الصفحة الاولىصحيفة البعث

كوبا تدعو إلى التعبئة العامة دفاعاً عن فنزويلا

 

على وقع الرفض الشعبي الواسع للتدخل الأمريكي في شؤون الدول ذات السيادة في كل من فنزويلا وكوبا، دعا وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغيز، إلى التعبئة العامة للدفاع عن فنزويلا، ووقف “التدخل الاستعماري في أمريكا اللاتينية”.
وكتب رودريغيز على حسابه في “تويتر”: “الحكومة الأمريكية، وهي العقل الحقيقي المدبّر للانقلاب في فنزويلا، تهدّد بشن عدوان عسكري على هذه الدولة الشقيقة، وتمارس ضغوطاً على أوروبا لتكون تابعة لها”، وأضاف: “فلنعلن التعبئة جميعاً، لوقف التدخل الاستعماري في أمريكا اللاتينية”.
وشكّك وزير الخارجية الكوبي في النيات الأمريكية، وطرح تساؤلات على نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، تتعلّق بعدم إشارته خلال كلمته في ميامي، إلى لقاءات واتصالات هاتفية سابقة أجراها مع خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.
وأعرب الوزير الكوبي في مناسبات عديدة عن رفض بلاده التدخل في شؤون فنزويلا، وأكد تضامن هافانا مع الشعب الفنزويلي والرئيس نيكولاس مادورو.
إلى ذلك، حذّرت كوريا الديمقراطية من أن أي محاولة لقوى خارجية لإقالة رئيس منتخب بشكل شرعي في بلاده تشكّل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، وقال المتحدّث باسم وزارة خارجية كوريا الديمقراطية في بيان بشأن التطورات في فنزويلا: إن “موقفنا ثابت بهذا الشأن ويتلخص بأنه ينبغي حل المسائل في فنزويلا بطريقة سلمية وبما يتفق والإرادة والقرار المستقل لحكومتها وشعبها”.
وشدّد البيان على أن “أي محاولة من قوى خارجية لإقالة رئيس منتخب بشكل شرعي وفقاً لدستور دولة ذات سيادة هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية لهذه الدولة وانتهاك متعمّد للقانون الدولي”، وأضاف: “إن شعوب العالم أجمع التي تطمح إلى العدالة والسلام ستقف إلى جانب حكومة وشعب فنزويلا من أجل الحفاظ على سيادتها واستقرارها”.
وفي رسالة موجّهة للدول الأوروبية، حذّرت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل من تمديد محتمل لعقوبات ضد فنزويلا كان الاتحاد الأوروبي فرضها سابقاً، داعية إلى اعتماد سياسة ضبط النفس في التعاطي مع الأوضاع في هذا البلد، وقالت: إن “هناك ما يقرب من مليون مواطن أوروبي يعيشون في فنزويلا يمكن أن يتضرّروا، إضافة إلى امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم ما يعني حاجة أوروبا إليها”.
وأشارت كنايسل إلى أن دولاً مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا باتت أقرب إلى أن تعترف بزعيم المعارضة اليمينية في فنزويلا خوان غوايدو، لكن “النمسا وبلداناً أخرى تعترف بالدول وليس بالحكومات المؤقتة”، لافتة إلى أن الحل في هذا البلد يتمثّل في إجراء انتخابات.
وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أعلن أمس الأول استعداده لدعم مبادرة إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في البلاد.
وفي الردود على التدخل الأمريكي السافر في الشؤون الداخلية لفنزويلا، أعلنت اللجنة الشعبية الفلسطينية في بيان التضامن مع فنزويلا البوليفارية.
وقال البيان: “هروباً من أزمتها الداخلية البنيوية, التي صعَّدتها حقبة النيوليبرالية داخلياً, والعولمة خارجياً, تأخذ الإمبريالية الأميركية نفسها والعالم, إلى حافة البربرية”.
وأضاف البيان: “أمام هزائم مشاريعها في الوطن العربي, وضد محور المقاومة, وأمام الأقطاب البازغة, ترتدّ هذه السلطة بل النظام الرأسمالي بجمهوره, إلى أميركا الجنوبية, لاستعادة تاريخها المتغوِّل والناهب, منذ “مبدأ مونرو الاستعماري”، وأعلن تشكيل لجنة شعبية جامعة, لكل ألوان الطيف الوطني على كامل تراب الوطن المحتل, للتضامن مع فنزويلا البوليفارية, أسوة بكل القوى الحرة الشريفة المناضلة في العالم, لوقف العدوان.
وتتعرّض فنزويلا لمحاولات التدخل الأمريكي في شؤونها الداخلية وزعزعة استقرارها عبر معارضتها اليمينية في محاولة مستميتة من واشنطن لإحياء مخططاتها للهيمنة على هذا البلد الذي يمتلك ثروات نفطية هائلة والانقلاب على الرئيس الشرعي مادورو باستخدام جميع الوسائل بما فيها العنف والفوضى.
وفي روسيا، أعلن عضو لجنة مجلس الدوما للشؤون الدولية أنطون موروزوف أن روسيا ستعتبر إرسال الجيش الأمريكي المحتمل لقوات عسكرية إلى فنزويلا :عدواناً خارجياً” وفقا للقانون الدولي، وقال: “يوجد سببان فقط للبقاء الشرعي للقوات الأجنبية على أراضي دولة، إما قرار مجلس الأمن الدولي أو دعوة الرئيس الشرعي للدولة، ومن غير المرجح أن يدعو الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو القوات الأمريكية إلى أراضيه ولا يملك زعيم المعارضة سلطة لاتخاذ مثل هذه القرارات”، وحذّر من مغبة إرسال واشنطن قوات إلى فنزويلا، وتابع: “إن حدث ذلك فسيكون قراراً مأساوياً وسيترتب عليه ضحايا كبيرة بين السكان المدنيين وسوف تبدو أمريكا مرة أخرى محرضاً ومعتدياً”.
من جانبها، أكدت وزارة الخارجية الروسية ضرورة تقديم المجتمع الدولي مساعدة اجتماعية اقتصادية للشعب الفنزويلي وتجنب تدخل خارجي مدمر في شؤون هذا البلد، وقال رئيس قسم أمريكا اللاتينية في وزارة الخارجية الروسية ألكسندر شيتينين: “يجب أن يجد الفنزويليون بأنفسهم حلا لمشاكل بلادهم وقبل كل شيء في المجال الاجتماعي الاقتصادي.. والمهمة الماثلة أمام المجتمع الدولي هي مساعدتهم في ذلك دون تدخل خارجي مدمّر”.