ثقافةصحيفة البعث

“توأم الروح”.. حب لا يموت

 

 

في ديوانها الأول “توأم الروح” الصادر حديثاً عن مؤسسة سوريانا للإعلام والذي وقَّعتْه مؤخراً في اتحاد الكتّاب العرب تنبض مشاعر حب جياشة وروحية وكأنها الحب العذري الأول.

قصائد وومضات
تبيّن الشاعرة سلوى يازجي أن ديوانها يضم قصائد وبعض الومضات وهي مناجاة الحبيب للحبيب عن بعد، مناجاة روحية منها لتوأم روحها الذي ولِد من خيالها وأرادت أن تحبه هذا الحب الذي لا يموت، لأنها هي من خلقته وهي من أوقد نار حبه باستمرار: “وإن مرَّ رجل في طريقي وكان على قياس حبي فيدخل القلب دون أن يخرج ولو كان بعيداً لأن الحب وفاء” مشيرة إلى أنها تكتب بعفوية ومن أعماق قلبها، وهي تفضّل القصيدة الحديثة النثرية لأنها لا تحب المبالغة أو التكلف أو زخرفة الكلمات، وتحب الغناء والتعمّق بكتابة الشعر مع صور وتشابيه، فتنساق وراء الشعر الموزون، مؤكدة أنها كتبت التجربة الأولى بكل صدق، فكانت كلماتها كدموع وصرخات طفل وهِبَ إلى الحياة، وهي تكتب بغزارة وعمق في أقوى حالات التأثر أو الشوق والحنين، وربما للحب أو الحبيب (صديق، أب، ابن، وطن).

الشوق والحنين
وتنوّه سلوى يازجي وهي شاعرة سورية مغتربة في السويد إلى أنها تأثرت بالشوق والحنين إلى الوطن وإلى عمر الشباب، فالغربة والبعد علَّماها كيف تتجرد بروحها من المكان والجسد لتغادر إلى من تحب، إلى وطنها وأهلها وإخوتها والأصدقاء وإلى حبيب نسجه خيالها كي يكون حبها الأول الذي لم تعشه وهو حب روحها النقي العذريّ الذي به تلج إلى الحياة، وهكذا بدأت تكتب بكل صدق وعفوية وكأنها كلمات مكتومة منذ زمن الطفولة وعمر المراهقة وبداية الشباب، مشيرة إلى أن الغربة أضفت على كتاباتها طابعاً روحانياً، حيث علمت نفسها على التجرد من الزمان والمكان كي تذهب إلى من تحب متى أرادت كي تقوى على الاستمرار، ولذلك فهي تشعر أنها لم تبرح سورية يوماً على الرغم من أنها قد غادرتها سنة ١٩٨٨.

تكتب بصدق
وتشير يازجي إلى أنها لم تكتب قط كي يُقرأ لها، ولم تكن الكتابة بالنسبة لها سوى جداول مشاعرها الجياشة التي تصب في نبع كتاباتها، ومع هذا تود أن يقرأ لها الآخرون لأنها تكتب بصدق، وفي كتاباتها دعوة إلى الحب وعفوية تتناسب مع تسلسل أفكارها، وتتمنى أن يتعلم القارئ كيف يحب الحبيب أو الوطن كما عبّرت وتعبّر عنه في قصائدها: “لأن الإنسان لا يكون نقياً إلا إذا عاش الحب وقيمه” ففي الحب وحده يرتقي الإنسان، فالحب جوهر الحياة والإنسان والأشياء.
وعن مدى قناعتها بوجود قارئ حقيقي للشعر تعترف يازجي أنه وعلى الرغم من أن هواة المطالعة قليلون وقد قلَّت ساعاتُ مطالعاتهم، إلا أنها متأكدة من أن هذا النوع من الشعر قد يشد القارئ.. من هنا فإن تجربتها الأولى هي بداية رحلتها مع الشعر والأدب إلى مستويات أعلى مع مرور الوقت، لذلك في جعبتها مشروع شعري آخر هو ديوان حنينها إلى سورية، كما بدأت منذ أسابيع قليلة بكتابة رواية.
أمينة عباس