الصفحة الاولىصحيفة البعث

موقفنا ثابت وراسخ تجاه سورية بوتين: وقف القتال لن يكون على حساب مكافحة الإرهاب

في نهاية سلسلة من التأويلات والاستطرادات الكثيرة التي سبقت لقاءه مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جملة نقاط، كان أبرزها موقف بلاده الثابت والراسخ تجاه الأزمة في سورية، مشدداً خلال مؤتمر صحفي مع أردوغان في موسكو على ضرورة العمل وفق القرار الأممي 2254 وعلى أساس احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية، وأضاف بوتين: إن عملية مكافحة الإرهاب في سورية مستمرة، والحفاظ على اتفاق وقف العمليات القتالية يجب ألا يكون على حساب محاربة الإرهاب، وأشار إلى أن انسحاب القوات الأمريكية من سورية سيكون خطوة إيجابية لتحقيق الاستقرار فيها إذا حدث ذلك بالفعل، لافتاً إلى أن وجود هذه القوات في سورية غير شرعي لأنه لم يتم بطلب من حكومتها.

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أكد أن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي، وجاء لعرقلة عملية محاربة التنظيمات الإرهابية.

وقال ريابكوف في مقابلة مع مجلة ميجدونارودنايا جيزن الروسية: هم متواجدون هناك بشكل غير قانوني، وليس لديهم إذن من الحكومة السورية، ولا يوجد قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن، مضيفاً: لقد جاؤوا إلى هناك ليصعبوا حل مشكلة تحرير الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تزعم أنها تحارب الإرهاب في سورية، لكن هدفها الحقيقي خلق ظروف من شأنها عرقلة جهود الحكومة السورية في القضاء على الإرهابيين.

وكشفت تقارير إعلامية كثيرة ومسؤولون أمنيون أمريكيون أن واشنطن عملت على خلق تنظيمات إرهابية مسلحة في سورية، وتعمل على دعمها بالمال والسلاح.

من جهتها أعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق الشديد إزاء الوضع المتدهور في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب، مؤكدة ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي أمس: إن الوضع في إدلب يثير لدينا قلقاً بالغاً وإن الحال في هذه المنطقة الوحيدة لتخفيف التصعيد يتدهور بسرعة كبيرة، مشيرة إلى سيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على المنطقة إثر انسحاب المجموعات الإرهابية الأخرى منها.

وأشارت زاخاروفا إلى الاعتداءات الإرهابية في تلك المنطقة، حيث تم تسجيل أكثر من ألف حالة انتهاك، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص، لافتة إلى أن هذه الاستفزازات المستمرة تشكّل تهديداً للمدنيين والجنود السوريين والقاعدة الجوية الروسية في حميميم.

من جهة ثانية اعتبرت زاخاروفا أن الولايات المتحدة لا تتخذ تدابير محددة لسحب قواتها من سورية، وقالت: لا زلنا لا نشاهد بعد اتخاذ أي إجراءات محددة لتنفيذ هذا القرار، مشيرة إلى أن الأمر الرئيسي في الظروف الحالية هو عدم السماح بتفاقم وتصعيد التوتر في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية، وقالت: من الواضح أن الوحدات الأمريكية التي تعمل بشكل غير قانوني في سورية وكذلك حلفاؤها فيما يسمى بائتلاف محاربة “داعش” لم تتمكن من أن تمنع تنقل الإرهابيين المحاصرين في شرق سورية ووصولهم إلى أجزاء أخرى من البلاد.

إلى ذلك أكدت زاخاروفا ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية، وقالت: نحن لا نغيّر موقفنا من هذه المسألة، وهو قائم على مبادئ القانون الدولي، وممارسات توجيه الضربات العسكرية التعسفية على أراضي دول ذات سيادة يجب أن تتوقف.

وفي طهران، جدد النائب الأول للرئيس الإيراني اسحاق جهانغيري وقوف بلاده إلى جانب سورية في مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، ونوّه جهانغيري خلال لقائه سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود بالانتصارات التي حققتها سورية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، مؤكداً أن إيران ستبقى إلى جانب سورية حتى تحقيق النصر النهائي على الإرهاب وأن القطاع الخاص الإيراني سيسهم في مرحلة إعادة الإعمار في سورية.

ولفت جهانغيري إلى أن اجتماعات اللجنة العليا المشتركة التي ستعقد قريباً في دمشق ستتم في وقت وصلت فيه العلاقات الثنائية إلى مستوى عالٍ جداً، معرباً عن ثقته بأنها ستسهم في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية وزيادة التبادل التجاري بين البلدين.

من جانبه شدد السفير محمود على الإرادة الثابتة في سورية لجهة تعزيز العلاقات الاستراتيجية مع جمهورية إيران الإسلامية، والتوجه نحو تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين، مشيراً إلى أن نصر سورية على الإرهاب هو نصر مشترك للبلدين والحلفاء في دحر الإرهاب من سورية والمنطقة، مثمناً دعم إيران للشعب السوري في القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى كامل ربوع سورية، ومؤكداً أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي، ومواجهة الإجراءات الاقتصادية القسرية الجائرة التي تستهدف البلدين.