دراساتصحيفة البعث

آلية أوروبية للتجارة مع إيران

 

ترجمة: البعث
عن غلوبال ريسيرتش 2/2/2019

انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، ومنذ ذلك الحين كانت الإشارات من دول الاتحاد الأوروبي مختلطة، حتى أن استحضار قانون المنع الأوروبي لحماية شركات الاتحاد الأوروبي التي تقوم بأعمال مشروعة مع إيران لم يغيّر أي شيء.
ومنذ ذلك الوقت بدأت الشركات الأوروبية الكبرى بتقليص العلاقات الاقتصادية والمالية مع إيران خوفاً من عقوبات ترامب وفقدان الوصول إلى الأسواق الأمريكية. لكن لا يهمّ ما تفعله بروكسل، وما تفعله الشركات الأوروبية ما لم تكن هناك معارضة جماهيرية للإجراءات الأمريكية.
الآن الولايات المتحدة معزولة إلى حدّ كبير عن إيران، ومعظم الشركات تتردّد في تحدي سياساتها، وحتى ضمانات الاتحاد الأوروبي لا معنى لها إذا فشلت الشركات الأوروبية في السير. ولهذا أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا (E 3) عن آلية أخرى لتسهيل التجارة التي يُزعم أنها خالية من العقوبات مع إيران، وهي سيارة ذات أغراض خاصة (SPV) تُسمّى أداة لدعم التبادل التجاري (INSTEX).
يهدف INSTEX على المدى الطويل إلى الانفتاح على المشغلين الاقتصاديين من البلدان الثالثة الذين يرغبون في التجارة مع إيران، وE3 تواصل استكشاف كيفية تحقيق هذا الهدف.
هذه الخطوة التي اتخذها الاتحاد الأوروبي لتسجيل وإعلان آليته المالية الخاصة “للتجارة” مع إيران هي خطوة أولى من أوروبا للوفاء بالتزاماتها تجاه إيران بموجب تصريح أيار 2018 الصادر عن وزراء خارجية إيران والدول الأوروبية الثلاث.
ومن المفترض أن يعمل INSTEX كترتيب مقايضة بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وإيران، متجاوزاً معاملات الدولار، لكن من غير الواضح متى سيتمّ تنفيذ الآلية الجديدة، ولا تزال التفاصيل قيد العمل. ومع مرور الوقت، سيتمّ منح دول خارج الاتحاد الأوروبي إمكانية الوصول إلى الآلية. ولا يتوقع أن تؤثر SPV بأيّ شكل من الأشكال في حملة أوروبا الاقتصادية القصوى. وإن الكيانات التي تستمر في الانخراط في نشاط يمكن فرضه على إيران، تنطوي على عواقب وخيمة قد تشمل فقدان القدرة على الوصول إلى النظام المالي الأمريكي والقدرة على التعامل التجاري مع الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية.
لذلك سوف تتردّد الشركات الأوروبية وغيرها ممن يقومون بأعمال كبيرة في الولايات المتحدة في فقدان إمكانية الوصول إلى الأسواق للحفاظ على علاقات طبيعية مع إيران. لكن المفتاح الذي تحتاجه أوروبا هو أن يخترق المجتمع العالمي أجندة واشنطن الإمبريالية، ويقاومها، ويتحدّى حروبها الاقتصادية والمالية والعقوبات والحروب الساخنة، التي لم تعد تشترك فيها، وعزل الولايات المتحدة طالما استمر برنامجها المدمّر.