صحيفة البعثمحليات

بناء متحف جديد ومجمع ثقافي.. والأعمال تبحث عن الدعم والتمويل

طرطوس – رشا سليمان

عملت دائرة الآثار والمتاحف في طرطوس خلال العام الماضي لحماية التراث الثقافي الثابت والمنقول وحفظه وتسجيله، واستكشاف المواقع الأثرية ومراقبتها لصيانتها وإدارتها، واقتراح إنشاء المتاحف والقيام بالتنقيبات ودراسة المواقع والمكتشفات ونشرها، إضافة إلى حماية الآثار من التنقيب السري ومنع الاتجار بها أو تهريبها وملاحقة الجرائم الواقعة على الآثار، وقامت الدائرة بمتابعة العمل في جميع المواقع الأثرية الواقعة ضمن الحدود الإدارية للمحافظة والمؤلفة من أكثر من /480/ موقعاًَ ومعلماً أثرياً، القلاع والتلال إضافة للمدن القديمة والمباني الأثرية التاريخية، منها المواقع المسجلة أثرياً، ومنها مواقع بصدد التسجيل، لكن جميع هذه المباني والمواقع تقع ضمن الحراسة الثابتة أو الجوالة حسب الكوادر البشرية المتوفرة لدى الدائرة، بالإضافة إلى استمرار عمل البعثة الأثرية السورية والهنغارية المشتركة في قلعة المرقب ( دراسة وتوثيق) خلال موسمي الربيع والصيف لهذا العام بحسب م. فواز أحمد رئيس الدائرة، وتم الاستمرار في الكشف عن معالم الكنيسية الخارجية في السفح الجنوبي الغربي للقلعة، وتوثيق عدد من المباني الأساسية في القلعة باستخدام تقنيات وبرامج هندسية حدثية، ويأتي عمل البعثة حالياً استكمالاً لأعمالها في المواسم السابقة ( دراسة، توثيق، تنقيب ) والتي بدأت لأول مرة في قلعة المرقب لعام 2007 م.

ولفت أحمد إلى أنه في مجال أعمال الترميم والصيانة، تم رصد اعتمادات مالية من الموازنة المستقلة في المحافظة لزوم تنفيذ أعمال مشروع ترميم السور الأثري في صافيتا، و تقديم وإعداد دراسة تدعيمية لبرج صافيتا، وصيانة مانعات الصواعق للبرج، وتنظيم طريق خدمي لزوم قلعة الكهف، ويتم حالياً التنسيق مع الجهات المعنية لزوم التنفيذ، بالإضافة إلى تنفيذ سيناريو عرض متحف جديد، وتنفيذ أعمال صيانة بسيطة ضمن قلعة أرواد بتمويل من المديرية العامة للآثار والمتاحف، و يتم حالياً العمل مع المديرية لتأمين الاعتماد المالي اللازم وفق الإمكانيات المتاحة لتنفيذ عدة مشاريع ترميم لعام 2019 ( قلعة المرقب، مبنى الدائرة، قلعة يحمور، قلعة أرواد).

ولناحية أعمال التنقيب بين أحمد أنه  تم تنفيذ أعمال التنقيب في موقع عمريت الأثري (أرض مشروع عمريت السياحي) وموقع (تبة برمائيل المنطار، وقلعة الكهف)، ورش مبيدات عشبية للقضاء على الناميات وعلى مرحلتين في مواقع( عمريت، حصن سليمان، موقع الكراجات الجديدة)، ولفت أحمد أنه وضمن فعاليات مهرجان طرطوس الثقافي لهذا العام تم إعادة افتتاح متحف طرطوس(الكتدرائية) أمام زواره وبشكل دائم ومستمر وذلك خلال تنفيذ سيناريو عرض جديد للقطع الأثرية المسجلة وغير المسجلة الموجودة ضمن متحفي طرطوس وأرواد، كما  يتم متابعة التوثيق الإلكتروني للمباني والعقارات المسجلة أثرياً، ومتابعة أعمال المسح لعقارات مدينة طرطوس القديمة رقمياً، ومراقبة المواقع الأثرية من خلال المراقبين الجوالين وحراس المواقع، مبيناً أنه يتم تعيين حدود ووجائب حماية المواقع الأثرية من خلال تسجيل المواقع الأثرية على لائحة التراث الوطني، ومنح رخص ترميم و الإشراف على تنفيذها، بالإضافة إلى وضع مبنى البرج الأيوبي في جزيرة أرواد بالاستثمار لتسويق المهن اليدوية التقليدية وكافتريا منذ عام 2016 حتى تاريخه.

وأشار رئيس دائرة الآثار إلى أنه تم تشكيل لجنة برئاسة معاون وزير الثقافة لوضع تصور حول بناء المتحف الجديد، ومجمع ثقافي في الأرض المخصصة لبناء المتحف عند المدخل الشمالي لمدينة طرطوس وتتابع اللجنة عملها.

وبين أحمد أن ضعف الإمكانيات المادية لزوم أعمال الترميم والتنقيب والمسح الأثري وتنظيف المواقع التي تعاني من مشكلة الأعشاب من أكثر الصعوبات التي تعوق العمل، إضافة إلى عدم توفر الآليات ( سيارات) اللازمة لإنجاز الأعمال المقترح تنفيذها، و عدم توفر المستلزمات التقنية اللازمة والكافية للعمل، كما أن أجور عمال التنقيب ضعيفة جداً، و وجود حاجة ماسة لزيادة عدد الحراس  للمواقع الأثرية.