الصفحة الاولىصحيفة البعث

تظاهرة حاشدة في بيروت تنديداً بسياسات الإفقار

 

في إشارة إلى أن عقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية في بيروت لا يمكنه إعطاء الحكومة اللبنانية الحالية براءة ذمة إزاء الأوضاع السيئة التي يعيشها الشعب اللبناني، حيث عجزت هذه الحكومة طوال السنوات الماضية عن تجنيبه الكوارث الاقتصادية والاجتماعية، خرجت في العاصمة اللبنانية أمس تظاهرة شعبية حاشدة تحت شعار “كلنا إلى الشارع”، وذلك احتجاجاً على سوء الأوضاع المعيشية وتنديداً بما سمّاه المنظمون “سياسات الإفقار وهدر المال العام والفساد”.
التظاهرة التي نظمها الحزب الشيوعي اللبناني والتنظيم الشعبي الناصري وتنظيمات يسارية ومدنية ونقابية أخرى، جاءت تزامناً مع عقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، وطالب المتظاهرون من خلالها السلطة بتحمّل تداعيات سياساتها المالية والاقتصادية.
وعلى الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة والتمنيات بتأجيل التظاهرة بسبب انعقاد القمة، إلا أن المتظاهرين أبلغوا السلطات اللبنانية عدم تراجعهم عن الاحتجاج على السياسات المالية والضريبية، واستجابوا لتغيير خط سير التظاهرة، وعدم اختراق الإجراءات الأمنية، واختاروا مبنى الواردات التابع لوزارة المال كنقطة تجمّع في نهاية التظاهرة.
وخلف شعار “كلُّنا إلى الشارعِ” و”رفضاً لسياسات النهب والاستئثار والإقصاء”، و”من أجل الإنقاذ في مواجهة الانهيار”، سار آلاف المحتجين في شوارع العاصمة اللبنانية، رافعين رايات الأحزاب المنظّمة وغيرها، ومردّدين هتافاتهم ضد “السياسات المالية والضريبية التي تنتهجها الحكومة اللبنانية”.
وكشف الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني حنا غريب أن التحرّكات ستتدحرج ولن تتوقّف، وأشار إلى “تنظيم تظاهرات في الفترة المقبلة”، وأضاف: إن “الجهد ينصبّ على تشكيل كتلة شعبية موثوقة في وجه هذه السلطة العاجزة التي تسبّبت بإفقار الشعب اللبناني”.
أمّا عن أهداف التظاهرة، فأشار إلى أنّه “كانت هناك مبادرة من الحزب الشيوعي الذي رفع شعاراً إلى الشارع للإنقاذ في مواجهة الانهيار، ومن ثمّ انضمت تنظيمات أخرى إلى التحركات وفي مقدمها التنظيم الشعبي الناصري والنقابات والشخصيات السياسية ومنظمات مدنية فضلاً عن إعلاميين وفنانين، وبات التحرك ككرة الثلج من أجل إنقاذ البلاد من تلك السياسات المالية، ولكن الأهم من ذلك كله أنه سنظل في مواجهة تلك السياسات، ولن نسمح لهم بإجبار اللبنانيين على تحمّل تبعات سياسات خاطئة، وأن الأموال التي يبحثون عنها موجودة لدى حيتان المال، وليست لدى الطبقات الفقيرة”.
بدوره أكد الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد أن التظاهرة تأتي ضمن سلسلة تحرّكات بدأت أواخر العام الفائت، وستستمر حتى تحقيق المطالب، ورفع الظلم عن الفئات الشعبية، وأكد أن “هذا التحركَ يأتي لمواجهة الأزمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، الناتجة من سياسات طائفية ومذهبية”.
وفي سياق متصل لفت إلى أن “الأنظمة العربية لا تريد أن تبني اقتصاداً عربياً حقيقياً، وأن الاقتصاد العربي هو اقتصادي ريعي مبنيّ على الاحتكارات والتبعية”.
