ثقافةصحيفة البعث

ميادة الحناوي في أمسية موسيقا الزمن الجميل

 

حضرت المطربة ميادة الحناوي في أحد المحاور التي تطرق إليها الباحث وضاح رجب باشا في أمسية موسيقا الزمن الجميل في المركز الثقافي العربي-أبو رمانة- وقد اختزل مسيرتها الفنية التي تعرضت لتغييرات والتي انطلقت من إيمانها بمقولة القائد الخالد حافظ الأسد لها”من لايحقق الشهرة في بلده يفشل” كما ذكر الباحث باشا، فإلى دمشق كانت تصلها ألحان كبار الملحنين العرب وتسجل باليونان بمرافقة المنتج محسن جابر، ومن ثم لُقبت بمطربة الجيل.
بدأ الباحث باشا من معرفته الشخصية بميادة الحناوي وأختها فاتن منذ عام 1970 أثناء مشاركته بحفل غنائي في حلب لطلاب مدرسة التجهيز للبنين ومدرسة معاوية للبنات واستمع إلى غنائهما لأم كلثوم.
وتتالت السنوات والتقت ميادة بالموسيقار عبد الوهاب في بلودان، ليصل الباحث إلى إقامتها في مصر تأليف عبد الوهاب بعض الألحان لها وتقديمها كصوت جديد لكبار الشعراء والشخصيات الفنية، إلى أن تعرضت لمؤامرة وقرار مغادرتها مصر، وبرأي باشا أن المؤامرة كانت ضد الصوت السوري لاسيما أن هناك أصواتاً سورية حققت الشهرة الكبيرة في مصر.
وكانت رائعة”أنا بعشقك” كلمات وألحان بليغ حمدي البداية الفعلية التي أطلقت صوت ميادة الحناوي إلى العالم العربي، فتوقف الباحث باشا عند مرحلة التعاون الفني طيلة سنوات بين بليغ حمدي وميادة لاسيما أنه كان مقيماً في دمشق لتقدم معه أجمل أغنياتها”الحب اللي كان، أنا أعمل إيه، وسيدي أنا” وربما كانت المرحلة الذهبية في مسيرتها الفنية، فأثار باشا الحاضرين بعرض مقاطع فيديو من حفلة جمعت بين الحناوي بأغنية أنا بعشقك وكاظم الساهر بأغنية زيديني عشقاً، وبين فيديو آخر بعرض مقطع من حفل خاص للحناوي ليّبين الأداء الإفرادي الأقوى للحناوي في حفلها الخاص والتعديل اللحني الأجمل الذي عدّله بليغ حمدي على اللحن.
وأثناء تعاونها مع بليغ تعاونت أيضاً مع رياض السنباطي الذي قال”يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم أن أنهيها مع ميادة الحناوي” بتلحين قصيدة أشواق غنتها بقيادة المايسترو أمين الخياط فرقة الفجر وبإشراف بليغ حمدي، كما لحن لها رائعة ساعة زمن.
ومما أثاره الباحث باشا في الأمسية عرض تسجيل نادر لعزف محمد عبد الوهاب أغنية في يوم وليلة بصوت ميادة الحناوي، ثم بعرض تسجيل للأغنية بصوت وردة، ليحلل ماهية الصوت وجمالية العُرب الصوتية للحناوي المتسمة بالرقة والحنية والعذوبة، ويرى بأنه رغم قوة صوت وردة ومساحته الواسعة إلا أن في يوم وليلة بصوت الحناوي كانت الأجمل. ويعود السبب بسحب عبد الوهاب اللحن من الحناوي لغضبه منها لتعاونها مع الملحن محمد الموجي.
كما أعجب الحاضرون من محبيها بالتسجيل الذي عرضه باشا لغناء الحناوي رباعيات الخيام لأم كلثوم، وكما يرى الباحث باشا فإن كبار مطربات العالم العربي قدمن أغنيات أم كلثوم، وبرأيه أن الحناوي بعذوبة صوتها استحضرت شخصية أم كلثوم وعظمتها بجمالية مطلقة.
وتغيّر المسار الفني للحناوي بعد وفاة بليغ حمدي إذ تعاونت مع الملحنين الشباب مثل صلاح الشرنوبي ب”أنا مخلصة لك، ومهما يحاولوا يطفوا الشمس” ومع سامي الحفناوي بألبومها “غيرت حياتي” إذ واكبت روح العصر بالأغنية الطربية القصيرة وبالفيديو كليب دون أن تفقد الطربية كما ذكر الباحث، لينتقل إلى تعاونها أيضاً مع الكبار مثل عمار الشريعي في “متغربنيش” ومع خالد الأمير بألبوم”أنا مغرمة بيك” وتابعت حفلاتها بالوطن العربي وشاركت في مهرجان قرطاج عام 2005.
وانتقل الباحث إلى المرحلة الأخيرة واقتصار الحناوي على الأغنيات الوطنية مثل أغنية”ياشام” وأغنيتها للبنان “بيروت يا عروس الشرق” كلمات نبيل طعمة وألحان خالد حيدر، وشاركت بأوبريت يسلم ترابك ياشام.
ونوّه الباحث باشا إلى عام 2015 وأغنياتها الجديدة “عيني” و”روح بس تعالى”، إلا أنهما لم تحققا الانتشار الواسع.
ثم توقف الباحث عند تسجيل الحناوي بتقنية التراكات الموسيقية بتسجيل كل جزء على حدة أي كل آلة على حدة ثم يسجل المغني وحده ثم مهندس الصوت يجمع التراكات بتوليفة، ويرى الباحث بأن هذه التقنية تفقد روح التناغم والانسجام بين المغني والفرقة مستحضراً صورة غناء أم كلثوم مع فرقتها والخيوط الخفية بينها وبين القصبجي وبين العازفين، ليخلص إلى أنها آخر عمالقة موسيقا الزمن الجميل.
ملده شويكاني