الصفحة الاولىصحيفة البعث

موسكو تحذّر واشنطن.. وطهران وهافانا تدعمان مادورو سورية: إلى جانب فنزويلا لإفشال المخططات الأمريكية

أبدت دول عدة وقوفها إلى جانب فنزويلا، ودعمها لرئيسها الشرعي نيكولاس مادورو، فقد أدانت سورية بشدة تمادي الإدارة الأمريكية وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية، مؤكدة تضامنها الكامل مع قيادة وشعب فنزويلا في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية. وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات تمادي الإدارة الأمريكية وتدخّلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية، والذي يشكّل انتهاكاً فاضحاً لكل الأعراف والقوانين الدولية واعتداء صارخاً على السيادة الفنزويلية”، وأضاف: “إن السياسات التخريبية للإدارة الأمريكية في مختلف بقاع العالم وتجاهلها للشرعية الدولية يشكّل السبب الأساس وراء التوترات وحالة عدم الاستقرار في عالمنا، الأمر الذي يستوجب قيام نظام دولي جديد يعيد الاعتبار للشرعية الدولية، ويحترم سيادة واستقلال الدول وخياراتها الوطنية، ويلجم النزعات العدوانية للإدارة الأمريكية”.
وختم المصدر تصريحه بالقول: إن الجمهورية العربية السورية، إذ تؤكّد رفضها القاطع للتدخلات الأمريكية السافرة، فإنها تجدد تضامنها الكامل مع قيادة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية في الحفاظ على سيادة البلاد وإفشال المخططات العدوانية للإدارة الأمريكية، وإن الشعب الفنزويلي الذي قاوم نزعات الهيمنة والغطرسة الأمريكية أكثر قدرة اليوم على التصدي لهذه المؤامرة المتجدّدة وإسقاطها والحفاظ على سيادة البلاد واستقلالها وعودة الاستقرار إلى ربوعها.
وفيما أكدت الصين معارضتها التدخل الأجنبي في شؤون فنزويلا الداخلية، ودعم جهودها في حماية سيادتها واستقلالها واستقرارها، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعمه السلطات الشرعية في فنزويلا والرئيس نيكولاس مادورو، مشدداً على أن التدخل الخارجي غير البنّاء ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي. وقال الكرملين: إن الرئيس بوتين أعرب خلال اتصال هاتفي مع مادورو عن دعمه السلطات الشرعية في البلاد في ظروف تفاقم الأزمة السياسية الداخلية المستفزة من الخارج، وأضاف: إن بوتين دعا إلى إيجاد حل في إطار الدستور، والتغلب على الخلافات في المجتمع الفنزويلي من خلال الحوار السلمي.
إلى ذلك، أكد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن محاولة الاستيلاء بالقوة على الحكم في فنزويلا مخالفة للقانون الدولي، وقال: “نحن نعتبر محاولة الاستيلاء على الحكم في فنزويلا تتناقض وتخالف أسس ومبادئ القانون الدولي.. وموسكو موقفها واضح وثابت إزاء الموضوع”.
وأشار المتحدّث باسم الكرملين إلى أن موسكو تتابع بعناية بالغة تطورات الوضع في فنزويلا، معرباً عن قلق الجانب الروسي إزاء هذه المستجدات، ولا سيما فيما يتعلق بالتصريحات التي لا تستبعد تدخل قوى خارجية في شؤون فنزويلا الداخلية، وأضاف: “أعتقد أن تدخلات كهذه غير مقبولة، وقد تتمخض عنها عواقب وخيمة جداً، ونعتبر التصريحات عن إمكانية التأثير بالقوة على الوضع في فنزويلا خطيرة للغاية”، وأردف: “إن السلطات الفنزويلية لم تطلب من روسيا حتى الآن المساعدة في حل أزمتها الداخلية”، لافتاً إلى أن موسكو تعتبر من غير اللائق تقديم تقييمات لشؤون فنزويلا الداخلية.
وأعرب المتحدّث باسم الكرملين عن حرص موسكو على الحفاظ على العلاقات الجيدة مع كاراكاس، ولا سيما في المجالين التجاري والاقتصادي، فيما أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن الولايات المتحدة تقدّم من خلال تصرفاتها الفظة دليلاً جديداً على التجاهل التام لقواعد ومبادئ القانون الدولي، ومحاولة للعب دور من يقرّر مصائر الشعوب الأخرى، وسعياً واضحاً منها لتحويل ما يجري في فنزويلا إلى سيناريو لتغيير الحكومات غير المرغوب فيها، وأضاف البيان: “مما يثير القلق بشكل خاص هو الإشارات الواردة من عدد من العواصم، والتي لا تستبعد التدخل الخارجي المسلح.. نحن نحذّر من مثل تلك المغامرات المحفوفة بعواقب وخيمة، ونعتبر أن التحريض لا يمت بصلة للديمقراطية.. إنه طريق مباشر لانعدام القانون وإراقة الدماء”.
