دراساتصحيفة البعث

تاريخ طويل من التدخل في أمريكا اللاتينية

ترجمة: سمر سامي السمارة

عن موقع: أ. ب. نيوز 25/1/2019

اتهم رئيس فنزويلا “نيكولاس مادورو” الولايات المتحدة بالوقوف وراء محاولة تنظيم انقلاب ضده، ولهذا الادعاء أصداء لدى العديد من بلدان المنطقة، فلدى واشنطن تاريخ طويل من التدخلات العسكرية أو غير العسكرية.

منذ إعلان الرئيس جيمس مونرو نوعاً من الحماية على نصف الكرة الأرضية في أوائل القرن التاسع عشر والمعروف باسم “مبدأ مونرو”، حشرت الولايات المتحدة نفسها في الشؤون اليومية للدول في جميع أرجاء أمريكا اللاتينية، في أغلب الأحيان باسم المصالح التجارية لأمريكا الشمالية أو لدعم القوى اليمينية ضد القادة اليساريين.

اضمحل التدخل العسكري بعد نهاية الحرب الباردة، على الرغم من اتهام الولايات المتحدة بمنح دعم وتأييد ضمني على الأقل للانقلابات في فنزويلا عام 2002 وهندوراس في عام 2009.

إن الدور القيادي لإدارة ترامب في الاعتراف بـ خوان غوايدو كرئيس مؤقت لفنزويلا يعيد الولايات المتحدة لاتخاذ دور أكثر حزماً في أمريكا اللاتينية من الدور الذي تمارسه منذ سنوات.

ولعلّ هذه بعض من أبرز التدخلات الأمريكية في أمريكا اللاتينية: ففي عام 1846غزت الولايات المتحدة المكسيك واحتلت مكسيكو سيتي في عام 1847، وأعطت معاهدة السلام في السنة التالية الولايات المتحدة أكثر من نصف أراضي المكسيك التي أصبحت الجزء الأكبر من غرب الولايات المتحدة. وفي عام 1903 وقعت كوبا والولايات المتحدة معاهدة تسمح بسيطرة الولايات المتحدة شبه الكاملة على الشؤون الكوبية، وإنشاء الولايات المتحدة قاعدة بحرية في خليج غوانتانامو.

كما تدخلت مشاة البحرية الأمريكية بشكل دائم بأمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي طوال الربع الأول من القرن العشرين، غالباً لحماية المصالح التجارية الأمريكية في أوقات عدم الاستقرار السياسي. وفي عام 1914 احتلت القوات الأمريكية ميناء فيراكروز المكسيكي لمدة سبعة أشهر في محاولة للتأثير على التطورات في الثورة المكسيكية، كما  تمّت الإطاحة برئيس غواتيمالا جاكوبو أربينز في انقلاب مدعوم من الـ”سي آي إيه” عام 1954.

وفي عام 1961 فشل غزو “خليج الخنازير” الذي دعمته الولايات المتحدة للإطاحة بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو، لكن واشنطن استمرت بالقيام بمحاولات لاغتيال كاسترو والإطاحة بحكومته، كما تمّت الإطاحة بالرئيس اليساري جواو غولارت في البرازيل عام 1964 في انقلاب عسكري دعمته الولايات المتحدة، وأقامت حكومة عسكرية استمرت حتى ثمانينيات القرن الماضي. وفي عام 1965 هبطت القوات الأمريكية في جمهورية الدومينيكان للتدخل في حرب أهلية.

وفي سبعينيات القرن الماضي شنّت حكومات الأرجنتين وتشيلي ودول أمريكا الجنوبية المتحالفة معها حملة وحشية من القمع والاغتيال تهدف إلى القضاء على التهديدات اليسارية المتصورة، والتي عُرفت باسم عملية كوندور، وكانت على الأغلب بدعم من الولايات المتحدة.

وفي الثمانينيات دعمت إدارة ريغان قوات الكونترا -المناهضة للشيوعية – ضد حكومة الساندينستا في نيكاراغوا، ودعمت الحكومة السلفادورية ضد جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني اليسارية. كما قامت القوات الأمريكية عام 1983 بغزو جزيرة غرينادا في منطقة البحر الكاريبي بعد اتهامها الحكومة بالتحالف مع كوبا الشيوعية.

وفي عام 1989 غزت الولايات المتحدة بنما للإطاحة بالرجل القوي مانويل نورييغا. وفي عام 1994 تمّ غزو هايتي بقيادة الولايات المتحدة للإطاحة بالنظام العسكري الذي تمّ تنصيبه إثر انقلاب عام 1991 الذي أطاح بالرئيس جان برتراند أريستيد.

وفي عام  2002 تمّت الإطاحة بالرئيس الفنزويلي “هوغو شافيز” لمدة يومين قبل استعادة السيطرة، وقد اتهم مع حلفائه الولايات المتحدة بدعمها السري لمحاولة الانقلاب. وفي  2009 تمّت الإطاحة برئيس هندوراس مانويل زيلايا  بدعم من الولايات المتحدة.