الصفحة الاولىصحيفة البعث

قيادة الحزب تلتقي فعاليات حمص الشعبية والمجتمعية الهلال: الفكر الوطني والقومي لإزالة ترسبات الحرب الإرهابية

 

حمص- عادل الأحمد:
في إطار اهتمام القيادة المركزية للحزب بأوضاع المواطنين في المحافظات كافة، والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم، والعمل على حلّها، التقى الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد للحزب بحضور عضوي القيادة المركزية للحزب الدكتور مهدي دخل الله، رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام، وعمار السباعي، رئيس المكتب الاقتصادي، أمس في قاعة الاجتماعات بفرع الحزب، فعاليات حمص الشعبية والمجتمعية ووجهاء المحافظة، وتم خلال اللقاء، والذي اتسم بالفاعلية والجرأة والشفافية في الطرح، مناقشة كافة التحديات، وسبل تجاوز السلبيات، وتعزيز الإيجابيات، ودور المجتمع المحلي في حل مشاكله بالتعاون مع الجهات المعنية.
ونقل الرفيق الهلال في بداية حديثه تحية ومحبة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الأمين العام للحزب، الحريص على كل محافظة وبلدة وقرية، إلى أبناء حمص الشرفاء، والذين أكدوا، ولاسيما خلال الأعوام الثمانية الماضية من الحرب على سورية، عمق انتمائهم الوطني والعروبي، والشعور العالي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، وحجم المؤامرة والخطر اللذين يهددان الوطن، فدافعوا عنه، كما كل أبناء الوطن الشرفاء، بكل صدق وأمانة ومسؤولية أخلاقية، ووقفوا خلف جيشهم العربي السوري وقيادتهم.
وأضاف: إن هذا اللقاء يأتي ضمن توجيهات قائد الوطن، والهدف منه تعزيز التواصل بين القيادة ومكونات المجتمع في كافة المحافظات، والاستماع إلى همومهم ومشكلاتهم من دون خطوط حمراء، مشيراً إلى أن سقف الحوار مفتوح طالما هو تحت السقف الوطني والمصلحة العامة، وأوضح أن الحوار هو أساس التواصل مع المجتمع بكل فعالياته وأن الحوار مع الذات حقق نجاحاً باهراً في ملتقيات البعث ليتابع دوره في تعزيز المصالحات الوطنية من خلال الفعاليات الاجتماعية والأهلية.
ودعا الرفيق الهلال إلى مواجهة الفكر الإجرامي المتطرف ومحاولة التغلغل به في نفوس أبناء الشعب السوري، وبذل جهود مضاعفة لإعادة إعمار الإنسان، قبل الحجر، والبنى الفوقية قبل البنى التحتية، مؤكداً أن استنهاض الوعي الوطني والقومي وبناء المجتمع المؤمن بهويته القومية وعروبته الحضارية هما السبيل لإزالة الترسبات النفسية والمعنوية للحرب الإرهابية التي شنت على سورية بما حملته من أفكار وافدة مشبعة بالإرهاب والتطرف. وهو خيار لن تحيد عنه سورية لأنه لا يرتبط باستقرارها ومستقبلها وحسب، بل لأنه يعني استقرار ومستقبل المنطقة وحرية العرب ومستقبل وجودهم من محيطهم إلى خليجهم.
وأوضح الهلال أن إعادة الإعمار تشكّل مسؤولية مجتمعية، وأن الدول التي شاركت بسفك الدم السوري لن يكون لها دور في مرحلة إعادة الإعمار، مؤكداً أن الدولة السورية مازالت قوية رغم الحرب الإرهابية التي شنّت عليها، وتصرف الأجور والرواتب لموظفيها، وتقدّم خدمات الصحة والتعليم بالمجان لمواطنيها، رغم الحرب الكونية، وما تعرّضت له البنى التحتية في مختلف المجالات من استهداف وتدمير ممنهج من قبل الإرهابيين القادمين من أصقاع الأرض، في الوقت الذي تعجز فيه الدول، التي لا تعاني الحروب، من تقديم مثل هذه الخدمات، وشدد على أهمية تكامل جهود الجميع في معالجة بعض حالات الخلل والظواهر السلبية.
ونوّه الرفيق الأمين العام المساعد بأن الحرب على سورية هدفها الأساسي النيل من سيادتها وحرية قرارها السياسي والاقتصادي، والنيل من مواقفها العروبية، وضرب الإنجازات التي تحققت للشعب السوري خلال العقود الماضية، والتي جعلت من سورية رائدة على صعيد المنطقة، وقلب العروبة النابض، مبيناً أن خطيئة سورية عند الأعداء هو تمسّكها باستقلالها الحقيقي، ودعمها المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ورفضها الخضوع للفكر الرجعي الذي يخدم الاستعمار الجديد وسياسات الهيمنة على العالم، فجمعوا ما لديهم في حربهم الظالمة ضد سورية، فكانت حرباً عسكرية واقتصادية وتجارية وإعلامية ونفسية وتضليلية، مشدداً على أن سورية لم ولن تتنازل عن سيادتها الوطنية ومبادئها الوطنية والعروبية، فهي لم تعرف الانحناء والانكسار، بل كانت على الدوام في مواجهة كل المشروعات الاستعمارية والتآمرية، مؤمنة بمبادئها العروبية والقومية ونهجها المقاوم لكل الأطماع، وفضّلت مواجهة الحرب الظالمة على الاستسلام، لأن تكلفة المقاومة أقل بكثير من تكلفة الخنوع، ولو أنها لم تواجهها لكانت اليوم عدّة سوريات، لأن تجزئتها وتقسيمها كان الهدف الأول من هذه الحرب، وشدد على ضرورة تكثيف العمل، وبذل جهود مضاعفة لإزالة الآثار الفكرية والاجتماعية والنفسية التي خلّفتها الحرب الإرهابية المفروضة على الشعب السوري.
وقد تمحورت المداخلات حول مختلف الجوانب الخدمية والاقتصادية والتعليمية والثقافية، ودعت للإسراع بعملية إعادة الإعمار، وتسهيل عودة المهجّرين إلى مدنهم وقراهم المحرّرة من الإرهاب، والتشدد في محاربة الفساد، وتسوية أوضاع الطلاب المنقطعين عن الجامعة في الريف الشمالي بسبب الإرهاب، ورفع نسب الرواتب والأجور لذوي الدخل المحدود، وإيلاء الشأن الزراعي كل الاهتمام والدعم، عبر توفير وتأمين كل مستلزمات العملية الزراعية والإنتاجية، وزيادة كميات اسطوانات الغاز والدقيق التمويني للأفران ومازوت التدفئة.
وفي ردّه على المداخلات، أكد الرفيق الهلال أهمية دعم ومؤازرة الجيش العربي السوري في تصديه للمجموعات الإرهابية، وزج كل الطاقات بهذا الاتجاه، لافتاً إلى الظروف الاقتصادية التي يمر بها الاقتصاد الوطني، والذي يعاني من حصار من الأعداء، بعد فشلهم في تحقيق أهدافهم خلال الحرب، وأضاف: إن مشروع إعادة الإعمار والبناء بدأ فعلاً، وسيكون بسواعد أبناء سورية ومن صمد وبقي فيها وتحدّى الإرهاب وانتصر عليه.
كما أجاب الرفيقان عمر حورية أمين فرع الحزب وطلال البرازي محافظ حمص عن المداخلات المتعلّقة بالشأن الخدمي، وعودة المهجّرين بالتزامن مع عودة الأمن والأمان وتوفر الخدمات الضرورية للمعيشة.