المجاورة ويحاولون مهاجمة القاعدة الجوية الروسية في حميميم الأمر الذي يتطلب القضاء على الإرهاب. وشدد لافروف على ضرورة الحفاظ على وحدة سورية واستقلالها وسيادتها وسلامة أراضيها وعودة مناطق شرق الفرات إلى سلطة الدولة مجدداً التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تزال تحتل أجزاء في منطقة التنف وهي تتحمل كامل المسؤولية حول مصير المهجرين الموجودين في هذه المنطقة، وأوضح أن الولايات المتحدة تمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى القاطنين في مخيم الركبان، لافتاً إلى أن منظمات الأمم المتحدة تعتزم تنظيم قافلة إنسانية جديدة إلى المنطقة الأمر الذي يتطلب من واشنطن توفير شفافية كاملة لإيصال هذه المساعدات إلى المهجرين وضمان عدم وقوعها بأيدي الإرهابيين الذين تحميهم في منطقة التنف.
وأشار لافروف إلى أن الإرهاب الدولي يخسر الآن في سورية وأن أولوية بلاده هي إنشاء تحالف دولي شامل ضد الإرهاب مؤكداً ضرورة مواصلة العمل على حل الأزمة في سورية وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254.
وفي سياق آخر قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: حصلنا على معلومات تدل على صلة الولايات المتحدة بتنظيم داعش الإرهابي، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية الخاصة سيطرت على سجن بأفغانستان تحتجز فيه حركة طالبان عناصر من إرهابيي داعش لمنع تسريب معلومات عن ممولي التنظيم.
وأضافت الوزارة في بيانها: يجري الحديث عن تصريحات حركة طالبان مؤخراً حول إغارة القوات الخاصة الأمريكية على أحد سجون الحركة في ولاية بادغيس الأفغانية والذي يحتجز فيه إرهابيو داعش المأسورون شمال أفغانستان في آب 2018 وأن كل هؤلاء الأشخاص نقلتهم القوات الخاصة إلى اتجاه غير معلوم، ولفت إلى أنه وفق بعض المعلومات كان يمكن أن يكون بينهم مواطنون روس ومن دول آسيا الوسطى مبيناً أن هذا الاهتمام بتنظيم داعش يسوق إلى فكرة ما إذا كانت الولايات المتحدة قد قامت بهذه الفعالية لمنع تسريب معلومات يمكن أن تكون لدى إرهابيي داعش عن مموليهم الحقيقيين.
وتثبت الوقائع والأحداث أن تنظيم داعش الإرهابي ظهر نتيجة السياسات الأمريكية والأطلسية وهو يشبه ظهور حركة طالبان الفرع الآخر لتنظيم القاعدة في أفغانستان حيث ساهمت الولايات المتحدة بنشأتها أيضاً وكلا التنظيمين تلقى الأموال والأسلحة والتدريب من المصادر الأمريكية والأوروبية الأطلسية.
بالتزامن قال يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي: إن الأوضاع في إدلب تثير المخاوف والقلق وليس الوضع هناك بسيطا، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان الذي يزور روسيا يوم الـ23 من كانون الثاني الحالي. ولفت أوشاكوف إلى أن بوتين وأردوغان سيبحثان الأوضاع الراهنة في منطقة إدلب إضافة إلى تطورات الأوضاع في سورية بما في ذلك إعلان الولايات المتحدة نيتها سحب قواتها من هناك.
في غضون ذلك كشف موقع نورديك مونيتور السويدي بأن المخابرات التركية ساعدت الإرهابي محمد زاكيروفيتش عبد الرحمانوف الملقب بـ “أبو بنات” الذي التحق بالتنظيمات الإرهابية في سورية عام 2012 بعد تسلله عبر الأراضي التركية وتزعم فصيلاً متطرفاً قبل أن ينضم في وقت لاحق إلى تنظيم داعش الإرهابي.
وأشار الموقع إلى أن الإرهابي أبو بنات المدرج ضمن قوائم عقوبات مجلس الأمن الدولي عام 2015 اعترف خلال شهادة له بتعاونه مع المخابرات التركية وأكد تلقيه تمويلاً ودعماً لوجستياً مهما منها تمثل في تقديم الأسلحة والعربات وأجهزة اتصال لاسلكية.
وكانت خارجية النظام التركي رفضت التحقيق باتهام الإرهابي أبو بنات بارتكابه جرائم ضد الإنسانية فيما علق الموقع السويدي على ذلك بالقول: إن الدافع وراء هذا الرفض خوف النظام التركي من كشف معلومات سرية حول تورط أردوغان وجهاز استخباراته الذي تعاون مع أشخاص بغيضة مثله لسنوات.
وفي بيروت، أكد نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فشل وهزيمة المشروع الأمريكي في سورية، ولفت إلى أن جولة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في المنطقة جاءت للتغطية على هذه الهزيمة ورفع معنويات حلفاء واشنطن المحبطين. وأكد قاسم أن مصلحة لبنان هي عدم الانسياق وراء المخططات الأمريكية الإسرائيلية الفاشلة التي خربت المنطقة مشيراً إلى هذه المنطقة ستبقى تعاني من الأزمات المتتالية ما دام كيان الاحتلال الصهيوني موجودا.
وتوجه قاسم إلى الدول الساعية للتطبيع مع هذه الكيان بالقول: اعلموا أن سلوككم هذا سيخرب بلدانكم لأن “إسرائيل” تحاول أن تأخذكم إلى خيارات لا تنسجم مع منطق شعوبكم.