رياضةصحيفة البعث

بعد الصافرة حلول غائبة

من الواضح أن رياضتنا غابت عنها الحلول المطلوبة والضرورية بكل الألعاب، وملاحظتنا هذه استقيناها من مشاركاتنا الخارجية في السنوات الماضية الأخيرة، ومن غياب ألعاب عديدة عن النشاطات المحلية.

فخارجياً شهدت مشاركاتنا الرسمية تراجعاً كبيراً في النتائج ، بدءاً من صفر ميدالية في الاولمبياد الأخير، إلى الخروج المعيب لمنتخب كرة القدم، وداخلياً العديد من الألعاب الرياضية غابت عن ساحة النشاطات المحلية والخارجية، فلم نعد نسمع عن كرة اليد شيئاً، وغابت الكرة الطائرة كلياً، والكلام نفسه ينطبق على المصارعة، والجودو، وغيرهما، حتى البطولات التي أقيمت كانت غير ملبية لأنها صارت لفئة معينة، وأهملت باقي الفئات، فإذا أقيمت بطولة على مستوى الناشئين (مثلاً)، غابت بطولات الشباب والرجال، ودوماً كانت الأعذار موجودة، والحلول المطلوبة غائبة!.

خلاصة القول: إن ألعابنا الرياضية هي التي دفعت الثمن غالياً، وغابت الحنكة والحكمة عن القرار، فضاعت ألعابنا، وسجلت مشاركاتنا الخارجية أسوأ النتائج، لذلك نتساءل: أين الحلول التي أسعفت بها رياضتنا؟!.

وعندما نستعرض شريط ذكريات السنوات القليلة الماضية لا نجد إلا الألم يعتصر قلب الرياضة بكل ألعابها ومؤسساتها، وللأسف تنتهك من قبل من هم مؤتمنون عليها، فأضحت رياضتنا في الحضيض على مرأى ومسمع القريب والبعيد، ولا أحد يهتم لتراجعها، ولا أحد يتدخل لوقف تدهورها، وبات هؤلاء يتنافسون فيما بينهم على اقتسام الغنائم الرياضية، والفوائد الرياضية، فصار الطفيليون أصحاب القرار، والمتسلّطون أصحاب النفع، وضاعت الرياضة في زحمة هذا التنافس غير الشريف، فسقطت الأخلاق الرياضية، وتهاوت الصروح الرياضية، وعم الفساد كل مفاصلها، حتى قال الشرفاء: وداعاً للرياضة!.

ماذا يمكننا أن ننتظر من هذا المشهد المؤسف؟ وماذا نأمل بعد كل ما حدث من خرق واختراق وفساد؟.

ننتظر قراراً شجاعاً يعيد الرياضة إلى جادة الصواب، ويعيد الرياضيين إلى مواقعهم التي يستحقونها، ويبعد المفسدين الذين عاثوا في الرياضة فساداً وتخريباً.

هذه هي أمنياتنا لمستقبل الرياضة، وننتظر فجره الذي يأذن بولادة رياضة نظيفة شريفة تحقق الأهداف الرياضية بنبلها وقدسيتها، وترفع علم الوطن الغالي في كل المحافل الرياضية عربياً ودولياً.

المهم أن نبقي على بصيص التفاؤل الذي نملكه، وعلى الضوء الخافت الذي نستمد منه قوتنا، وأن نؤمن معه أن تغييراً سيطال الرياضة بكل مفاصلها ومؤسساتها، لأنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح.

محمد عمران