الصفحة الاولىصحيفة البعث

مادورو: ترامب أمر المافيا الكولومبية باغتيالي

 

كشف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “أعطى أمراً لاغتياله”، وأكد أن الهدف الرئيسي للولايات المتحدة في فنزويلا هو الحصول على النفط والموارد الأخرى، وقال: “إن هناك عدة أسباب للهجمة على فنزويلا، والسبب الرئيسي هو الحصول على النفط الفنزويلي لأن لدينا أكبر احتياطي من النفط المعتمد في العالم، كما سيكون لدينا أكبر احتياطي من الذهب، ولدينا رابع أكبر احتياطي للغاز، إضافة إلى أن لدينا احتياطيات كبيرة من الماس والمياه والألمنيوم والحديد والكولتان”، وبيّن أن السبب الرئيس الثاني وراء التدخلات الأمريكية في فنزويلا هو “إنهاء روح المقاومة لدى الشعب الفنزويلي ثقافياً وسياسياً لتستطيع الولايات المتحدة فرض استعمار جديد في دول أمريكا اللاتينية”. وأضاف مادورو: إن “الولايات المتحدة تعتبر أمريكا اللاتينية الفناء الخلفي لها.. ونحن نقول: إننا لسنا الفناء الخلفي لأي دولة.. نحن جمهوريات مستقلة”، وشدد على أن ترامب “أعطى أمراً لاغتياله، وأمر حكومة كولومبيا والمافيا هناك لتقتله”، وقال: “وفي حال حصل ذلك يوماً ما فإن ترامب ورئيس كولومبيا.. سيتحمّلان مسؤولية ما سيحدث لي”. وأعلن مادورو في وقت سابق أنه سيبقى الرئيس الشرعي لفنزويلا، واصفاً رئيس البرلمان والمعارضة بالـ”دمية في يد الولايات المتحدة”، وشدد على أن الجيش الفنزويلي يظهر الإخلاص للسلطة القانونية، مضيفاً: “أقوم بواجباتي كقائد أعلى للجيش بموجب الدستور.. وتبدي القوات المسلحة البوليفارية درساً في الأخلاق والولاء والانضباط”، مؤكداً أن الشعب الفنزويلي سينتصر وسيعود الاستقرار والسلام في فنزويلا، كاشفاً عن أن بلاده تخطط للاستمرار في الحصول على الأسلحة الروسية في المستقبل، وقال: “لدينا دائماً خطط للتقدم على صعيد التعاون بهدف تحسين الدفاع الجوي والتقنيات الصاروخية، وسنواصل الحصول على أحدث الأسلحة في العالم”، وأشار إلى أن الأسلحة تصل البلاد من روسيا بشكل دائم، موضحاً أنها “تصل شهرياً.. هناك تعاون، وهذا أمر طبيعي ولا غرابة فيه.. ونحن نقابل المساعدة الروسية دائماً بكل امتنان”.

وردّاً على سؤال حول إمكانية توسّط دول كطرف ثالث، قال الرئيس الفنزويلي: “هناك عدد من الحكومات والمنظمات العالمية التي تبدي قلقها الصادق إزاء ما يحدث في فنزويلا، ودعت إلى حوار”، مضيفاً: “أنا مستعد للجلوس وإجراء محادثات مع المعارضة لمصلحة فنزويلا ومن أجل السلام والمستقبل”، وأكد تأييده إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، وتابع: “سيكون جيداً إجراء انتخابات تشريعية في مرحلة مبكرة، وسيكون ذلك شكلاً جيداً من النقاش السياسي”، لكنه أشار إلى أن الدعوة لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تعتبر ابتزازاً، وأن الدول التي تدعو إليها يجب أن تنتظر حتى 2025.

وتعليقاً على تصريحات مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون لجهة نشر آلاف الجنود الأمريكيين في كولومبيا المجاورة لفنزويلا، وصف مادورو ذلك بـ “تهريج واستفزاز وتعبير عن خيبة أمله وكراهيته لفنزويلا”.

