أخبارصحيفة البعث

مخيم الركبان.. الناجون من البرد يموتون جوعاً السفير آلا: واشنطن تمنع إيصال المساعدات الإنسانية لقاطنيه

 

حذّر مسؤولو الأمم المتحدة من خطورة الأوضاع السيئة في مخيم الركبان، فيما أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير حسام الدين آلا أن الحكومة السورية هي الأحرص على حياة مواطنيها وهي مستمرة بالقيام بإجراءات لحمايتهم من جرائم التنظيمات الإرهابية وعلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها في جميع المناطق ومنع وقوعها بأيدي الإرهابيين.
وقال السفير آلا خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان في جنيف أمس حول حقوق الطفل في سورية: إن الدولة السورية وحرصاً منها على ضمان أمن وسلامة مواطنيها افتتحت ممرات آمنة لخروج المدنيين الذين كانت المجموعات الإرهابية تتخذهم دروعاً بشرية في مناطق انتشارها وأمنت لهم الإقامة في مراكز إقامة مؤقتة ووفرت لهم الاحتياجات الأساسية بالتعاون بين وزارات الدولة والجمعيات الأهلية.
وأوضح السفير آلا أن الأطفال كانوا على الدوام بين الفئات التي منحت الأولوية في تلك الحالات إلى جانب النساء والمسنين وتم توفير مساحات للأطفال في مراكز الإقامة المؤقتة للمساهمة في تجاوز محنتهم النفسية بعد معاناتهم في مناطق وجود المجموعات الإرهابية، لافتاً إلى أن ذلك حصل خلال تحرير الأحياء الشرقية في حلب نهاية عام 2016 وغداة عمليات تحرير الغوطة الشرقية والمنطقة الجنوبية خلال العام الماضي.
وبين السفير آلا أن الحكومة السورية قدمت 57 رسالة مكتوبة إلى مجلس الأمن الدولي رداً على تقارير أصدرتها بعض الأطراف الأممية استناداً إلى أرقام لدينا تحفظات بشأن المنهجية المتبعة في الحصول عليها وإلى مصادر غير محايدة ومنهجية تشوبها العيوب والنواقص كما أجابت عن العديد من التساؤلات التي وردت في تقارير الممثلة الخاصة للأمين العام المعنية بالأطفال في النزاعات المسلحة وطلبت منها معلومات محددة بشأن بعض الادعاءات التي وردت في تقاريرها ولم تزودنا بتلك المعلومات حتى الآن.
وقال السفير آلا: إن التقارير حول حالة حقوق الطفل في سورية تجاهلت القصف الجوي شبه اليومي لطيران “التحالف الدولي” غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة والذي يتسبب يوميا بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين ومن بينهم الأطفال كما تجاهلت ضحايا عدوان النظام التركي والمجموعات الإرهابية التي يدعمها بحق المدنيين في شمال سورية.
وأشار السفير آلا إلى أن الوضع في مخيم الركبان يقدم نموذجاً آخر للمعاناة الإنسانية، حيث تتسلط المجموعات الإرهابية، المدعومة من الولايات المتحدة، على المدنيين داخل المخيم، فيما تمنع الولايات المتحدة، التي تحتل المنطقة المحيطة بالمخيم، إيصال المساعدات الإنسانية لقاطنيه وتمنع عودتهم إلى مناطقهم، التي أعاد الجيش العربي السوري الأمن والاستقرار إليها.
يأتي ذلك فيما حذّر مسؤولو الأمم المتحدة من خطورة الأوضاع السيئة في مخيم الركبان، حيث أصبحت الأوضاع لا تطاق.
وصدرت التحذيرات بعد وفاة ثمانية أطفال على الأقل بسبب البرد القارس ونقص الرعاية الطبية، حيث كرّر المتحدث باسم برنامج الأغذية العالمي إرفيه فيروسيل في جنيف، تحذير منظمة اليونيسف، الذي قالت فيه: إن الرضع لا يقوون على تحمل ظروف الشتاء القاسية، وأضاف: “الأمم المتحدة ما زالت تشعر بقلق بالغ إزاء الظروف السيئة لأكثر من 40 ألف شخص يقيمون في موقع الركبان، والغالبية من النساء والأطفال، الذين ظلوا في الموقع لأكثر من عامين في ظروف قاسية مع محدودية إمكانية الحصول على المساعدة الإنسانية والرعاية الطبية وغيرها من الخدمات الأساسية”.
وكانت آخر قافلة مساعدات إنسانية قد وصلت إلى المخيم في شهر تشرين الثاني الماضي، وعاد منها العاملون في المجال الإنساني مصدومين مما رأوه على الأرض، حسبما قال منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارك لوكوك في إحاطة لمجلس الأمن مؤخراً.
وكانت سيدة سورية نازحة أقدمت على حرق نفسها وأطفالها الثلاثة في حادث مرعب بمخيم الركبان بسبب عدم تمكنها من تأمين الطعام لعائلتها عدة أيام.