الصفحة الاولىصحيفة البعث

الأسرى يطلقون “معركة الحرية والكرامة” في وجه القمع الإسرائيلي

 

احتجاجاً على اعتداءات قوات الاحتلال وانتهاكاتها المستمرة بحقهم، وخاصة الهجمة الوحشية، أول أمس، على الأسرى في معتقل “عوفر”، أطلق الأسرى الفلسطينيون في معتقلات الاحتلال “معركة الحرية والكرامة”، وبدؤوا إضراباً مفتوحاً عن الطعام، وأعلن الأسرى في بيان “أن سلطات الاحتلال أعلنت الحرب على الأسرى في معتقلاتها”، داعياً الشعب الفلسطيني إلى أن ينتفض لوقف حملة القمع الإسرائيلية التي تهدد حياة المعتقلين الفلسطينيين، وطالب المؤسسات الدولية بتحمّل مسؤولياتها لتوفير الحماية الدولية للأسرى، وإلزام سلطات الاحتلال بوقف انتهاكاتها للقوانين الدولية، ومحاسبتها على جرائمها.
وأفاد نادي الأسير الفلسطيني في بيان بأن الأسرى أعلنوا الإضراب في معتقلات الاحتلال كافة احتجاجاً على الهجمة الوحشية لقوات الاحتلال على الأسرى في معتقل عوفر.
وكانت قوات الاحتلال اقتحمت معتقل عوفر المقام على أراضي الفلسطينيين غرب رام الله في الضفة الغربية، ويحتجز فيه نحو 1200 أسير فلسطيني، وأطلقت قنابل الغاز السام والرصاص المعدني المغلف بالمطاط والقنابل الصوتية، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 أسير فلسطيني واحتراق ثلاث غرف للأسرى بالكامل.
في سياق متصل، طالبت الحكومة الفلسطينية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه معاناة الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال، وأدان المتحدّث باسم الحكومة الفلسطينية يوسف المحمود اعتداء قوات الاحتلال الوحشي على الأسرى الفلسطينيين في معتقل عوفر، وأكد أن الأسرى في معتقلات الاحتلال هم رموز الدفاع عن الكرامة والنضال النبيل في سبيل حرية الإنسان في كل مكان، والمساس بهم هو مساس بالإنسانية جمعاء، مطالباً المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه الأسرى ومحاسبة سلطات الاحتلال على جرائمها وانتهاكاتها لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.
كما أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاعتداء الوحشي وعمليات القمع والتنكيل التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين في معتقلاتها، مؤكدةً أن تقاعس المجتمع الدولي عن توفير الحماية الدولية للأسرى يشجّع الاحتلال على التمادي في جرائمه، وأوضحت أن التصعيد الإسرائيلي الهمجي ضد الأسرى الفلسطينيين في معتقل عوفر يشكّل جزءاً من حرب الاحتلال المفتوحة على الشعب الفلسطيني، سواء أكان أبناؤه داخل معتقلات وأقبية الاحتلال أم في أماكن سكناهم، التي حوّلها بفعل الاستيطان والحواجز العسكرية إلى سجون كبيرة، وشدّدت على أن تقاعس المجتمع الدولي والمنظمات الأممية ذات الصلة عن القيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الأسرى الفلسطينيين ومعاناتهم يشجع سلطات الاحتلال على التمادي في انتهاكاتها لحقوقهم وللقوانين الدولية واتفاقيات جنيف، مطالبةً بالتحرّك السريع لوقف جرائم الاحتلال بحقهم.
ميدانياً، استشهد شاب فلسطيني وأصيب اثنان آخران جراء قصف مدفعي لقوات الاحتلال على قطاع غزة، وقالت مصادر طبية: “إن مدفعية الاحتلال قصفت مخيم البريج وسط قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد الشاب محمود العبد النباهين “24 عاماً” وإصابة اثنين آخرين جروح أحدهما خطرة.
يأتي ذلك فيما أصيب عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال بلدة سبسطية شمال نابلس بالضفة الغربية، وقال رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: “إن قوات الاحتلال اقتحمت الموقع الأثري في بلدة سبسطية، وأطلقت قنابل الغاز السام صوب الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق”.
إلى ذلك، اقتحم مستوطنون إسرائيليون في منطقة واد أبو الريش القريبة من خربة صافا شمال بيت أمر شمال مدينة الخليل بالضفة الغربية، واعتدوا على أراضي الفلسطينيين شمال البلدة، وقطعوا مئات أشجار الزيتون، فيما قصفت مدفعية الاحتلال موقعاً فلسطينياً شرق بيت حانون شمال قطاع غزة، ولحقت أضرار مادية بالمكان، في وقت أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي باتجاه المزارعين الفلسطينيين في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة المحاصر، واستهدفت بحرية الاحتلال بنيران أسلحتها الرشاشة مراكب الصيادين الفلسطينيين في البحر قبالة السودانية شمال القطاع دون أن يبلّغ عن إصابات.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدن نابلس والخليل وبلدات تقوع وبيت فجار جنوب بيت لحم وأبو ديس وسلوان في القدس المحتلة، واعتقلت سبعة فلسطينيين بينهم طفلان.
واقتحمت قوات الاحتلال بلدة حوسان غرب بيت لحم، وداهمت منزل عائلة الأسير جمال جبر حمامره، وخرّبت محتوياته، وهدّدت العائلة بتحويل حياتهم إلى جحيم إذا استمر جمال في مقاومة سلطات الاحتلال في معتقل عوفر.
وفي القدس المحتلة، شارك مئات الفلسطينيين في وقفة تضامنية مع حراس المسجد الأقصى المبارك الذين يتعرّضون للاعتقال والإبعاد عن المسجد من قبل سلطات الاحتلال، وأكد الحراس المبعدون في بيان لهم أن السياسة الاستفزازية لقوات الاحتلال في المسجد المبارك هي محاولة لفرض الأمر الواقع وتهويده، موضحين أن أي اعتراض على هذه السياسة من قبل الحراس يؤدي إلى استهدافهم وإبعادهم عن المسجد تحت ذرائع واهية.
بدوره، أوضح مدير نادي الأسير في القدس المحتلة ناصر قوس أن سلطات الاحتلال أبعدت في عام 2018 نحو مئة فلسطيني عن المسجد الأقصى بينهم حراس في المسجد، مؤكداً أن الهدف من هذه الوقفة أمام الأقصى إرسال رسالة للعالم أجمع حول الظلم الذي يقع على العاملين في المسجد الأقصى وعلى المصلين الفلسطينيين من سلطات الاحتلال.
من جهته، أكد عضو لجنة حركة فتح إقليم القدس عوض السلايمة أن حراس المسجد والعاملين فيه سيدافعون عن الأقصى المبارك وقرارات الإبعاد لن تثني حراس المسجد عن القيام بواجبهم نحوه.
وتصعّد قوات الاحتلال والمستوطنون من اعتداءاتهم واقتحاماتهم الاستفزازية اليومية للمسجد الأقصى واعتقال وإبعاد حراسه في محاولة لفرض أمر واقع بخصوص تهويد الحرم القدسي والسيطرة عليه.