وفي تغريدة له على صفحته في تويتر أكد الرئيس الفنزويلي أن إدارة ترامب تسعى إلى تحويل فنزويلا إلى فيتنام في أمريكا اللاتينية.. وأضاف متوجّهاً إلى الشعب الأمريكي: “لا تدعوا ترامب يفعل ذلك”.

وفي إطار حملتها التآمرية ضد فنزويلا فرضت واشنطن قبل ثلاثة أيام عقوبات على شركة النفط الوطنية الفنزويلية، بينما هدد الرئيس الفنزويلي باتخاذ إجراءات قانونية وسياسية ضد الولايات المتحدة رداً على العقوبات، وأكدت روسيا والصين معارضتهما للعقوبات الأمريكية الأحادية الجانب على كراكاس.

وفي وقت سابق، أصدرت المحكمة العليا الفنزويلية قراراً منعت بموجبه زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو من مغادرة البلاد، وجمّدت حساباته المصرفية، وقال رئيس المحكمة مايكل مورينو: إن غوايدو “ممنوع من مغادرة البلاد حتى انتهاء التحقيق الأولي”، مشيراً إلى أن المحكمة قررت أيضاً “تجميد حساباته المصرفية”.

وكان المدعي العام الفنزويلي طارق صعب أعلن أمس الأول أنه طلب من المحكمة العليا فتح تحقيق مع غوايدو ومنعه من مغادرة البلاد وتجميد حساباته المصرفية.

ووفقاً لوسائل الإعلام، أكد صعب أنه سلّم رئيس المحكمة العليا الوثائق المتعلقة بالتحقيق الأولي الذي فتحته النيابة العامة، موضحاً أن التحقيقات تتعلق بأعمال العنف التي شهدتها البلاد منذ الـ22 من الشهر الجاري.

وفي شأن متصل، انتقد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تقارير إعلامية زعمت قيام روسيا بنقل الذهب من فنزويلا، قائلاً: إن هذه الأنباء ملفّقة.

وأكد ممثل الكرملين: “لا أعلم أي شيء عن ذلك. يجب التعامل مع هذه الأنباء الملفقة، بحذر وحيطة تامة. روسيا مستعدة للمساعدة في تسوية الأزمة السياسية الداخلية في فنزويلا دون التدخل في شؤونها الداخلية، ونحن ضد التدخل في شؤون دول ثالثة”.

وعندما طُلب منه التعليق على، ما أعلنه الرئيس الفنزويلي حول استعداده للحوار مع المعارضة بما في ذلك بوساطة دول ثالثة، قال بيسكوف: “لم نتلقَّ أية مقترحات بهذا الخصوص، ولكن استعداد الرئيس مادورو للحوار، يستحق الثناء التام دون شك”.

وكانت وكالة “بلومبيرغ” قد نشرت تقريراً استندت فيه إلى تغريدة لعضو الهيئة التشريعية الفنزويلية خوسيه جويرا، ذكر فيه أن طائرة روسية من طراز بوينغ777 هبطت في كاراكاس قبل أيام لإخراج 20 طناً من الذهب من خزائن البنك المركزي الفنزويلي.

وفي ردود الفعل، أكد رئيس بوليفيا إيفو موراليس رفض دول أمريكا اللاتينية أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وقال في تغريدة على حسابه على تويتر: “إن أمريكا اللاتينية منطقة سلام، ونرفض أي محاولة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وعلينا تعزيز الحل السلمي للصراعات ونشر ثقافة السلام في القارة والعالم”، ولفت إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى تدمير فنزويلا كما فعلت في العراق وليبيا، مبيناً أن التهديدات الأمريكية لكراكاس تهدد التعايش السلمي في أمريكا اللاتينية، وتريد من خلالها إثارة مواجهة عبر الحرب والعنف، والعمل على إفقار فنزويلا وتدميرها.