بدوره أكد عضو قيادة تجمع اللجان والروابط الشعبية هاني سليمان، تعليقاً على القمة الاقتصادية، أن “آلام الناس سابقة لكل القمم والمؤتمرات”.
من جهتها أوضحت النائب بولا يعقوبيان أنه “عندما تعقد القمم في كل دول العالم، الشعب يتظاهر، وهذا حق ديمقراطي، وصورة حضارية بأن الشعب اللبناني حر ومناضل، ويعرف حقوقه”.
وفي ختام تحرّكهم أكد المتظاهرون رفضهم لأيّ ضريبة تطول الفقراء، ودعوا إلى “تصحيح ضريبة الدخل لتصبح تصاعدية، وفرض ضريبة تصاعدية على فوائد القطاعات المصرفية، وفرض ضريبة غير قابلة للتهرب على الأرباح العقارية، وتحويل العائدات لدعم الإسكان، وفرض ضريبة على المعتدين على الأملاك العامة”، وجدّدوا رفضهم المساس بالتقدميات الاجتماعية، داعين إلى “اعتماد سلّم متحرّك للأجور والتغطية الصحية الشاملة والحق بالتعليم وجودته”.
وتابع بيان للمتظاهرين: “لنا حقوق سنعمل على استرجاعها معاً، لكي يكون لنا ولأهلنا ولأولادنا مكونات العيش الكريم في بلدهم، من صحة وتعليم ونقل عام وبيئة سليمة وحريات فردية وعامة، ولكي يبقى لشبابنا بصيص أمل وفرصة عمل كريمة في وطنهم وبين ذويهم”.
وخلال افتتاح القمة الاقتصادية العربية في بيروت، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن “أول تحدٍّ يواجهنا اليوم هو أن نجعل من كل الأحداث المؤلمة التي أصابتنا حافزاً للعمل معاً على الخروج من الدوامة المفرغة لسلسلة الحروب التي مرت بها المنطقة وتداعياتها والمضي بمسيرة النهوض نحو مستقبل أفضل لشعوبنا”، ولفت إلى أن معالجة جذور هذه الأزمات داخلياً تتم من خلال السعي إلى القضاء على الفقر، الذي يولّد عدم المساواة والحروب والإرهاب، وكذلك محاربة الفساد والقيام بإصلاحات ضرورية على كل الصعد، وتأمين استقرار التشريع وعدالة القضاء لتوفير عامل الثقة للاستثمارات، موضحاً أن معالجة جذور تلك الأزمات إقليمياً تتم من خلال عمل مشترك يقوم على بناء الإنسان العربي، وحفظ حقوق المرأة، وإبراز دورها الأساسي في مجتمعاتنا، وحماية الطفولة، وتثقيف الشباب، وتحصينهم علمياً، والتشجيع على معرفة الآخر.
ودعا عون إلى اعتماد استراتيجية إعادة الإعمار في سبيل التنمية، مطالباً بوضع آليات فعّالة تتماشى مع هذه التحديات ومع متطلبات إعادة الإعمار، وفي مقدمتها تأسيس مصرف عربي لإعادة الإعمار والتنمية يتولى مساعدة جميع الدول والشعوب العربية المتضررة على تجاوز محنها، ويسهم بنموها الاقتصادي المستدام ورفاه شعوبها وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أمنياً، فكّكت وحدات من الجيش اللبناني قنبلتين يدويتين عثر عليهما داخل كيس في منطقة الشاحنات الخاصة بمنطقة المصنع شرق لبنان، وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام بأن خبيراً عسكرياً في الجيش اللبناني فكّك القنبلتين في المصنع، وقام بنقلهما إلى أحد المراكز العسكرية بعد تطويق المنطقة ومنع الاقتراب منها.
وأوضح رئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين أن القنبلتين اللتين عثر عليهما داخل كيس مع بطارية وأسلاك عند مفترق المصنع مجدل عنجر غير معدّتين للتفجير.