ودعت الخارجية الروسية في بيانها المجتمع الدولي إلى الإسهام في إيجاد تفاهم متبادل بين مختلف القوى السياسية في فنزويلا، مؤكدة أن الشعب الفنزويلي وحده من يجب أن يقرر مستقبل بلاده.
كما حذّرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة من التدخل العسكري في فنزويلا، مؤكدة أنها ستواصل دعمها لكاراكاس، وستعمل على حماية سيادتها، وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف: “نحن نحذّر من ذلك، ونرى أنه سيكون سيناريو كارثياً سيهتز له نموذج التنمية الذي نراقبه في منطقة أمريكا اللاتينية”، وأضاف: “روسيا ستواصل دعمها لفنزويلا، التي تعد شريكاً استراتيجياً لموسكو، وسنعمل على حماية سيادتها”، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها مستمرون بمحاولات الضغط على كاراكاس.
إلى ذلك، أكد رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي أن السياسة الأمريكية الحالية تجاه فنزويلا تمثّل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية لدولة ذات سيادة، وقال: إن “الولايات المتحدة تواصل سياستها للضغط الخارجي والتدخل في شؤون الدول ذات السيادة والآن هو دور كاراكاس.. وهذا لا يبدو وكأنه حماية الديمقراطية على الإطلاق، بل يمثّل بدلاً من ذلك فرضاً قوياً آخر للهيمنة الأمريكية وإلغاء الأنظمة غير المرغوب فيها”، وأضاف: “يجب أن يقرر الشعب الفنزويلي فقط من سيكون رئيساً للبلاد وذلك من خلال الانتخابات”، مشيراً إلى أنه “في العاشر من الشهر الجاري تمّ تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو، وهو رئيس الدولة الشرعي، ومع ذلك تواصل الولايات المتحدة المراهنة على زعيم المعارضة بـ “إصرار مهووس” لأنها تعتقد أنه سيحل محل مادورو، ويقود فنزويلا في مسار تؤيده واشنطن، آملاً منها بكسر أحد معاقل أمريكا اللاتينية القليلة المتبقية في مقاومة مفهوم العالم الأحادي القطب”.
وفي طهران، أكدت إيران دعمها لحكومة وشعب فنزويلا في مواجهة التدخلات الأمريكية السافرة، وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي: “إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقف إلى جانب حكومة فنزويلا وشعبها في مواجهة أي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لفنزولا أو أي أعمال غير مشروعة وغير قانونية”.
وفي هافانا، أكدت كوبا دعمها “الحازم” للرئيس مادورو في مواجهة التدخلات السافرة للولايات المتحدة والأعمال العدائية ضد فنزويلا، وقالت الحكومة الكوبية في بيان: “الأهداف الحقيقية للأعمال العدائية ضد فنزويلا هي السيطرة على الموارد الكثيرة لتلك الدولة الشقيقة وتدمير قيمتها ورمزيتها كمثال في الدفاع عن كرامة واستقلال أمريكا اللاتينية”، وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة قامت بعدة محاولات لزعزعة الاستقرار في فنزويلا وصلت إلى حد تهديد رئيس الولايات المتحدة باستخدام الخيار العسكري ضدها إضافة إلى محاولة اغتيال الرئيس مادورو.
بدوره كتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على تويتر “ندعم ونتضامن مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها”.
إلى ذلك دعت حكومة أوروغواي في بيان إلى إيجاد حل “للأوضاع المعقدة” في فنزويلا واحترام سيادة القانون.
وكان الرئيس البوليفي ايفو موراليس عبّر الأربعاء عن تضامنه مع الشعب الفنزويلي والرئيس مادورو، وقال: “نعبّر عن تضامننا مع الشعب الفنزويلي والأخ نيكولاس مادورو في هذه الساعات الحاسمة التي تحاول فيها مخالب الامبريالية مرة أخرى إلحاق الضرر بالديمقراطية وتقرير مصير شعوب أمريكا الجنوبية”.
يشار إلى أن فنزويلا التي تتبع النهج التحرري في أمريكا اللاتينية تتعرّض لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية عبر معارضتها اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة وللانقلاب على الرئيس الشرعي نيكولاس مادورو باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.
وكان مادورو أعلن الشهر الماضي عن خطط تدبرها واشنطن لإحداث انقلاب حكومي في فنزويلا، قائلاً: إن محاولة بدأت بالفعل بتنسيق من البيت الأبيض لعرقلة الحياة الديمقراطية في فنزويلا وتنفيذ انقلاب ضد النظام الديمقراطي الدستوري في بلدنا.